برنسيس إيكاروس

Tuesday, March 21, 2017

غصن زيتون أخضر لذكرى الربعي !


غصن زيتون أخضر لذكرى الربعي !



***

      هناك قلائل من الناس حين تتعرّف عليهم في حياتك لا يمكن أن تنساهم، وتظل ذاكرتك تحمل ذكراهم العطرة. أنت أحدهم.. أخاً وصديقاً لا تغيب عن ذاكرتنا أبداً يا دكتور أحمد الربعي.
     ها هو وجه يوم «الأحد 5 مارس» يصافحني دامعاً، حزيناً كأنه يشعر بحزني على فقدك، ويتألم على غيابك كما محبيك الآخرين.. لغة الرثاء موجعة يا أبا قتيبة.
     قبل 9 سنوات سكت قلمك المتميز في الصحافة، اختفى صوتك العالي بالحق في الفضائيات، افتقدنا عطاءاتك التي تمس أكثر من جانب في حياة الديرة السياسية، الاجتماعية، العلمية والأدبية.
     رحلت عنّا باكراً وتركتنا نشتاق إلى عمودك الصحافي «بالمقلوب» الذي يشي بحسك الوطني.. واليوم أكثر أوضاعنا باتت بالمقلوب، في ظل فوضى عالم اليوم وضبابيته التي ازدادت عتمة، فكم نحتاجك في هذه المرحلة الرمادية المعقّدة، لأنك أحد رجالها.
     نشتاق إلى أربعائياتك؛ تلك الاستراحة الوجدانية التي ترطّب يباس النفوس. أتدري.. ما زلت أتكئ على كتابك الموسوم «أربعائيات» في عزائي لفقدك.
    افتقدنا جلساتك المسكونة بالشعر والشعراء، وسحر الأدب، الذي كنت تعشقه وتردد أجمله شعراً ونثراً.
     نحتاج تفاؤلك حين تردد دائماً «الكويت جميلة.. تفاءلوا»؛ إنها تعويذتك التي حملناها في قلوبنا، نرددها في كل المناسبات، فمحبوبتك الكويت تعدك، مع كل هذه الأوضاع المقلوبة، ستظل جميلة.
     لن يغيب اسمك أو ذكرك يا أبا قتيبة عن الكويت الجميلة، فعطاؤك لا يزال ينبض حولنا، نردده، نستشهد به، نحفظه؛ وهكذا ستظل ذكراك طازجة وحاضرة.
     لن أنساك يا د. أحمد.. فتشجيعك لي، وثقتك بحرفي، يسكناني، وتوجيهاتك الأدبية لا تزال مندسة في دفاتري العتيقة، أما مقولتك المحفّزة، فها هي ترن في أذني: «إن حياة البشر قصيرة، وحلاوتها في الأحلام، وجمالها في تحقيقها».
     لك فراغ كبير في قلوب محبيك، يتسع كل عام ويتمدد.
يرحمك الله، ويسكنك فسيح جناته.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
جريدة القبس 5مارس 2017

0 Comments:

Post a Comment

<< Home