برنسيس إيكاروس

Thursday, April 13, 2017

الكويت والسعادة !



 الكويت والسعادة !
***
      يقول الخبر، الذي نشرته جريدة القبس مؤخراً: «حلّ الكويتيون في المركز الرابع عربياً وخليجياً، والـ39 عالمياً، بين أسعد شعوب العالم في تقرير الأمم المتحدة 2017، الذي صدر في يوم 20 مارس بمناسبة يوم السعادة العالمي».
     كنت أتوقع أن تتصدر الكويت المراتب الأولى عربياً وحتى عالمياً، وذلك حسب مقياس ومعايير السعادة، التي جاءت في التقرير؛ لأن هناك حسب رأيي الشخصي أربعة معايير تنطبق علينا ــ ككويتيين ــ بإيجابية قوية؛ فنحن شعب لا ينقصنا الدعم الاجتماعي، ولا الحياة الصحية، ولا حرية اتخاذ القرارات الحياتية، أما السخاء، وهو المعيار الرابع، والتبرعات، فمتجذرة في أعماقنا، لكنني استدركت حين قرأت أن الفساد أحد معايير/مقاييس هذا التقرير السنوي؛ هنا انتبهت إلى أننا لا نستطيع أن نتجاوز مرتبتنا المذكورة في التقرير، إلا إذا قضينا على الفساد الذي استشرى في الديرة بين المؤسسات الحكومية، والشركات الخاصة، وحتى على صعيد الأفراد وغيرهم. لذا ينبغي علينا جميعاً كأفراد وجماعات، حكومة ومجلس أمة، أن نتصدى لهذه الآفة المسمومة، التي أخذت تنخر جسد الديرة، ونقتلعها من جذورها؛ حتى نصل إلى المراتب الأولى في تقرير السعادة العالمي السنوي.
***
     ما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن السعادة هي العنصر الأهم في حياة البشر، ومن أجمل تفاصيل الحياة، وهي الشعور بالراحة النفسية، وهي شعور داخلي وإحساس وجداني، وبالتالي فهي أمر نسبي؛ لأن مقوماته تختلف من شخص إلى آخر، والكثير منا يبحث عنها، والقليل منا يدركها. فهناك من يجدها في المال والغنى، وآخر يعتبرها في الجاه والوجاهة والشهرة، والقلة تقيّمها بالصحة والعافية.
     والسعادة الحقيقية لا قيمة لها، إذا لم يشعر بها الشخص في تصرفاته اليومية، وتحركاته الحياتية، ولفتاته اللحظية. فالمال مثلاً لا يصنع السعادة ولا يشتريها، هو فقط أحد العناصر المساعدة لتذليل صعوبات الحياة المعيشية وتسهيل أمورها. فالغني ليس أكثر سعادة من أخيه الفقير، والأمثال حولنا كثيرة.
***
     وليم جيمس عالم النفس يقول: «السعادة هي الدافع السري، الذي يحرك الإنسان ويقوده للحياة».
     أما الدكتور جاسم المطوع فيقول: «حتى تكون سعيداً في حياتك لا بد أن تمتلك «ثلاثية السعادة»؛ وهي: الاهتمام بذاتك وجسدك وروحك».
      أما سعادتي الشخصية، فهي كما قالت الأديبة الفرنسية جورج ساند: «هناك سعادة واحدة في العالم أن تحِب وأن تكون محبوباً».
وكل تقرير وديرتنا الجميلة هي سعادتنا جميعاً.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

القبس 11 إبريل 2017

0 Comments:

Post a Comment

<< Home