برنسيس إيكاروس

Tuesday, May 09, 2017

المتعة البصرية والفكرية من حولنا


المتعة البصرية والفكرية من حولنا
***
    صدق الدكتور أحمد الربعي «الله يرحمه» بمقولته الشهيرة التي لا نزال نرددها «الكويت جميلة».
    فعلاً.. الكويت جميلة بهذا الحراك الثقافي المتنوع والمستمر طوال العام، سواء من الجهات والمؤسسات الثقافية الرسمية، أو الخاصة/الأهلية، حتى أصبحت الديرة منارة ثقافية نفتخر بها ونعتز.
هناك برامج حافلة بمختلف الأنشطة والفعاليات، الفكرية والأدبية والتراثية، كما هي المجالات الفنية الراقية، من موسيقى وفنون تشكيلية بأنواعها، ومسرح وسينما، وغيرها.
***
     فالفن بكل أشكاله وألوانه يعتبر لغة عالمية، لا يحتاج إلى ترجمة، يخاطب أعماقك مباشرة، فتحس به وتدرك مقصده، له إضاءة سحرية، لأنه يجلب المتعة عن طريق خيالك وذاكرتك. كما أن الفنون تحسّن الذوق، وترتقي بالنفس البشرية وتهذبها، وهي من أرقى أنواع المتعة وأسماها. فكلنا نستمتع بمجرد أن نزور معرضاً للفنون التشكيلية، فتجذبنا الألوان المشرقة، والتشكيلات الفنية، ودقة تفاصيلها، لنقف بمتعة أمام لوحة ما تدعو إلى التأمل والتخيّل. أو نستمع إلى لحن عذب تعزفه فرقة موسيقية راقية، فنردده مستمتعين، أو حتى ندق بعض النقرات الخفيفة باليد.. ومع هذا هناك من يحرّم الموسيقى، ويصادر الفرح من العيون العطشى، مع أن الفنون تعتبر هوية الأمم، ومن عناصر ثقافتنا العربية!
      نعم.. هذه إحدى المتع الجميلة التي تفتت جمود الحياة من حولنا، وترسم البسمة على شفاهنا، فخلال هذا العام، شاهدنا أكثر من معرض تشكيلي أقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وفي قاعات ومتاحف المجلس الوطني للفنون والآداب.
     أما دار الأبرا، هذا الصرح الشامخ والمعلم الرائع، فلم يستمتع بعروضها الموسيقية المنتقاة ، وأمسياتها الغنائية العذبة ، إلا الطبقة القادرة مادياً ، التي تمنى أغلبنا أن يحضر ويستمتع بهذه العروض الجميلة ، لولا أن أسعار تذاكرها بصراحة «اتهد الحيل»، ناهيك عن أسعار السوق السوداء . فرفقاً بالطبقات الأخرى .
***
    أما الأدب بتنوع إبداعاته ، فله نصيب كبير، فمن رابطة الأدباء الكويتيين، إلى المكتبة الوطنية ، مروراً بالمكتبات الخاصة ، ولن نغفل هنا ملتقيات وصالونات ونوادي القراءة الأهلية التي تملأ مقاهي الديرة وبعض البيوت .
كل هذه المتعة البصرية والفكرية، كلما نلتفت نجدها حولنا، ولا تزال مستمرة، تنادينا من كل حدب وصوب، لتقول لنا إن الفنون حاضرة ومستمرة!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
القبس 7 مايو 2017

0 Comments:

Post a Comment

<< Home