برنسيس إيكاروس

Thursday, July 06, 2017

أين تذهب هذا العيد


أين تذهب هذا العيد !
***
     تجمعنا في ليالي شهر رمضان المبارك جلسات «الغبقات النسائية»، فتتطرق السيدات إلى أحاديث متنوعة بعيدة عن المواضيع السياسية المتقلّبة الساخنة، والأحداث المتسارعة المعقّدة التي تلف حول الكرة الأرضية، قريبة من بعض الأمور والاستفسارات الدينية البسيطة.
      ثم يدور الحديث عن حلويات رمضان المتطورة، وأطباقه العامرة بما لذّ وطاب، أما أغلب المسلسلات التي تملأ شاشات الفضائيات بصراخها وصياحها وطرحها اللاعقلاني وغير المقنع، الذي لا يحترم عقل المشاهد، فالحديث حول سطحيتها وضحالتها، يعكّر صفاء هذه الأمسية الرمضانية.
وفجأة يقفز السؤال الكويتي التقليدي على لسان إحدى الحاضرات، لتصبح الأجوبة والتعليقات هي الحديث الرئيسي الأكثر أهمية لهذه الأمسية.
السؤال: «وين مسافرين هالعيد؟!». يبدو أن السفر، في الأعياد والمناسبات، أصبح من أهم ضرورات الحياة الاجتماعية الكويتية، كما هو ضرورة تجديد الأكسجين في الجسم. وحين يكون الجواب من إحداهن: «صامدين في الديرة هالعيد»، تتلون العيون بدهشة كويتية خالصة!
     من المؤسف أننا اعتدنا سماع تلك العبارة الروتينية، خصوصاً قبل العيد بأيام قليلة، وبالتالي أصبح قضاء إجازة الأعياد والمناسبات خارج الديرة بالنسبة إلى المواطن هاجساً مسيطراً على تفكيره، وتقليداً ضرورياً.
ولكن، هل تساءلنا: لماذا يفضّل المواطن الهروب من ديرته الحلوة الجميلة في كل مناسبة، بحيث أصبح يبحث عن المتعة والوناسة خارج حدودها؟!

* * *
    بصراحة، هل نلوم المواطن ونعتب عليه، أم نلوم تلك اللوائح والقوانين والعديد من الفتاوى التي تحرّم وتحلل على كيفها؟ تمنع كل أشكال الفرح، وتغتال المتعة. تلغي الموسيقى. تحرّم الرقص والتصفيق. تشدّد على الغناء والضحك، فقد بات لكل هذا وذاك ضوابط ومعايير لا تتناسب مع الفرح وبهجة الأعياد.
    وهكذا تغلق كل أنواع المتعة، واللهو البريء في وجه المواطن، علماً بأن المواطن يعاني من ضغوط الحياة المتنوعة، فيشعر بالعطش للفرح. يريد أعياداً بلا ضوابط، مزدانة بالبهجة، مسكونة بمتع الحياة، وإلا فسيضطر في كل مناسبة وكل عيد إلى أن يغادر ديرته إلى متع الحياة البرّاقة.. وبالتالي أليس هذا من حقه حتى يشبع عطشه؟!
     ألستم معي أن هذه الحالة أصبحت ظاهرة معتمة، انتزعت البهجة من أيامنا الحلوة، لذا فهي تستحق الاهتمام والدراسة من جميع الأطراف المعنية حتى لا نضطر إلى أن نسمع هذه العبارة قبل كل مناسبة: «وين بتسافرون هالعيد؟!».
وعيدكم مبارك وأيامكم سعيدة.
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home