برنسيس إيكاروس

Monday, March 05, 2018

د. أحمد الربعي.. لن نقول وداعاً



د. أحمد الربعي.. لن نقول وداعاً!
******
 
 
 


     ليس هناك أشد وجعاً على النفس البشرية حين يأتيها فجأة نبأ فقد أخ وصديق عزيز عليها.. إنه الموت الذي بغفلة منّا يختطف أعز الأحباب والأصدقاء. إن فقد الأحبة يترك في النفس انكسارات لا تنمحي أبداً.
اليوم الاثنين (5 مارس) يشعرني بأنه يشاركني حزني على فقدك، كمشاركة ألم محبيك الآخرين على غيابك يا أبا قتيبة.
     لن أخبرك بأننا نحتاج إليك اليوم بقوة في هذا الزمن الرمادي، لن أخبرك بأن الفساد يزداد التصاقاً بكل موضع يطأه، لن أخبرك بأن القلق أصبح صديقاً للمواطن ومرافقاً له في كل تنقلاته، لن أخبرك عن النزاعات والصراعات الإقليمية والعالمية، ولا عن الحروب العدمية التي تحيط بنا، حتى لا أعكّر عليك صفو غفوتك.. سأحدثك عن ذكريات الزمن الجميل.
     لقد مرت عشر سنوات، حين اختفى صوتك، وسكت قلمك يا د.الربعي، ولكنك لا تزال تسكن قلوب محبيك، يشعرون بدفء حديثك، يرددون دائماً حلو كلماتك، ويتذكرون مقولاتك وروعة معانيها، خصوصا حين تقول: «المهم ألا يتسلل الإحباط إلى قلوبنا، وأن نرفع أشرعة التفاؤل من أجل أطفال يكبرون وآخرين يتكونون في أرحام أمهاتهم. من أجل وطن جميل صغير».
      لا نزال نقرأ «أربعائياتك» بشغف المرة الأولى، نتذكر كيف كنا نستمتع حين نقرأ عمودك الصحافي في جريدة القبس «بالمقلوب» أكثر من مرة، كي نثري به عقولنا وقلوبنا.
     لا نزال نتابع مقابلاتك «المسجّلة» عبر الفضائيات الصديقة وغير الصديقة، نتأمل كيف كنت شجاعا، جريئاً وصادقاً، حين كنت تحاور، تجادل، تصارع بإقناع، دفاعاً عن حبيبتك الكويت، قضيتك الأولى.. أبشرك مع كل ما يحيط بها من هزات فهي لا تزال جميلة.
    إن ننسى، فكيف ننسى جلساتك الثرية، مع الشعر والشعراء، تقرأ لنا بصوتك العذب قصائد السياب والمتنبي، وتلقي علينا أشعار درويش ونازك، وأحياناً تأخذنا برحلة ممتعة مع قصائد نزار وغيره من الشعراء الذين تعشقهم، بأحاسيس مختلفة وألق يتجدد.
نعم.. هكذا كنت، تعلمنا منك الكثير، فقد كانت أحاديثك تنثر الفرح حولنا، تبعث على التفاؤل، تزرع في دواخلنا الأمل. لذا، نفتقد وجودك الجميل، وحضورك الأجمل بيننا يا د.أحمد.
          الأهم حين رحلت عنّا، تركت لنا تفاؤلك، ابتسامتك، وحب الكويت الجميلة. ستبقى أحاديثك ومقولاتك دروساً ينتفع بها طلبتك، متابعيك وكل محبيك.
لك وحشة تتسع كل عام. يرحمك الله رحمة واسعة، ويغمّد روحك جنات النعيم.       

(منى الشافعي)
جريدة القبس 5 مارس 2018

0 Comments:

Post a Comment

<< Home