برنسيس إيكاروس

Saturday, November 03, 2018

الأميركي.. كتاب وقهوة.. وسمنة!




الأميركي.. كتاب وقهوة.. وسمنة!
*****


    بعض المشاهدات والمواقف الإيجابية والسلبية، التي تصادفني يومياً في رحلتي إلى أميركا.
السمنة مرض خطير يغزو أغلب دول العالم في هذا الزمن ومعدلاته في ازدياد.
وتعد أميركا من أكثر البلدان التي تعاني من زيادة الوزن، والسمنة المفرطة، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها الإدمان على تناول الوجبات السريعة يومياً، والإفراط في تناول الحلويات، والمشروبات الغازية. وغيرها من الأمور الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، التي ساعدت على انتشار ظاهرة البدانة المفرطة.
وهنا.. نتشارك – ككويتيين – مع الأميركان في ظاهرة السمنة وأسبابها، بل إن ديرتنا الكريمة قد تربعت بجدارة على عرش السمنة، وإجراء عمليات التكميم الجراحية في السنوات الأخيرة، خصوصاً عندما أصبح في الديرة مطعم لكل مواطن.
الأميركي يعشق الأكل. لا يمكن أن يترك / ينسى وجبة من وجباته اليومية. كما أنه يستمتع بين الوجبات بتناول مأكولات خفيفة متنوعة. أما كوب / مك القهوة، فهو ملتصق في يمناه من الصباح وحتى المساء، كما هو الكتاب لا يفارق أيادي الأغلبية، صغاراً وكباراً، من الجنسين.
     ولا نغفل هنا، انتشار ثقافة الأكل الصحي والطبيعي والترويج لها في أميركا، والتي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل لافت، كما انتشرت معها كثرة المحال التجارية التسويقية لهذه المواد والمنتجات الصحية، كما افتتحت المطاعم والمقاهي الخاصة بها، وهناك الآلاف من الشعب الأميركي، بدأ بتغيير عاداته في الأكل، وأصبح يتناول وجبات صحية، مع العلم أنها مكلفة مادياً، ومع هذا تبقى الأغلبية تعاني زيادة الوزن والبدانة المفرطة.
مع مشاكل السمنة والأوزان الثقيلة، إلا أنك تجدهم يحبون الحركة والنشاط، والعمل اليومي المتواصل، من دون تذمر أو «تحلطم»، أو تعب!
الأميركي، شخص متحرك، فالطائرات والمطارات على كثرتها واتساعها، أصبحت تئن من حراكهم اليومي، خاصة في مواسم الأعياد، والإجازات، والعطلات الرسمية وغيرها، ناهيك عن عطلة نهاية الأسبوع. أما السفر من خلال السيارات الخاصة، والباصات، والمركبات المتنوعة، والقطارات، فحدّث ولا حرج. وبالتالي ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل «في الحركة بركة». والجميل هنا، كل مسافر يعود في الوقت المحدّد لعمله وقد اكتسب نشاطاً، وازداد حيوية!
      وهنا، أيضاً نتشارك معهم في هذه الإيجابية – في الحركة بركة – فالشعب الكويتي من محبي السفر والتنقل والاستكشاف، فقط نزيد عليهم بجزئية بسيطة جداً لا تكاد تُذكر، كون عطلنا، خاصة الرسمية، لا تقل في حال من الأحوال عن أسبوع، وبعده يومان راحة من عناء السفر، لأن المواطن الكويتي يحتاج إلى جرعة أخرى من الراحة حتى يتجدد نشاطه! التي أصبحت من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا كما يفهمها أغلبيتنا. وبالتالي يجب أن نتمسك بها، ونحافظ عليها، خاصة إذا كنا من موظفي الحكومة، فهي حق مكتسب للموظف الحكومي يجب عدم التفريط فيه!
وبالتّالي.. نعتقد أيضاً أن الاختلاف مطلوب وممتع وجميل، في كل الأمور الحياتية، كما هو التشارك أو التشابه!

منى الشافعي / جريدة القبس / 3 أغسطس، 2018   

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home