برنسيس إيكاروس

Saturday, November 03, 2018

ثقافة شرب الماء عند الأميركان


ثقافة شرب الماء عند الأميركان


       الماء عصب وشريان الحياة، وقوامها، ولولاه لما عاش إنسان ولا حيوان، ولا اخضرّ زرع على وجه الأرض. نعتقد أن أغلبنا لا يشرب ما يكفيه من الماء خلال يومه. حتى ان البعض منا حين يتناول كأساً واحدة من الماء يتجرعه كالدواء، بل يغصب نفسه على تناوله. غافلاً عن أن الماء يحتوي على أنواع عديدة من الأملاح والمعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، كما الحيوان والنبات، ومتناسياً أن الماء علاج ناجح للكثير من مشاكلنا الصحية. لذا ينبغي أن نعي جيداً أهمية شرب الماء لصحة الجسم.
      ومن خلال مشاهداتي في رحلتي إلى أميركا، لاحظت ظاهرة شرب الماء بكثرة وبانتظام، فقنينة الماء لا تفارق أيديهم، صغاراً وكباراً، فمن يركب دراجته، تجدها معلقة بأحد أركانها، ومن يقود سيارته، تجدها قربه، وحين يترجل، تراها ملتصقة بإحدى يديه، ومن يحاذيك ماشياً، تجدها بيده، وحين تدخل أي مؤسسة عامة أو خاصة، تجد أشكالاً وألواناً من قناني الماء، مرتاحة على مكاتب العاملين. كما أن المحال التجارية الصغيرة والكبيرة، والأسواق والمؤسسات بأنواعها وأماكن الترفيه، لا تخلو من برّادات الماء لخدمة الزبائن.. هذه الثقافة على بساطتها، جعلت الدولار الأميركي، يدور من يد إلى أخرى لينمو اقتصادياً، حيث انتعشت وراجت تجارة صناعة قناني الماء المختلفة الأحجام والأشكال والمواد والألوان، وأصبحت هذه السلعة الصغيرة البسيطة مطلوبة من جميع الفئات العمرية، والاجتماعية. ولأن استهلاكها اليومي كبير وبالتالي احتياج تغييرها، من فترة الى أخرى بات ضرورياً، خصوصا لطلبة المدارس، لذا تجدها قد غزت أرفف أغلب المحال التجارية، ولأن أسعارها متفاوتة، أصبحت في متناول جميع الشرائح الاجتماعية. ولا ننسى هنا أن الأطفال يحتاجون إلى شرب الماء، وهذه الطريقة (الثقافة) تشجّع الأطفال على شرب ما يحتاجونه من الماء. وهكذا أصبحت عادة في حياة الفرد الأميركي.
     لقد اكتسبت شخصياً هذه العادة الصحية ممن حولي، بحيث واصلت تذكير نفسي بشرب الماء يومياً في مدة ليست طويلة، حتى اعتدت عليها، وهكذا أصبحت قنينة الماء تلازمني أينما ذهبت. اللافت أن إحدى صديقاتي حين تحضر لزيارتي، وتعرف جيداً أن الماء الصحي متوافر في بيتنا، فإنها حين تدخل، تسبقها قنينتها، لأنها عادة، وكونها عادة صحية فأهلاً بها.
     ينبغي علينا جميعاً أن نعتاد على شرب الماء، ونشجع عيالنا الصغار على هذه العادة الصحية البسيطة.

منى الشافعي / جريدة القبس   2 سبتمبر، 2018  

0 Comments:

Post a Comment

<< Home