برنسيس إيكاروس

Saturday, November 03, 2018

جائزة الحجرف للأعمال الوطنية



جائزة الحجرف للأعمال الوطنية !

***

       لقد أصبح الحديث عن عيالنا الشباب هاجسنا اليومي، الذي سنظل نتحدث عنه ولن نغفله أو ننساه. غير متناسين أن الشباب يشكلون نسبة تقارب %69 من عدد السكان، ولهم قدرة كبيرة على العطاء والإبداع وطاقة إيجابية أكبر، لذا فهم الاستثمار الحقيقي للدخل الوطني المستقبلي للديرة، وبالتالي فالاهتمام بهم وتشجيعهم في كل المجالات، واجب وطني.
    أما المواطنة فنحن في أشد الاحتياج إليها في ظل الحالة الضبابية المستمرة في الديرة. فكيف نخرج من هذا النفق المعتم، لا سيما ونحن أمام تحديات عالمية نجهل أبعادها السياسية والاجتماعية، ونحن في وسط اشتعالها، فهل نستطيع مقاومتها؟
الحل أن نقدم للديرة الحب والولاء والإخلاص والانتماء الوطني، التي تعتبر من أهم المفاهيم والقيم الحياتية، فليس الانتماء الوطني كلمة نرددها أو ابتسامة نفتعلها، أو حسرة نطلقها وقت الأزمات، بل يجب أن يكون الانتماء شعوراً وإحساساً، وممارسة يومية نفعّلها ونكرسها وننذرها عن إيمان وقناعة ورغبة صادقة لمصلحة ديرتنا الجميلة.
     ولن ننسى هنا أن الانتماء الوطني حاجة مهمة للفرد تشعره بارتباطه واعتزازه بمجتمعه وأرضه، فالإنسان بلا انتماء لا شيء. إذاً .. فالمواطنة هي الانتماء إلى مساحة جغرافية من الأرض يطلق عليها الوطن، ويضم الوطن جميع أطياف أفراده من مختلف الأصول والديانات والمذاهب والقوميات. وبالضرورة يتسع هذا الوطن لجميع توجهاتهم السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية. وتلك هي ديرتنا الرائعة، فعلى صغر مساحتها، إلا أن قلبها الحنون يتسع لكل أطيافنا بروح الأم المعطاء.
وما نسعى إلى تحقيقه، هو غرس روح المواطنة في قلوب شبابنا الجميل، بكل الوسائل والطرق والإمكانات التربوية والتشجيعية المتاحة وغيرها، وتنمية الحس الوطني الواعي لديهم، والتمسك والانتماء لهذا الوطن، وهذه الأرض الطيبة دون غيرها، حتى لا نفقد نعمها الغالية علينا.
     ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر ونحيي «مبرة جائزة فلاح مبارك الحجرف للأعمال الوطنية» التي أطلقت جائزتها لعام 2018 في الأول من سبتمبر، لغرض تعزيز قيم المواطنة والتسامح والانتماء للمجتمع الكويتي. وذلك إيماناً منها بأهمية الشباب وتشجيع الروح الوطنية لديهم، ونبذ التطرف والتعصب بجميع أشكاله ودعما لروح التنافس البنّاء بين أبناء الوطن وبناته، حيث خصصت جوائزها القيمة لهذا الموسم، للقصة والقصيدة واللوحة والفيلم القصير، لتعزيز الوطنية والحياة الاجتماعية الكويتية، وذلك بنقل فكرة أو رسالة تخدم أهداف الجائزة من خلال هذه المجالات الأربعة. فأهلاً بالشباب!
  (منى الشافعي ) 1 نوفمبر 2018 جريدة القبس                      

0 Comments:

Post a Comment

<< Home