برنسيس إيكاروس

Saturday, November 03, 2018

ومنّا إلى جمعية المتقاعدين الكويتية

 
        ومنّا إلى جمعية المتقاعدين الكويتية! 
****


    بعض المشاهدات والمواقف الإيجابية والسلبية التي تصادفني يومياً في أميركا.. احتجت إلى بعض الفيتامينات الطبيعية، فذهبت إلى أحد محالها، وأخذت ما أحتاج إليه من الرف، وذهبت إلى المحاسبة كي أدفع ثمن مشترياتي، نظرت إليّ وابتسامتها تسبقها، سألتني بأدب: «هل أنت في الستين من العمر؟». ابتسمت لها ولم أكن أعرف سبب هذا السؤال، رديت: «بل تجاوزتها». وهنا قالت: «تستحقين خصماً على مشترياتك %10.. هذه سياسة المحل». شكرتها وأنا أتذكر غلاء أسعار الأدوية في صيدلياتنا، والتي تزداد غلاء يوماً بعد آخر، خصوصاً على فئة المتقاعدين، ولا حسيب ولا رقيب.      أحد المحال التجارية الكبيرة، الذي يحتوي على عدة لوازم مختلفة، ومواد غذائية وغيرها، قد خصّص أحد أيام الاسبوع بخصم %10 فقط لكبار السن، وقد حدّد من عمر 55 عاماً وما فوق، بمعنى مساعدة للمتقاعدين، والأجمل عندما دخلت إلى هذا المحل، كلما تلفتّ حولي أجد أغلبية الزبائن من كبار السن، والقليل جداً من الشباب، يبدو أن حتى الشباب يحترم هذا اليوم فيترك متعته لكبار السن، هل هناك من يتكرم عندنا ويطالب تلك المحال المنتشرة في الأسواق والمولات بالاحتفاء بالمتقاعدين وتخصيص يوم لهم بخصومات تليق بسنهم، ونحن بلد الكرم والكرام؟! ومنّا إلى جمعية المتقاعدين الكويتية.       ولقد شدّ انتباهي وجود كبار السن – من المتقاعدين – في بعض الوظائف مثل البيع في المحال التجارية الكبيرة والسوبر ماركت وغيرها، خصوصاً السيدات، وحين سألت إحداهن وهي تعمل بائعة في أحد المحال التجارية الكبيرة بدوام يومي كامل، أخبرتني أنها تعمل يومين فقط في الأسبوع، وهذا يجعلها نشطة ومتحفزة، لأنها تقابل أشكالاً مختلفة من المترددين على هذا المحل الكبير، وتتحدث معهم، وتبتسم لهم، وأحياناً تربي صداقات جميلة مع البعض، علاوة على المكافأة الأسبوعية التي تساعدها مادياً، كما قالت إن لقاءها مع الناس يمنحها القدرة والقوة والاطمئنان النفسي، والرغبة في هذا العمل وغيره، ويشعرها بالسعادة خلال هذين اليومين، وحين سألتها وكيف تقضين باقي أيام الاسبوع؟ أخبرتني بأنها تلتقي مع صديقاتها في مكتبة مدينتهم وتساعد في العمل داخل المكتبة كمتطوعة، وهناك أيضاً جمعيات خيرية تحتاج إلى متطوعات لبعض أعمالها، فتذهب حسب الحاجة للمساعدة يوما أو يومين في الاسبوع. نعتقد هذا ما يحتاج إليه الشخص المتقاعد عندنا، مع الاختلاف في نوعية العمل حسب ثقافة مجتمعنا. أما الاختلاط بالآخرين، فيتحقق بالانضمام إلى ناد يخصص لهذه الفئة، له خصوصية، بحيث يلبي طلباتهم: الرياضية والصحية والترفيهية وغيرها، وماذا لو هيئنا المتقاعد للأعمال التطوعية التي يرغبها كل منهم؟!
     التقيت صدفة بسيدة أخرى، فأخبرتني أنها ترعى صديقتها المشلولة يومين في الأسبوع، والأيام الأخرى موزعة على الصديقات الأخريات لرعايتها، وهذا أحد الأعمال التطوعية الإنسانية، لا سيما أن الديرة / الكويت بلد الإنسانية! هناك خصم خاص لكبار السن على تذاكر السينما والمسارح، والأماكن الترفيهية الأخرى، وركوب الحافلات، ودخول المتاحف المختلفة، وبعض المتاحف تسمح لكبار السن بالدخول مجاناً.
     ينبغي على جمعية المتقاعدين الكويتية المطالبة بهذه الحقوق للمتقاعد وأكثر من ذلك، فديرتنا ديرة بترول، مثلاً مطالبة شركة الخطوط الجوية الكويتية، والمتمثلة بمجلس إدارة جديد نتوسم فيه كل خير، أن يقدموا خصماً مجزياً للمتقاعد الراغب في السفر عن طريق طائراتهم الحديثة، حتى لو مرة في السنة، نبارك لهم ولنا المطار الجديد!      نتمنى على جمعيتنا الجديدة الرائعة، التي تخدم آلاف المتقاعدين، الإصرار والسرعة في تحقيق أهدافها المرسومة بدقة، حتى تسعد هذه الفئة الغالية علينا من الطيبين، التي خدمت المجتمع برغبة وصمت وكثير من الحب.      التعاون والتكافل الاجتماعي في أميركا لمستهما من تصرفاتهم بعضهم مع بعض، الكل يساعد الآخر حسب امكاناته وقدراته سواء المادية أو المعنوية، لذا فلنساعد أهلنا الغاليين علينا من كبار السن، وأغلبهم متقاعدون.

منى الشافعي / جريدة القبس /  8 يوليو، 2018   









0 Comments:

Post a Comment

<< Home