برنسيس إيكاروس

Saturday, November 03, 2018

مشاهدات يومية من أميركا


 


 
مشاهدات يومية من أميركا
****
    بعض المشاهدات والمواقف الإيجابية والسلبية التي تصادفني يومياً في رحلتي إلى أميركا.
    إحدى الصديقات انتقلت الى بيت جديد، فذهبت الى مكتب البريد لتغير عنوانها، وبعد يومين ذهبت لتفتح صندوق بريدها، فوجدت مظاريف كثيرة قد انحشرت داخل الصندوق، حين فتحتها كانت جميعها من أصحاب محال الأثاث المنتشرة في المدينة، يباركون لها المنزل الجديد، ويقدمون لها خصومات مجزية، لكل احتياجاتها للمنزل الجديد مما يتوافر عندهم، وفعلاً استفادت كثيراً من تلك المبادرة الكريمة من أغلبية المحال التجارية، ومناّ الى محالّنا التجارية الكشخة!
    إذا كنت زبوناً دائماً لإحدى الجمعيات/ السوبر ماركت، كلّما تشتري منهم تحسب لك وحدات، هذه الوحدات تصرف لك على شكل تخفيض من سعر البنزين، الذي تحتاجه سيارتك، وهذه لفتة جداً كريمة، نظراً الى ارتفاع سعر البنزين. والبنزين يعتبر غالياً هالأيام في الديرة، خاصة على المتقاعدين، ومنّا إلى جمعية المتقاعدين الكويتية!
إنك ترى الأعمال البسيطة والثقيلة وغيرها يتشارك بها النساء والرجال، دهشت حين حدثتني إحدى السيدات بأن عملها اليومي قيادة شاحنة محملة بأطنان من الخشب، من ولاية إلى أخرى. ومنا إلى شبابنا.. فالعمل عبادة.
    أما الطلبة المحتاجون، فهناك من يتبرع بتغذيتهم اليومية في المدرسة، وهناك من يتبرع بلباسهم المدرسي، وآخر يتبرع بشراء نظارات طبية للمحتاجين منهم، وغيرها من الاحتياجات التعليمية، التي لا تستطيع أن توفرها المدرسة للطلبة. ففي المدن البسيطة الدخل تقام المدارس والاهتمام بالطلبة المعوزين على أكتاف تبرعات الميسورين من سكان تلك المدينة. نعرف جيداً أن الكرم متأصل في أهل الديرة، ومع هذا نطمح الى المزيد من أهل الخير عندنا، ليس فقط للمدارس، فهناك جمعيات نفع عام جديدة تحتاج إلى مقرات، ومصروفات كثيرة، حتى تستطيع أن تؤدي عملها الذي أنشئت من أجله.
     الثقة متوافرة بكل المجالات الحياتية اليومية، لا مجال للكذب أو التدليس أو النفاق إلا في ما ندر، الجميع يثق بما يبديه أو يقوله الآخر في كل شيء، وهذه قيمة حياتية جداً مطلوبة للتعايش مع الآخر، لمستها بوضوح وشفافية في كل معاملاتي الخاصة والرسمية.
     امتحان رخصة قيادة السيارة «جداً صعب»، خاصة العملي.. لكن الجميل في الموضوع أن من يحصل على رخصة القيادة، سيأخذها بذراعه، وليس بذراع الواسطة المتعددة الأشكال، أو برشوة، أو بالتزوير المريح، كما حصل عليها مئات «السواق» عندنا من مختلف الجنسيات.
     في أحد مواقف الأسواق، لمحت أحد كبار السن يحاول أن يحمل كيساً يبدو ثقيلاً جداً، ليضعه في صندوق سيارته، وإذا بأحد الشباب المتواجد بالموقف يركض لمساعدته. ما أجمل أن يساعدك أحدهم حين تكون في مأزق، خاصة إذا كنت كبيراً في السن.
     الابتسامة مرسومة على الوجوه، (هاي، هلو) .. يفاجئك بها الأغلبية من غير سابق معرفة، تتقبلها وأنت مرتاح ومستانس ويومك سعيد، لأنهم يعرفون جيداً أن الابتسامة صدقة، وليست «الخزة» التي يفاجئك البعض بها، كي يزعجك، ويعكر صفو باقي يومك!
منى الشافعي / جريدة القبس /13 يوليو، 2018   


0 Comments:

Post a Comment

<< Home