الحياة جميلة بكل تفاصيلها

الحياة جميلة بكل تفاصيلها

******

     في رحلتي الأخيرة الى أمريكا .. وقبل العودة بيومين ، ذهبت الى سوق الأحد في المدينة . امتلأ بالأكشاك والعربات التي تقدم الجميل والجذاب من المشغولات ، والأعمال اليدوية المتنوعة . وبما انني من عشاق الأعمال الخشبية ، فقد جذبتني التحف الخشبية المعروضة بأناقة في أحد الأكشاك المتميزة . اشتريت أكثر من قطعة أعجبتني ، من بينها ذلك الصندوق الخشبي الصغير. ولكن البائعة أخبرتني أن هذا الصندوق يراد له تعديل بسيط ، وأنها ستهتم أن تنجزه مساء الغد ، على أن أدفع ثمنه عند الاستلام . شكرتها وأخذت باقي مشترياتي وذهبت ، وخاطري لم يتوقف عن التفكير بالصندوق الصغير الذي أعجبني كثيرا .

    وجاء الغد ، وأطلّ مساؤه البلوري الجميل ، وذهبت ملهوفة لاستلام الصندوق ، وكأنني على موعد مع أعز الحبايب . حين صافحني وجه الليدي / البائعة ، أدركت أن هناك ما سيكدرني ويزيل لهفتي . وهذا ما حصل . أخبرتني أن ظروف العمل لم تسمح لها بتعديل / تصليح الصندوق الصغير. وقبل أن أرسم على وجهي ابتسامة مصطنعة ، وأشكرها وأمضي مع خيبتي ، فاجأتني وهي تمد لي علبة صغيرة مغلّفة بورق هدايا ملون يلتمع مع أشعة غياب شمس ذلك النهار، مرددة بابتسامة خجلى : " هذه هدية اعتذار بسيطة مني ، وكلي أسف لأنني لم أستطع أن أحقق طلبك ، و أنهي تعديل / تصليح الصندوق الصغير بالوقت المحدد ، الذي شدّ إعجابك .. أتمنى أن تعجبك هذه القطعة " .

     انزرعت ابتسامة دهشة / فرحة على تقاطيع وجهي ، وأنا أفتح العلبة / الهدية ، بصراحة ،

    أنستني عشقي لذلك الصندوق الصغير .

    الحياة جميلة بكل تفاصيلها ، يجب أن لا نغفل أن هناك دائما مسحة جمال في كل شيء .

                منى الشافعي