برنسيس إيكاروس

Sunday, August 14, 2022

أبا قتيبة.. نحتاج إلى تفاؤلك

أبا قتيبة.. نحتاج إلى تفاؤلك!



منى الشافعي 5 مارس، 2019

    دكتور أحمد الربعي، لك وحشة معتمة، وفراغ كبير في قلوب محبيك، يتسع كل عام ويكبر.. لن أقول من مثلك لا يعوض، ولن أردد نستشعر فقدك ورحيلك في كل لحظة، لن أقول 11 عاماً غاب صوتك عنّا.. لأننا لا نزال نردد مقولاتك ونحفظ كلماتك، ونرسلها بعضنا لبعض، وننشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما هو صوتك الذي كان دائماً ناطقاً بالحق، ومغرداً بحب الكويت معشوقتك الجميلة. لن أخبرك بأننا نحتاجك اليوم بقوة، في هذا الزمن الرمادي، زمن الفساد والصراعات الإقليمية والنزاعات العالمية، زمن الحروب العدمية. لكنني سأذكّر محبيك ومتابعيك ببعض أجمل مقولاتك وكلماتك التي لا تزال حية، وستظل: «يا وطني إني أعدك باسم كثير من الخيرين، أن نضبط ساعاتنا على دقات قلبك، وكلما سألنا أحدهم عن الوقت أعطيناه التوقيت المحلي لمدينة قلبك الجميل».. «اللهم احم وطني من أهله، أما أعداؤه فهو كفيل بهم».. «لماذا لا نسمح لكل الناس أن يفكروا بطريقة متساوية، باحترام العقيدة وباحترام الوطنية وباحترام النظام السياسي».. «النفط وارتفاعه يغطيان كل العورات، ولكن حذار من يوم تنخفض فيه أسعار النفط، وترتفع فيه الأجور».. «بلد صغير ومال وفير وعدد سكان محدود.. ومشاكل لا تنتهي! اللهم اهد أهل تلك البلاد!».. «سيأتي يوم لن نستطيع فيه أن ننقذ هذا البلد، التاريخ يقول إن الأمم التي سكتت عن الفساد ونخر فيها الفساد ودخل مؤسساتها.. انهارت!».. «ليس هناك وقت جميل ووقت قبيح، الوقت قمة الحياد ولا دخل له بكل ذلك، نحن نملؤه أحداثاً سعيدة فيصبح سعيداً، أو نملؤه بأحداث قبيحة فيصبح قبيحاً!».. «ما أجمل أن تبدأ صباحك بالمحبة والتسامح والصفح، كيف سيكون العالم أكثر اتساعاً وأكثر جمالاً حين تتسع القلوب فلا تجد الكراهية مكاناً تلجأ إليه!». مع كل هذا، كان التفاؤل يزاملك في كل خطواتك، فكانت أحاديثك تنثر الفرح حولنا، وتبعث على التفاؤل، لأن شعارك كان ما تردده دائماً «الكويت ما زالت جميلة.. تفاءلوا!!». والأجمل يا د. أحمد، حين رحلت عنّا، تركت لنا تفاؤلك، وحب الكويت وجمالها. يرحمك الله، ويسكنك فسيح جناته!

منى الشافعي

جريدة القبس

للمزيد https://alqabas.com/641830/ 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home