برنسيس إيكاروس

Monday, August 08, 2022

                               

  **  هوامش من دفاتري العتيقة **

                                          الصين                                        

          ** الكاتبة منى الشافعي **

-----------------------------------------------------------------
       وبدأ المشوار، مشوار التسلق، وعرفت من الأخت إيمان أن هناك ثلاث مراحل للتسلق، كل مرحلة يصلها السائح يحصل على جائزة وشهادة مختومة من القائمين على هذه العملية الرائعة المتميزة .. توكلت على الله وعلى سرعتي التي للآن لا أعرف مستواها وبدأت التسلق مع الأخوة و الأخوات .. ولقد تسلقناالسور    من أفضل مواقعه ويسمى سور (بادالنج) ويقع شمال العاصمة (بيجين) ويعتبر هذا الموقع أفضل قطعة محفوظة في سور الصين، كما هو أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الأجانب ، والصينيين طبعاً.. وكنت محظوظة بحيث استطعت أن أقطع عدد الكيلو مترات المطلوبة للوصول إلى المرحلة الثالثة في النقطة المحددة بالضبط ، يدفعني طموحي في الحصول على الشهادة والجائزة - المجهولة - وهذا ما حصل، استقبلني المسؤول، وطلب مني الوقوف في زاوية محددة تطل على نقطة محددة أيضاً، ثم طلب مني المصور أن يلتقط لي صورة فورية.. وكنت مأخوذة ومدهوشة لحظتها، وفي حالة انتشاء وفرح وشعور جميلو إحساس بالفوز و الجر أة ، وكأنني تسلقت سور الصين بأكلمه وليس فقط تلك الكيلومترات التي نسيت عددها الآن، على كلٍِ حال، عرفت أن الصورة الفوتوغرافية الفورية ما هي إلا شهادة  إثبات لاجتيازي هذه المرحلة .. ثم سألني عن اسمي.. وما هي الا دقائق ، وبينما كنت مستمتعة بالمناظر الخلابة الجميلة التي تحيطني، قدم لي المسؤول شهادة مختومة وعليها صورتي الفورية ( المهم أن الصورة كانت معقولة و شوية حلوة ) ، ثم علبة صغيرة  استقرت بداخلها عملة معدنية برسوم ونقوش غرائبية جميلة .. تسلمتها وانا اكاد اطير من فرحتي بهذا الانجاز العظيم الذي احرزته ( طبعا هذا ما تخيلته في تلك اللحظة التاريخية الحالمة ) ، لأن اغلب الأخوة ، و الاخوات لم يصلن الى هذه المرحلة ‘ واكتفينا بالثانية او الأولى .. الطريف في الأمر، عندما شكرت القائمين والمسئولين عن الجائزة ، واستدرت مودعة ، للبدء برحلة العودة ، طلب مني المسؤول ان ادفع مبلغا من المال (ثمن الشهادة والصورة والجائزة).. بصراحة، دفعت له وانا شاكرة وممتنة، فهذه فرصة العمر، كما ان المبلغ كان رمزياً وبسيطا جدا يستطيع ان يدفعه اي سائح .. بالمناسبة الشعب الصيني شعب طيب وحبوب ومبتسم دائما ، و رياضي .
******
            
       في رحلة العودة التي كانت اقل صعوبة ، وأسرع .. اخذت انظر في وجوه السياح ، واستمع الى لغاتهم.. كنت محاطة بكل لغات العالم ، واشكال البشر.. يا له من احساس رائع في مكان اروع.. اخذت ايضا اتفقد مباني هذا السور الذي يمر بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة ، يعبر جبالا، يخترق صحارى، ويجتاز المروج الخضراء ويقطع الأنهار.. وتتنوع مواد بنائه من مكان لآخر.
*******

      الشكر لمن تابعني عبر هذه الرحلة القصيرة ، واستمتع بهذه الحكايات والطرائف ، ( وتبون الصراحة ) كانت اطول فترة تحدثت بها لغتنا الأم العربية الفصحى الجميلة ، والفضل يعود لإيمان الفتاة الصينية التي احبت لغتنا الفصحى المتفردة جمالا ومعنى ، وتعلقت بها وقررت ان تتخصص آدابها و علومها .. لا أدري لماذا لا نفضل ان نتحدث بها فيما بيننا، كلغة يومية محكية ، انها رائعة جميلة وغنية بمفرداتها ومرادفاتها.. ومع هذا خانتني الذاكرة في اللحاق وراء الكلمة المناسبة لكثيرمن الجمل ، والعبارات ..( تبون الصراحة الاكثر)  اعترف بأنني شخصيا اعشق لهجتي المحلية وافضل واحب ان اتحدث بها دائماً! مع الاعتذار للغتنا الأم الفصحى الرائعة الجميلة .                                                

                            

0 Comments:

Post a Comment

<< Home