برنسيس إيكاروس

Sunday, August 14, 2022

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية!

***


منى الشافعي 26 مارس، 2019

     ليست المرة الأولى التي أكتب حول هذا الموضوع، وسأظل أذكِّر نفسي وغيري بأهميته. المجتمعات العربية، ونحن جزء منها، هي مجتمعات تلقي واستهلاك؛ بمعنى لا دور يذكر لها بالنتاج العالمي من الانفجار المعرفي إلا فيما ندر. فهل فكرنا يوماً في تغيير نمط حياتنا الاستهلاكي؛ بحيث نسعى إلى تعديل صورتنا المقلوبة هذه، والقضاء على الأمية الثلاثية؛ العلمية والفكرية والمهنية، التي نعاني منها من عقود متراكمة؟! وحتى نجاري تطورات هذا العصر التكنولوجي المتسارع؛ علينا تغيير برامج التربية والتعليم التلقينية، التي شاخت وهرمت، وتقوقعت في مكانها منذ عشرات السنين، ولنبتعد عن تلقي المعلومات والمعارف والمخترعات الحديثة من غيرنا، ونتجاوزه إلى الاهتمام والرعاية والاحتضان، بالموهبة الذاتية، والعبقرية الشخصية التي نكتشفها عند أطفالنا وشبابنا الواعد المهتم بتطوير نفسه وموهبته، وتسليحها بكل ما هو جديد من العلوم والمعارف والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة، غير متناسين أن الشباب هو الاستثمار الحقيقي للدخل الوطني في المستقبل. ولنسارع في تنمية حب الاختراع والابتكار بكل أشكاله عند الشباب، بتنوعه العلمي والفكري والأدبي والفني، ونشجع مهاراته، ونعتني بأفكاره، والأهم توجيهه إلى التخصصات العلمية الحديثة والنادرة، خصوصا في فروع الطب والهندسة، والعلوم الحيوية وغيرها؛ -وهنا يأتي السؤال: الكويت دولة نفطية، ولا يوجد عندنا صناعة نفطية؟! – حتى نصل معه إلى مرحلة الخلق والإبداع، ومن ثم العطاء الذي نحن في أمسّ الحاجة له. وهنا يأتي دورنا، بالاهتمام بتأهيله حتى يستطيع أن يلحق بركب الحضارة المعرفية، والأهم أن يساهم بها، كونها لغة العصر التي لا غنى عنها أبداً، التي أجبرتنا على تحديها بمواجهتها والتعامل معها، ومتابعة كل ما هو جديد وحديث لحظة بلحظة بلا توقف، وإلا أصبحنا نشعر بالاغتراب المعرفي، والتخلف عن العالم المتطور، والتدفق الغزير من معلوماته المعرفية، والتضخم في الكم والنوع نتيجة تطورات التكنولوجيا العالمية، التي يبدو أنها لن تهدأ عن الجديد والحديث يومياً، خاصة منذ بداية القرن الحالي، والتي تستحيل ملاحقتها اليومية، ثم استيعابها وهضمها، فهي حقا كما أطلق عليها البعض تعبير «صدمة معلومات ومعارف». وبالتالي بالضرورة سيتخطانا العالم، ويدعنا نلهث وراءه من دون جدوى. فهل سنتغير؟! ومتى نبدأ بخطوتنا الأولى؟!

منى الشافعي

جريدة القبس

 للمزيد https://alqabas.com/649649/ 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home