برنسيس إيكاروس

Sunday, August 14, 2022

حين نشتري الوقت

 

حين نشتري الوقت!


 

     صافحتني جريدة القبس مؤخرا بعنوان شدّني «تكليف آخرين بشغل البيت يزيد السعادة»، فحفزني للكتابة، وسأقتطف منه المهم «.. أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، أن الأشخاص الذين يدفعون أجوراً لآخرين مقابل تنظيف منازلهم؛ أي يشترون وقتاً، يرون أنفسهم أكثر شعوراً بالرضا من الذين لا يفعلون ذلك»، وأضاف الباحثون «استخدام الأموال في شراء الوقت من الممكن أن يقلل ضيق الوقت ويعزز السعادة».
***
     حسب هذه الدراسة، نعتقد أننا جميعاً في الديرة سعداء لأننا نمتلك وقتاً مدفوع الأجر، فهناك من يساعدنا في كل شيء في حياتنا اليومية.
والحقيقة المؤلمة، أن أغلبنا يستغل هذا الوقت بطريقة سلبية لا تعادل ثمنه. فمثلا، السيدات يملأنه بالتسوق والزيارات والجلوس في المقاهي والمطاعم. والرجال متعة التسوق، أيضاً، تجذبهم بعض الوقت ،أما الديوانية فهي المتعة الأكبر، ولعب الورق «كوت بوستة» مع الربع، وغير ذلك من الأمور السلبية الأخرى، متناسين أن الوقت نعمة موهوبة للذي يعرف كيف يستغله بفاعلية. فهل فكرّنا بخلق برنامج يملأ هذا الفراغ لمصلحتنا؟!
***
     لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمعزل عن محيطه، خصوصا مع هذا الوقت المتسع الذي حصل عليه، وبالتالي يجب أن يزيد تفاعله بكل الأوقات، وبكل فترات حياته العمرية ولا يتوقف، حتى يظل يكتسب العلم والمعرفة والثقافة العامة، وكلها متع حياتية جميلة تسعد الإنسان وتبهجه، فمهما تعلّم الإنسان، إلا أن العلم لا يتوقف، ويا حبذا لو كسب بعض المهارات الجديدة في الكمبيوتر وبرامجه التكنولوجية الحديثة التي تنفعه في حياته اليومية ومتطلباتها.
     ومن الأمور الإيجابية الأخرى لاستثمار هذا الوقت، الاشتراك في الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعه، وهي كثيرة في الديرة، وهذا العمل الإنساني حتماً سيشعره بأهمية وجوده.
    ولا نغفل هنا أهمية الهوايات، فبعضنا يمارس أكثر من هواية، وبالتالي هذا المتسع من الوقت الذي دفع ثمنه، لماذا لا يستغله بتنمية هواياته، فممارسة الهواية تجلب السعادة وتريح الأعصاب. ومن أجمل الهوايات ممارسة الرياضة البدنية والروحية، وهي فرصة أيضاً لتحسين الصحة العامة. كذلك هواية القراءة والكتابة والرسم والتصوير وغيرها. ومن المهم استغلال بعض هذا الوقت في حضور الأنشطة والفعاليات الثقافية المنتشرة في كل مكان.
     ولا ننسى هنا الأمور الترفيهية والترويحية، فهي أيضا تملأ جزءاً من هذا الوقت الثمين، ولكن ليس كله.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».

منى الشافعي

جريدة القبس 21 أغسطس 2017  

0 Comments:

Post a Comment

<< Home