برنسيس إيكاروس

Monday, August 08, 2022

نشرت في جريدة الجريدة في عيد الأم

 

نشرت في جريدة الجريدة في عيد الأم

2016

***



     إن عيد الأم مناسبة رائعة تمس أرق أحاسيسي، وتدغدغ أطيب مشاعري، تذكرني بأعز مخلوق على قلبي، وتحيي في   داخلي  شعور الوفاء والإخلاص نحو هذا المخلوق الجميل المسكون بالحب والرحمة والطيبة، والأمن والأمان  

 

     ان الأمومة نعمة كبيرة متفردة، وخصوصية مقدسة، خصّ الله تعالى بها المرأة وميزها عن الرجل.. اليست كلمة «أمي» أعذب وأرق وأعطر وألذ وأجمل مناداة في الوجود.  أليست الأم هي نبع الحنان والحب والرحمة والتضحية والعطاء اللامتناهي؟! هل ينسى أحدنا ما قدمته له أمه وهو صغير حين كان يحتمي بحضنها في لحظات خوفه وفزعه، فيشعر بالطمأنينة ويحس بالأمان؟.. صدق سقراط حين قال: «لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي " 

***

       فمن يفقد أمه - لا سمح الله - فكأنما فقد كل شيء، كما يقول محمود درويش: «لن أسميك امرأة، سأسميك كل شيء».. أما المتنبي فيقول: «أحن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثواها التراب وما ضمّا" .. اما انا فقد فقدت امي منذ زمن تعداني وتمدد ، ولكن عوضني الله بابني واحفادي واسرتي ، ولا تزال رائحة امي العطرة  تظللني في كل يوم وليس فقط في يوم عيد الام بوجود اخوتي واسرهم ، واحمد الله سبحانه وتعالى على هذا التعويض .

***

     ذاكرتي تختزن الكثير عن امي الحبيبة ، فوجدتني وبغفلة مني تندس دائماً امي الغالية بكل تفاصيلها بين سطور كتاباتي ، تتقمص شخصياتي الانثوية ، يلبسّن الوانها المفضلة " الاحمر " ، يتحدثّن بلسانها الطيب ، يتصفّن  ببساطتها وعفويتها ، يتحلين بإنسانيتها ، يضحكّن ضحكتها العذبة ، يتجملّن بلون شعرها الاشقر وعينيها الخضراوتين . . هذه الطريقة فرضت نفسها عليّ لتسعدني وترسم الابتسامة على تقاطيع وجهي ، تحسسني ان يدها الحنونة لا تزال تطبطب على كتفي ، تهدهدني ، تدللني ، تدلعني ، تعوضني فقدها البعيد .   

منى الشافعي  

0 Comments:

Post a Comment

<< Home