البحر .. متعة اللحظة
احدى مقطوعات البحر الذي أعشقه ، وحكاياته الدافئة التي اندست
بفرح بين أجواء قصصي، وكل كتاباتي الاخرى .
البحر .. متعة اللحظة !
***
البحر ..
سكنني منذ نعومتي ، حتى قبل ان احقق صلتي بعوالمي
الحقيقية والمتخيلة ، كان هو صديقي الحنون اذا نسيني الصديق ، وحبيبي اذا غاب عني
الحبيب او ابتعد ، وملاذي وملجئي اذا غابت عني امي الغالية ، وسندي اذا تركني يوما
ابي ، وعزائي اذا تناساني اخي .
البحر ..
خلعت عليه فرحي ، كما خلعت عليه حزني ، خلعت عليه
شوقي ولهفتي ، كما خلعت عليه قلقي وخوفي . هذا البحر الذي خلعت عليه احاسيس طفلة
، ومشاعر مراهقة، و رغبات انثى وطموحات امرأة ، لا يزال مستمرا يخترق كهولتي
من وقت لآخر ، يجبرني ان الجأ اليه كي ينعش فيّ ذاكرة الروح والجسد .
البحر ..
ذلك الحنين ، ذلك الشوق الذي لا يهدأ في داخلي .
له في نفسي دلالات رائعة ، متناقضة ، جميلة الصور ، حزينة الوجوه ، مهع هذا
التناقض ، له عندي متعة غريبة لا تفارق الوجدان ، ولا تبتعد عن نبضات القلب
، له عندي لذة المرة الأولى . حضوره سيد في حياتي .
البحر
طالما اشعرني انني ملكة متوجة بقلمي وريشتي ، حاشيتي ، تلك الكومة من الاوراق المتناثرة على رطوبة رماله الناعمة ، وتلك الالوان المبهجة المرتاحة بعلبتها المزدانة بقوش غجرية ، المنداحة بكبرياء انثى ، على هذه الصخرة الرمادية الصغيرة . وها انا انتظره كي يلهمني بعض فكرة ، او خيالات غريبة ، او سرا من اسراره ، ازين به به
اوراقي المتناثرة ، فهل سيفعل ؟!
منى الشافعي
اا
0 Comments:
Post a Comment
<< Home