برنسيس إيكاروس

Tuesday, March 25, 2025

 

.. أتدري أيها الحلم المؤجل

 .. لليل عندي نكهة خاصة وحضور بهي ، أقتات من عتمته ، وأختبىء بين تعاريج ظلماته ، فأبوح له بأسرارنهاراتي ، وسحر مساءاتي .. دائما يدعوني إلى حضنه الدافىء الحنون ، يسحبني بقوة من قلائد الشموع المرتاحة حولي .. أسعى إليه بشغف و نزق ، تاركة خلفي شموعي و فوانيسي ، و أنوار المكان ، لأستمتع بعتمته السرمدية التي أعشقها .. أحتفي معه بالهدوء و السكينة ، وذلك الصمت اللذيذ الذي يدغدغ مشاعري ، ويشعل براكين أحاسيسي .

يا له من ليل ..

 ..لا أدري كيف يجذبني مأخوذة بروعته ، مدهوشة من سحره ، ليجبرني على عشقه الأزلي فأجلس مستمتعة بعتمته، متلفعة بعباءة الوحدة التي تؤنسني ؟ ومترقبة سماع صوتك الملائكي الآتي من البعيد البعيد ، ليخترق كل أجزائي .

الليل هو الصديق الحبيب ..

 الذي يدفعني بسحره الغريب إلى التحليق بخيالاتي في سماوات ظلماته ، و دهاليز سكونه ، كي أندس في خفايا الأفكار وغرائب الرؤى والأحلام ، و أتجول بين طيات الظلمات ، و مجريات الأحداث ، أبحث عن فكرة عجيبة و أبجدية جديدة .. وفجأة و بغفلة مني ، تنحدردموعي بهدوء و خشوع ، ممتنة لذاك الليل الصديق الوفي ، الذي أهداني حلما غريبا عجيبا ، له طعم الجنة ومذاق الفراديس ، وحدثاً لا مألوفاً ، أزين به بياض أوراقي و أنثر عبيره على صفحات دفاتري العتيقة ، و كراساتي الجديدة ، وجعلني أتجول في دروب الظلمة والعتمة ، أبحث عن شق صغيرأتعثر بنتوءاته ، لأهرب منه إليك ، أيها الحلم المؤجل .

حتى دموع الليل ..

 .. لها عندي مذاق غير المذاق ، وطعم غير الطعم .. هو الليل الذي يساعدني بتشكيل إبداعي ، وترتيب أفكاري ، وتركيب كلماتي لتصبح على قياسك أيها الحلم البعيد .. البعيد .

هكذا أدمنت الليل وهكذا أحبني ..

 .. وحين يغازلني الصبح بلآلىء أنواره كعذول يتربص بالعشاق ، أشتاق إلى الليل وعتمته كاشتياق من ضيع في الأحلام حبيبا ،أو في الأوهام صاحبا ورفيقا.. لأن الصباح بضيائه و بهائه سيبعدني عنك أيها الحلم اللذيذ ، لا يعرف الصبح كم أشتاق الى الليل ، وأستمتع بسواده ، وكم أرغب بديموته التي تقربني منك ، و تدنيني من جمرهمساتك ، ولسع ضحكاتك .. ولكن أيها الحلم البعيد .. اللذيذ .. المؤجل ، هل الأحلام تضحك كالبشر، و تلسع كجمر النار ؟!!

( منى الشافعي )

0 Comments:

Post a Comment

<< Home