أمي( 1)!
******
كتبت منى الشافعي
***********
إن عيد الأم مناسبة رائعة تمس أرق أحاسيسي ، وتدغدغ أطيب مشاعري ، تذكرني بأعز مخلوق على قلبي ، وتحيي في داخلي شعور الوفاء والإخلاص ، نحو هذا المخلوق الجميل المسكون بالحب والرحمة .
***
فمن يفقد أمه - لا سمح الله - فكأنما فقد كل شيء، كما يقول محمود درويش: «لن أسميك امرأة ، سأسميك كل شيء» .. أما المتنبي فيقول: «أحن إلى الكأس التي شربت بها ، وأهوى لمثواها التراب وما ضمّا" .
أما أنا فقد فقدت أمي الغالية ، منذ زمن تعداني وتمدد ، ولكن عوضني الله بزوجي الحبيب جواد النجار ، وابني البار حسام ، وزوجته الابنة الطيبة مليسا ، وأحفادي الحلوين نبع الحنان فيصل و يوسف .
وما تزال رائحة أمي العطرة تظللني في كل يوم ، وليس فقط في يوم عيد الأم ، بوجود أشقائي الرائعين علي وضياء ، عزوتي في كل الأوقات ، وعيالهم وأحفادهم الرائعين الذين ينادونني " عميمة الحلوة " أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا التعويض الجميل .
***
ذاكرتي تختزن الكثير عن أمي الحبيبة ، مازلت أحتفظ بداخلي ببقايا صورها الحلوة الجميلة . وأعتقد أن تدليل أمي ما يزال يلفني بحنانها و دفئها . أما لذة حليبها فلا يزال يرطب جفاف لساني، فحبي لأمي تجاوز الحدود - يرحمها الله ويغمد روحها الجنة -.
فوجدتني وبغفلة مني تندس دائماً أمي الغالية بكل تفاصيلها بين سطور كتاباتي ، تتقمص شخصياتي الأنثوية ، يلبسّن ألوانها المفضلة " الأحمر " يتحدثّن بلسانها الطيب ، يتصفّن ببساطتها وعفويتها ، يتحلين بإنسانيتها وكرمها ، يضحكّن ضحكتها العذبة ، يتجملّن بلون شعرها الأشقر وعينيها الخضراوتين .
هذه الطريقة الشخصية في كتابتي ، فرضت نفسها عليّ ، يبدو لتسعدني وترسم الابتسامة على تقاطيع وجهي ، تحسسني أن يدها الحنونة ما تزال تطبطب على كتفي ، تهدهدني ، تدللني ، تدلعني ، تعوضني فقدها البعيد البعيد البعيد!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home