فقرة من روايتي ( ... يطالبني بالرقصة كاملة )
*******
مع خطوط الصباح
الأولى صحوت ، لا أتذكر كيف أغلقت جهاز التلفزيون ، ولا كيف تابعت الفيلم ولا أدري
كيف ولا متى غفوت البارحة . مع صحوتي استيقظ شوق الأمس ، وحنين اللحظة إليه /
إليها .أكدت قرار البارحة على مائدة
الفطور ،سأمزق ثوب صمتي ، أطلق حياء كلماتي فوق أحزاني ، عبر همومي فقد أتعبني العناد ، وأضناني طول السهر .
لكن مَنْ قال أن الصمت ليس لغة ؟ من الصمت نعرف أن
العيون تعشق ، والقلوب تخفق ، ومن الصمت نعرف أنه يجيز إعطاء الفرص لكل شيء أن
يكون موجودا ، فهل لغة صمتي كانت واضحة لهما ؟
ها نحن
الثلاثة نحيط بمائدة الصباح ، أسرق نظرة وجلة إلى وجهها ، أشعر بنبضات قلبها التي
تدق بقوة سكوتها وحيرتها ، أما يوسف فوجهه
فنار عشق يلوذ به العاشقون ،أما ابتسامته المخبأة تحت حيرته وذهوله وارتجاف شفتيه
، فسرها لا يعرفه إلا مَنْ لامس هذي الشفاه .. لا يزال سر محبتي له سر من أسرار
وجود قلبي في قفصه الصدري ، سر لن أبوح به ، ولن تفشي كرامتي ذلك السر، فلا زلت
متقوقعة في قلب الماضي ، أطلُّ بألم على مستقبل الأيام . فهل سيكون لي وجود في
حضرة ذكرياته .. على الأقل؟
لكن .. لا أدري لماذا
انعقد لساني ، أين شجاعة البارحة ، و جرأة أول الصباح ؟ ولكن ألم أقل أن الصمت
أصبح لغتنا المشتركة على هذه الطاولة المسحورة ، وصار اللغة التي تبث ما بداخلنا
من عمق عيوننا ، حتى وإن كانت متعبة / سهرانة / ذابلة .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home