برنسيس إيكاروس

Tuesday, April 01, 2025

 

فقرة من روايتي ( ... يطالبني بالرقصة كاملة )

*******

      مع خطوط الصباح الأولى صحوت ، لا أتذكر كيف أغلقت جهاز التلفزيون ، ولا كيف تابعت الفيلم ولا أدري كيف ولا متى غفوت البارحة . مع صحوتي استيقظ شوق الأمس ، وحنين اللحظة إليه / إليها .أكدت قرار البارحة  على مائدة الفطور ،سأمزق ثوب صمتي ، أطلق حياء كلماتي فوق أحزاني ، عبر همومي  فقد أتعبني العناد ، وأضناني طول السهر .

           لكن مَنْ قال أن الصمت ليس لغة ؟ من الصمت نعرف أن العيون تعشق ، والقلوب تخفق ، ومن الصمت نعرف أنه يجيز إعطاء الفرص لكل شيء أن يكون موجودا ، فهل لغة صمتي كانت واضحة لهما ؟

      ها نحن الثلاثة نحيط بمائدة الصباح ، أسرق نظرة وجلة إلى وجهها ، أشعر بنبضات قلبها التي تدق بقوة سكوتها وحيرتها ،  أما يوسف فوجهه فنار عشق يلوذ به العاشقون ،أما ابتسامته المخبأة تحت حيرته وذهوله وارتجاف شفتيه ، فسرها لا يعرفه إلا مَنْ لامس هذي الشفاه .. لا يزال سر محبتي له سر من أسرار وجود قلبي في قفصه الصدري ، سر لن أبوح به ، ولن تفشي كرامتي ذلك السر، فلا زلت متقوقعة في قلب الماضي ، أطلُّ بألم على مستقبل الأيام . فهل سيكون لي وجود في حضرة ذكرياته .. على الأقل؟

     لكن .. لا أدري لماذا انعقد لساني ، أين شجاعة البارحة ، و جرأة أول الصباح ؟ ولكن ألم أقل أن الصمت أصبح لغتنا المشتركة على هذه الطاولة المسحورة ، وصار اللغة التي تبث ما بداخلنا من عمق عيوننا  ، حتى وإن كانت متعبة  / سهرانة / ذابلة .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home