برنسيس إيكاروس

Tuesday, April 01, 2025

 

 

 

كتبت منى الشافعي

القراءة حياة أخرى

*****

    أول ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم هو " إقرا باسم ربك الذي خلق النسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الانسان ما لم يعلم " .. نحن أمة إقرأ لا نقرأ .

    الكتاب مظهر حضاري يضم بين دفتيه رقي الأمم وهوياتها وثقافاتها المتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفنية وغيرها من الأمور .

     القراءة المتنوعة حياة أخرى بل عوالم أرحب، أو رحلة هادئة ممتعة لا أحلى ولا أجمل . وهي المصدر الأساسي للمعلومات والمعارف والعلوم ، والرافد الاقوى للاطلاع والانفتاح على ثقافة الآخر في عالمنا الكبير المتعدد الثقافات . وبالتالي نحن كأفراد وجماعات نحتاج بقوة للقراءة والاطلاع كي نزداد وعيا وخبرة وتحضرا ونموا فكريا ورؤى جديدة .

    بما أن العزوف عن القراءة وخاصة عند الشباب أصبح ظاهرة نصطدم بها يوميا وهذه لها البدائل التكنلوجية الأسبابها ، وللامانة ليست فقط عندنا كعالم عربي أو خليجي أو محلي فقد أصبحت هذه الأيام التكنلوجية مشكلة عالمية . فهناك دول مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا أخذت تعاني من عزوف بعض مواطنيها عن القراءة ، والتوجه الى البدائل التكنلوجية الحديثة . وبالتالي أصبحت عندنا ظاهرة ، وعند البعض أزمة ، وعند الآخر حالة .

     نحن كمجموعة مثقفة محبة للقراءة بكل صورها وتفاصيلها ، والاطلاع والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى ، أحسسنا من واجبنا القيام بعمل ثقافي مفيد للمجتمع. وهكذا وبرغبة صادقة وحماس جميل من هذه المجموعة ، سارعت الدكتورة إقبال العلي بوضع اللبنة الأساسية لهذا التجمع / الملتقى الثقافي ، وأطلقت عليه " ملتقى أوركيد الثقافي " وبدأت المجموعة باختيار الكتب المتنوعة ومناقشتها على مدى أكر من عام – عمر الملتقى - .

     وهكذا  ساهم الملتقى على بساطته وامكاناته وقدراته على نشر ثقافة القراءة بين أطياف المجتمع الكويتي من مواطنين ومقيمين ، من فئات عمرية مختلفة وتخصصات متنوعة للمشاركة في متعة القراءة . وكان الهدف الاساسي إحياء فعل القراءة في المجتمع وهو أحد سبل علاج العزوف عن القراءة ،وكذلك دعم الكتاب لأن الكتب ثروة معرفية وعلمية تستحق الاقتناء.

     كانت للملتقى أكثر من تجربة ناجحة بالاشتراك مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب . وذلك بإقامة ندوة حول أحد الكتب واستضافة الكاتب للمناقشة من الأعضاء والمدعوين والمهتمين وأقيمت هذه الندوات في المكتبة الوطنية .

    الملتقى أيضا استضاف اكثر من كاتب وأديب حسب امكاناته حيث تعقد جميع ندواته الشهرية والاسبوعية في المقاهي المختلفة في الكويت ذلك لانه يعاني من عدم وجود مقر دائم للملتقى وهذه أبرز التحديات.

                                    

 للملتقى عدة أنشطة :

        - كل شهر اختيار أحد الكتب باللغة العربية،  ومن ثم قراءته ، ثم الاجتماع في احدل المقاهى لمناقشته مع الأعضاء .

      - ايضا كل شهر اختيار كتاب باللغة الانجليزية وقراءته ثم الاجتماع لمناقشته من قبل الأعضاء محبي قراءة الكتب الاجنبية بلغتها  .

     - هناك نشاط شهري للقراءة الحرة على كل عضو قراءة كتاب يعجبه ثم تلخيصه وعرضه على المجموعة في الاجتماع وهنا الفائدة الثرية من تلك القراءات المتنوعة .

    عادة يتم اختيار الكتب من جميع الأعضاء ويوافق عليها من الأغلبية وتدرج في جدول القراءة للموسم .

  تمنيات :

             - نتمنى على جميع المهتمين بالشأن الثقافي من ملتقيات ونوادي ثقافية وغيرها ، تكثيف حملات التوعية بأهمية القراءة والاطلاع ، كل حسب امكانته وقدراته .. كما نتمنى عليهم الاهتمام بتشجيع اكبر عدد من محبي القراءة للانضمام اليهم ، حتى تعم الفائدة .

                - كما نتمنى على الجهات الرسمية المسؤولة عن الثقافة ، بتبني مشروعاً قومياً لطباعة وإصدار وتوزيع ونشر كتب ثقافية وبيعها على الراغبين والمهتمين بأسعار رمزية ، وذلك لتشجيعهم على القراءة وكذلك تشجيع الكتاب .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home