برنسيس إيكاروس

Wednesday, April 02, 2025

 حكاية أحلى زهرة !

كتبت منى الشافعي

******************

           اسمها زهرة ، فعلاً هي زهرة ، بل أجمل الزهور . تلك الفتاة الشابة الجميلة ،  الراقية في كل شيء .

         مطار لندن كبير ومكتظ بالمسافرين ومعقد  ، خصوصاً لمن تضطره وجهته إلى تغيير أكثر من طائرة ، والوقت بين وصول الطائرة الأولى وإقلاع الثانية قصير جداً ، وهذا ما حدث معي  في إحدى سفراتي من الكويت / لندن / الغرب الأمريكي ، فحين استقللت القطار إلى تيرمنال محطة B ، حيث وجهة سفري ، وفوّت/ ضيّعت محطة النزول ، كانت هذه الشابة تتحدث إلى أحدهم قربي ، وحين سمعت لهجتي الكويتية المرتجفة ، وكنت خائفة أن أتخلف عن موعد إقلاع طائرتي لأن الوقت يدركني ، وعندي أقل من ساعتين ، والمسافرون بالمئات ينتظرون أدوارهم ، ولا أدري ما هو التصرف الصحيح ، كنت مرتبكة ، فجأة التفتت إليّ بكل تواضع ، واهتمت بمشكلتي وسألتني عن موعد طائرتي ووجهتها ، ثم أخذتني إلى الطريق الصحيح السريع ، الذي لم أكن أعرفه أصلاً ، وكانت معي في كل خطوة من خطوات الأمور والإجراءات الرسمية المطلوبة ، وبمساعدتها الكريمة التي تجاوزت ساعة زمن ، اكتملت أمور السفر إلى وجهتي .

لحظتها تنفست الصعداء ، وشعرت بالأمان والامتنان لهذه الإنسانة الرائعة زهرة ، التي لم تتركني لحظة ، بل إنها أصرّت على أن تحمل حقيبتي الثقيلة ، لأنها انتبهت إلى ساقي التي تؤلمني ، وأخذنا نسرع بحسب مقدرتي ، وحين أوصلتني إلى المصعد المؤدي إلى اللاونج/ الاستراحة ، بكل أمان واطمئنان ، ودعتني قائلة : 

       - الدور الثاني وستجدين اللاونج أمامك، وحين تدخلين اسألي أولاً عن موعد إقلاع طائرتك ، ومكان وقوفها حتى تطمئني ، واعتقد أنه قريب جداً من اللاونج فلا تنزعجي ، لا يزال لديك بعض الوقت لتستمتعي بشرب كوب شاي ساخن يريحك قليلاً».

وتمنت لي رحلة آمنة وسعيدة ، وكأنها تودع والدتها الحبيبة ، وكأنني أحضن ابنتي الغالية ، كما تمنيت لها ، أيضاً رحلة آمنة وسعيدة - بعد سبع ساعات ستقضيها في المطار ، في انتظار طائرتها التي ستقلها إلى وجهتها ، تصحبها ألف سلامة وسلامة .

        بصراحة ، حين شكرت هذه الشابة الرائعة ، كنت مسكونة بالفخر والاعتزاز بديرتي الكويت ، التي أنجبتها وأمثالها من شبابنا الحلوين ، وقد أشعرني تصرفها الجميل ، وعملها الطيب بمبادرتها السريعة لمساعدتي في هذه الحالة المربكة ، بالبهجة والسرور ، كما أضاءت عينيّ بالفرح ، والأجمل أنها ذكّرتني بأن مساعدة الآخرين هي أجمل أنواع الحب . أتمنى لكل الشباب أن يكونوا زهرة ، فكم زهرة عندنا ؟ 


0 Comments:

Post a Comment

<< Home