كتبت منى الشافعي
***********
حكايتي مع النمر الهندي
*************
أثناء رحلتي الى ولاية كيرالا / وفي اليوم الخامس من البرنامج، كان المقرر أن نشاهد الفيل وهو يستمتع بحمامه اليومي في أحد الأنهار. وبالتاي كان علينا قضاء الليلة في فندق معلق وسط الغابة، كل منا منا في غرفته المرتفعة فوق الأشجار، بينما تتلوى الأرض من تحتنا بأصوات الحيوانات ، في تلك الغابة المترامية .
عندما أخبرنا مسؤول الرحلة أن النمر يظهر أحيانًا تحت الفندق وهو يتجول في الغابة بكل ثقة وخيلاء وكأنه ملك الغابة ، وأضاف بابتسامة غامضة: "من كان محظوظًا منكم سيراه تحت غرفته مباشرة "!
واكمل بقوله " اتمنى ان تكونوا جميعاً في صالة الفندق قبل الفجر بساعتين ، اي تقريباً الساعة الثالثة فجراً ، حتى نصل في الوقت المناسب الى السيد الفيل ".
هنا ، كدت أفقد توازني من شدة الخوف . مع هذا وصلت إلى غرفتي والليل ما زال في أوله، وجسمي يرتجف، ولم أستطع سوى أن أدفع كل قطعة أثاث أجدها خلف الباب، خوفًا من أن يقتحم النمر غرفتي المعلقة .
قضيت تلك الليلة وأنا أتقلب في فراشي ، ولم يغمض لي جفن لحظة واحدة . وقبل الفجر بساعتين، كنت أول شخص بصل الى صالة الفندق ، هروبًا من شبح النمر الذي لم يفارق مخيلتي ، ليلة البارحة .
وفي القارب ، دار الحديث عن الحياة البرية ، وعدد ونوع الحيوانات، التي قد تكون تجولت تحت غرفنا ، وحينها قال المسؤول بابتسامة هادئة: " أما النمر، فلم يظهر هناأبداً .. كنت أمزح معكم فقط ".
كدت أنفجر غضبًا في وجهه ، لولا أنني كنت مرهقة وتعبة ، من السهر والخوف ، فتماسكت ، واكتفيت بتنهيدة طويلة ، وأنا أسترجع الليلة التي قضيتها حبيسة الأوهام .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home