برنسيس إيكاروس

Friday, April 11, 2025


   وحدتي  .. لها حكاية !

   ************

    كتبت منى الشافعي 

     *​*********           

     حزينة كلون الليل .. تنبت على جسدك اوجاع غريبة .. تجلسين تحت الليل ، متلفعة بالعتمة تعاتبين السماء .

      كل هذا الليل بغموضه ، وكل هذا الكون بتفرد جماله ، وانت يائسة تحتضنين لحظة حلمك ، تستمعين نقر دموعك ، على أبواب عجزك وضياعك .

تتطلعين إلى السماء وكأنك تنظرين إلى لا شيء .

    هواء البحر مبلل بهذيان سحره ، يداعب خصلات شعرك ، يدغدغ اجفانك ، تشعرين بالنعاس .. فجأة! تسمعين اصوات الامواج تتعارك مع رمال الشاطىء بقوة تغزوها تبلل يباسها .. ثم يهدأ الصخب . هاهي الامواج تتمايل بخفة فراشة ، تتزاوج مع حبيبات الرمل المنتشية حد الفرح . 

    ترنو اليك احدى الموجات بعينيها الفرحة ، تدنو منك ، تبلل قدميك الحافيتين ، ترش الملح على جروحك . تغوصين في الصمت والوحشة والسكون .

    تبتسم تلك الموجة الغارقة في غنجها ودلالها ، تسألك : 

             - من أنت ِ؟

تنظرين اليها بقلب يدمع ، وعين تلمع ، تتنهدين قبل ان تجيبي : 

              - أنثى .. تنتظر طلوع القمر ،  الفجر ، اشراقة الصبح .

تهتز متسائلة : 

              - ما أكثر ما لامسّتُ قدميك الحافيتين ؟

بلوعة ترددين : 

            - صدقت .. انطفأ عمري هنا ، تحت الليل وانا انتظر .

تتساءل : 

         - لماذا كل النساء تنتظر طلوع القمر ، الفجر ، اشراقة الصبح  ؟

يا صديقتي الموجة : 

          - لأن النساء يحملن الوجع نفسه .. ولا يعرفن غير لعبة الانتظار .. امي علمتني لعبة الخجل / الانتظار في العتمة ، حتى اصبحت انسى كل الصباحات . 

   صخبت الامواج مرة اخرى .. تقلبت الرمال الرطبة .. ابتعدت صديقتك الموجة مودعة .. تراقصت منتشية .. ابتلعها البحر . 

    عدت ِ لصمتك ، ويد الليل تربت بحنان على كتفك ، تهدهدك ، تؤانسك .. يتكحل الليل بأكثر من السواد ، لا يزال قمرك الموعود مختفيا خلف القدر . 

      يا ترى لماذا يهرب منك ، ألستِ أنثى تحملين العشق على أكتافك سيداً ، وفي قلبك الحنون ينام الحب الجميل ، وفي أعماقك شوق السنين الفائتات ، ودفء الأيام الآتيات ؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home