وحدتي .. لها حكاية !
************
كتبت منى الشافعي
**********
حزينة كلون الليل .. تنبت على جسدك اوجاع غريبة .. تجلسين تحت الليل ، متلفعة بالعتمة تعاتبين السماء .
كل هذا الليل بغموضه ، وكل هذا الكون بتفرد جماله ، وانت يائسة تحتضنين لحظة حلمك ، تستمعين نقر دموعك ، على أبواب عجزك وضياعك .
تتطلعين إلى السماء وكأنك تنظرين إلى لا شيء .
هواء البحر مبلل بهذيان سحره ، يداعب خصلات شعرك ، يدغدغ اجفانك ، تشعرين بالنعاس .. فجأة! تسمعين اصوات الامواج تتعارك مع رمال الشاطىء بقوة تغزوها تبلل يباسها .. ثم يهدأ الصخب . هاهي الامواج تتمايل بخفة فراشة ، تتزاوج مع حبيبات الرمل المنتشية حد الفرح .
ترنو اليك احدى الموجات بعينيها الفرحة ، تدنو منك ، تبلل قدميك الحافيتين ، ترش الملح على جروحك . تغوصين في الصمت والوحشة والسكون .
تبتسم تلك الموجة الغارقة في غنجها ودلالها ، تسألك :
- من أنت ِ؟
تنظرين اليها بقلب يدمع ، وعين تلمع ، تتنهدين قبل ان تجيبي :
- أنثى .. تنتظر طلوع القمر ، الفجر ، اشراقة الصبح .
تهتز متسائلة :
- ما أكثر ما لامسّتُ قدميك الحافيتين ؟
بلوعة ترددين :
- صدقت .. انطفأ عمري هنا ، تحت الليل وانا انتظر .
تتساءل :
- لماذا كل النساء تنتظر طلوع القمر ، الفجر ، اشراقة الصبح ؟
يا صديقتي الموجة :
- لأن النساء يحملن الوجع نفسه .. ولا يعرفن غير لعبة الانتظار .. امي علمتني لعبة الخجل / الانتظار في العتمة ، حتى اصبحت انسى كل الصباحات .
صخبت الامواج مرة اخرى .. تقلبت الرمال الرطبة .. ابتعدت صديقتك الموجة مودعة .. تراقصت منتشية .. ابتلعها البحر .
عدت ِ لصمتك ، ويد الليل تربت بحنان على كتفك ، تهدهدك ، تؤانسك .. يتكحل الليل بأكثر من السواد ، لا يزال قمرك الموعود مختفيا خلف القدر .
يا ترى لماذا يهرب منك ، ألستِ أنثى تحملين العشق على أكتافك سيداً ، وفي قلبك الحنون ينام الحب الجميل ، وفي أعماقك شوق السنين الفائتات ، ودفء الأيام الآتيات ؟!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home