.. عندما يأتي الخريف!
**************
كتبت منى الشافعي
***********
بدأت بشائر فصل الخريف الجميل تظهر في ولاية أوريغون / أمريكا ، ليست فقط بالظواهر الطبيعية كتغير المناخ ، وبداية تلون أوراق الأشجار ، إنما بدأت مظاهر أخرى ملونة بالفرح ، فالشعب الأمريكي مجبول على الفرح ، يعشق الوناسة ويستدعيها بأبسط وأسهل الطرق ، حتى تظل الابتسامة مرسومة على وجهه ، طوال العام ، فمن احتفال لآخر ومن عيد لثانٍ ، وهكذا ، والاحتفاء بالخريف هو بداية الاحتفالات السنوية عندهم .
فهناك دائماً ، بهجة وفرحة حين تتحرك من مكان لآخر حتى لو في محيط صغير ، أو مدينة صغيرة كمدينة سذرلن ومن حولها من المدن الأخرى .فتجد الأسواق والمحال التجارية ، والحدائق وحتى البيوت ارتدت ولو شيئاً بسيطاً، ملوناً بألوان الخريف البرتقالية والضاربة بالحمرة ، المبهجة للقلب قبل العين ، المزركشة بالزهور والورود ، معبرين بذلك عن بهجتهم وفرحهم بقدوم فصل الخريف .
بالأمس دخلت أحد المحال التجارية الصغير ، البسيط ، ولقد جذبتني تلك الألوان الخريفية التي أحبها ، والتي تزين أغلب محتويات ومواد المحل . وطبعاً حين خرجت كان بيدي كيسٌ صغيرٌ ، يحتوي على قفاز قطن ، وقطعتين صغيرتين لاستخدامهما بالمطبخ / تجدونها مع الصور المنشورة .
(( أشوة ما تسوقت )) من المحال التجارية الكبيرة ، المكتظة بالسلع المختلفة .
الجميل .. في هذه الأيام ستجدون السيدات وقد اتجهّن بعفوية الأنثى إلى الأدوات المنزلية لشراء ما يفضلنه ، ناهيك عن الملابس وغيرها . النساء في كل مكان يعشقّن التسوق .
أما الأطفال فإلى اللعب ، و احتياجاتهم من الأدوات المدرسية الملونة بألوان الخريف ، أما أغلب الرجال فإلى النباتات والزهور الخريفية ، وغيرها من احتياجاتهم الشخصية البسيطة ، وهكذا .
ولن نغفل هنا الناحية الاقتصادية ، ودورة الدولار من جيب إلى آخر .
وهنا تذكرت شهر رمضان الكريم في الكويت ، وروعة لياليه ، ناهيك عن الأيام القليلة التي تسبقه للتحضير لقدومه الذي نعشقه ، وأهم التحضيرات للسيدات ، الأواني المنزلية الجديدة .
يبدو أنني تعلمت هنا البساطة والرضا بالقليل ، وعدم التبذير في شراء كل ما هو جديد وجميل ، كما يحدث في ديرتي الحلوة ، الذي من المستحيل وخاصة في شهر رمضان ، تجدني أخرج من المحل وعلى الأقل أكثر من ثلاثة أكياس منتفخة بأدوات المطبخ ، وكأن مطبخي الكبير ، يخلو من الصحون والقدور وومطارات الشاي والقهوة .
برأيكم هل تعلمت " الاقتصاد الشرائي " في أميركا ، وسأظل متحلية به حتى في الديرة ؟!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home