برنسيس إيكاروس

Thursday, April 10, 2025

   

كتبت منى الشافعي
***********

حكايتي مع الصديق الاميركي! 


*****************

         أحد الأصدقاء الأميركان أخبرني إنه انفصل عن زوجته، وحصل على حضانة ولده الصغير. قال متحسراً: «بعد أن أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي، وخاصة متطلبات صغيري، فتربيته مكلفة، تزداد يوماً بعد آخر. فقد عودت نفسي على تناول وجبة واحدة في يوم، وفي اليوم الثاني وجبتين. وهكذا طوال الشهر، حتى أقتصد، كي تساعدني هذه الطريقة على تأمين حياة كريمة مريحة لولدي، مع إنني أعمل طول النهار، وأعتني بصغيري باقي اليوم. فالحياة عندنا صعبة».

* * *

         حين سألني عن أحوالنا في الكويت، خجلت من ردي: «الحمد لله الكويت أمنا العودة / الجدة الحنونة ، والحاضنة الشرعية لكل أبنائها من المواطنين.

الكويت بلد خير ونعمة، أمن وأمان، تكافل اجتماعي وتراحم، ترابط وتكاتف، تعاون على الحلوة والمرة.

المواطن الكويتي تتكفل به الدولة منذ لحظة ولادته وحتى مماته، تعليمه، توظيفه وحتى مساعدته في زواجه. وهناك رعاية صحية وسكنية، وتتكفل الدولة بحماية الأمومة والطفولة، وترعى الأيتام والأرامل والمطلقات والمسنين، وربات البيوت ،وأمور اخرى».

كنت أتحدث ودهشته تعلو وجهه، أما الصمت فقد شلّ لسانه. 

        وحين قلت إن المواطن عندنا لا يدفع ضرائب، كضرائب الأميركان الثقيلة ، ازدادت دهشته. 

وأكملت: «ناهيك يا مايكل عن إن الكويت دولة مؤسسات، ودولة دستور وقانون، والأجمل حرية الرأي مكفولة، على ألا تتجاوز الخطوط الحمراء». 

وحين أخبرته إن البعض منا هذه الأيام يتذمر و«يتحلطم» ويطالب بالمزيد، أخيرا نطق صمته ليقول: «يبدو ان حياتكم حياة ترف ورفاهية تُحسدون عليها، وهناك من يتذمر ، اعذريني يا سيدتي ، الكويتي بطران» ثم اضاف: «ليتنا نتمتع بربع ما عندكم من هذه النعم ، على الأقل كنت سأتناول وجبتين كاملتين مع الحلويات كل يوم ، بدل الحرمان الذي أعانيه ، حتى لا أقصر في تربية صغيري ، وربما استطيع أن أشتري بعض الكماليات التكنولوجية ، لصغيري كي يلهو بها كما الصغار الآخرين».

* * *

  بعد هذه المحادثة ، قلت في داخلي :

"لنشعر بالآخرين المحتاجين ، الذين يعيشون على الكفاف، ونحمد الله على هذه النعم العظيمة ، 

الله لا يغير علينا "!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home