للشباب لون آخر!
**********
كتبت منى الشافعي
**********
جذبتني .. شامخة ، قوية ، عالية ، نضرة ، كأنها ، فتاة شابة جميلة ، اقتربت منها ، حيتني بنسمة هواء ، خرجت ناعمة ، سلسة ، رطبة ، من بين أغصانها الخضراء ، أنعشتني ، إنه أوكسجين الحياة ، هديتها اليومية للوجود ، بما فيه من حياة .
جلست تحتها أستظل بفيئها ، وأحتمي بظلها الوارف ، من حرارة الشمس المشرقة في ظهر ذلك اليوم الصيفي .
تأملتها للحظات ، ثم سألتها :
- أيتها الشابة النضرة ، كم فات من عمرك ؟
اهتزت أغصانها ، أجابت :
- احزري أنتِ ، كم فات من عمري ؟
قلت بثقة :
- جمالك ونضارة أوراقك ، وإشراقة أغصانك ، ولونك الأخضر المشرق ، الذي أعشق ، يبدو أن ما فات من عمرك إلا القليل القليل ، فأنت في نظري شابة ، ولكن شموخك ، وطولك ومتانة أغصانك ، ربما تجاوزت قرنين ، أو أكثر بقليل ، وربما زرعك أول مواطن أمريكي ، يعني منذ ثلاثة قرون تقريباً .
ابتسمتْ ، سقطت ورقة خضراء جميلة من بين أغصانها النضرة ، استقرت في حضني .
رددت :
- عزيزتي ، الحقيقة ، زرعني أول هندي أحمر ولد هنا ، إنني عجوز ، تجاوزت المئات من السنين الفائتة ، ولم أزل معتزة بشموخي ونضارتي .
شهقتْ :
- ياااااه ، اذن أنت معمّرة ، وتتحلين بكل هذا الجمال ، الرحمة لمن زرعك ، وأهداك لهذا العالم ، الذي يعيش ، ليتنفس من رئتيك الكبيرتين ، ووجودك الجميل ، وفيئك الظليل .
قبل أن أتركها ، وأمشي ، ملأت رئتيّ بشهيق طويل من نسيمها العليل !
0 Comments:
Post a Comment
<< Home