برنسيس إيكاروس

Thursday, April 03, 2025

  

للشباب لون آخر! 

**********

كتبت منى الشافعي 

**********

                جذبتني .. شامخة ، قوية ، عالية ، نضرة ، كأنها ، فتاة شابة جميلة ، اقتربت منها ، حيتني بنسمة هواء ، خرجت ناعمة ، سلسة ، رطبة ، من بين أغصانها الخضراء ، أنعشتني ، إنه أوكسجين الحياة ، هديتها اليومية للوجود ، بما فيه من حياة .

         جلست تحتها أستظل بفيئها ، وأحتمي بظلها الوارف ، من حرارة الشمس المشرقة في ظهر ذلك اليوم الصيفي .

   تأملتها للحظات ، ثم سألتها : 

                                      - أيتها الشابة النضرة ، كم فات من عمرك ؟

        

اهتزت أغصانها ، أجابت : 

                                      - احزري أنتِ ، كم فات من عمري ؟

    قلت بثقة  : 

                    - جمالك ونضارة أوراقك ، وإشراقة أغصانك ، ولونك  الأخضر المشرق ، الذي أعشق ، يبدو أن ما فات من عمرك  إلا القليل القليل ، فأنت في نظري شابة ، ولكن شموخك ، وطولك ومتانة أغصانك ، ربما تجاوزت قرنين ، أو أكثر بقليل ، وربما زرعك أول مواطن أمريكي ، يعني منذ ثلاثة  قرون تقريباً . 

        ابتسمتْ ، سقطت ورقة خضراء جميلة من بين أغصانها النضرة ، استقرت في حضني . 

         رددت : 

                 - عزيزتي ، الحقيقة ، زرعني أول هندي أحمر ولد هنا ، إنني عجوز ، تجاوزت المئات من السنين الفائتة ، ولم أزل معتزة بشموخي ونضارتي .

          شهقتْ : 

                    - ياااااه ، اذن أنت معمّرة ، وتتحلين بكل هذا الجمال ، الرحمة لمن زرعك ، وأهداك لهذا العالم ، الذي يعيش ، ليتنفس من رئتيك الكبيرتين ، ووجودك الجميل ، وفيئك الظليل  .

     قبل أن أتركها ، وأمشي ، ملأت رئتيّ بشهيق طويل من نسيمها العليل !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home