قبل السفر .. يحدث !

      كتبت منى الشافعي 

           *************  ****************

      يمر الشهر بطيئاً متثاقلاً روتينياً ، تكاد تكون كل أيامه متشابهة ، طبيعية وعادية ، لا تنبض بفرحة ولا تُعلن عن حالة حزن واحدة ، رتابته مملّة وسكونه موجع . وقبل أن يعلن عن رحيل آخر أيامه ، فجأة! تنبثق من بين هذا الركود العميق ، رحلة  غير مخطط لها .

       وهكذا دبت الحياة في آخر أيامه ، ليبدأ الاستعداد والتحضير السريع ، لهذه الرحلة .

      وبعجالة أبدأ بترتيب أولوياتي التحضيرية للسفرة الميمونة ، وأقرر دائماً في مثل هذه الحالة المستعجلة ، أن أبدأ بشراء بعض الاحتياجات الأنثوية الضرورية والكمالية . لا أدري لماذا خزانتي دائماً لا تفي باحتياجاتي للسفر ؟

       و لماذا تتراكم كل الأعمال والأشغال ، والمهمات عندي قبل السفر بيومين / ثلاثة ، وكان من المفروض أن ينتهي أغلبها من أسابيع أو أكثر ؟

يا لسرعة جريان الوقت ، وكيف لم أنتبه قبل اللحظة؟

       ولكن هذا ما يحدث معي دائماً في أغلب سفراتي القصيرة منها والطويلة ، سفرات العمل أو حتى سفراتي الترويحية . أجدني وقد ظهر لي عمل مهم يحتاج حله بلحظته ، وبعد ساعة تذكرت غيره ، موعد طبيب ضروري ، زيارة مريض ، استلام كتابي الجديد  من المطبعة ،  زيارة البنك لإنهاء بعض الأمور البنكية الضرورية .

ياااه نسيت مكالمة شركة التأمين الصحي ، تذكرت سؤال أحتاج جوابه منها - شركة  خاصة مو عافية -  وهكذا ، وكأن هذه الأمور والمهمات تميمة معلقة بصدري ، حين أنوي السفر .

       أتساءل .. هل يحدث  مثل هذا مع بعضكم أصدقائي / زملائي ، هل يوجد حل لهذه الحالة التي أعاني منها ، الإجابة حقيقة صعبة جداً ؟

    أكتب هذه السطور التي  أعتبرها أيضاً ، من مهماتي قبل السفر ، وعندي ثلاثة أعمال ضرورية ، ولحسن حظي هناك يومان قبل موعد السفر ، أحدهما دعوة غداء من صديقتي الغالية ، هل أستطيع أن أرفضها ، وهي إحدى طقوسي وصديقتي ، قبل كل سفرة ؟

    أتدرون .. حقيبة السفر  لا تزال مفتوحة تطلب المزيد من الترتيب والنظام .

    بيني وبينكم " ودي " أسافر من غير جنطة ( عدا جنطة اليد المسموح بها لدخول الطائرة ).

أسهل وأريح ، وهالجنطة  "مو مقصرة " حشرت فيها ما أحتاجه من الملابس ، تكفي لثلاثة أيام ولياليها  - طول فترة الرحلة  - ولم أنسَ الأدوية المهمة ، والأهم الشوكلاتة / الكاكاو الذي أعشقه والبسكوت ، وما أستغني عنه خاصة في الرحلات الطويلة .

      وبعد التنقل بين ثلاث طائرات كبيرة ، وأربع مطارات واسعة ، تتوه بين مبانيها المختلفة ، المترامية وتخشى الضياع ، وثلاثة أيام بلياليها مدة الرحلة منحشرة في الطائرة  وإن كانت مريحة ، أكون قد وصلت بالسلامة إلى وجهتي في الغرب الأمريكي .

     ففي السنوات الأخيرة ، كانت سفراتي طويلة ، وأغلبها إلى ولايات الغرب الأمريكية .