كتبت منى الشافعي
**********
رائحة خبز الخمير .. لها حكاية !
*****************
الأخ العزيز( سعود ) الله يهداه ، أرسلي تحية ( صباح الخير) ، كعادتنا اليومية ، لتبادل التواصل .. وهو يعرف جيداً أنني بعيدة جداً عن الديرة الحبيبة ( في الغرب الأمريكي ) ، وإنني أحب خبز الخمير كأي كويتي / ة ، خاصة المّحمّش ، وفي مدينتنا الأمريكية، يغيب هذا الخبز اللذيذ، فتحيته هذه جعلتني أزداد شهية وحنيناً لقرص " توه طالع من التنور حار ومحمّش ".. لكنني تماسكت ، وأخرجت من الثلاجة " توست ومفن " .. وتناولت فطوري ، من غير شهية !!
مع هذا شكراً للأخ سعود ؛ لأنني ..
فجأة ! تذكرت طفولتي وهذا الموقف مع خبز الخمير / التنور .
* * * *
أمام باب المخبز ،
تأتيني رائحة الخبز الخمير - خبز التنور الدّبل - المزين بحبات السمسم .. بعد أن يعدالخباز للخمسة يناولني أقراص الخبز الساخنة.. أتحرك عائدة إلى البيت الذي لا يبعد حتى عشر خطوات عن المخبز .. أرفع الأقراص بيديّ الصغيرتين المطبقتين بقوة على حافة الأقراص.. أقربها من أنفي، أتلذذ بشم رائحتها الطيبة التي تنفذ إلى معدتي قبل أنفاسي .. يا لها من رائحة تستعبدني ، لأبدأ بالتهام الفقاعات المحمشّة التي تعلو وجه القرص الأول - هذا ما سمحت به المسافة - والتي دائماً تغريني فأقضمها بأسناني بقوة وأتلذذ بأكلها وكأنني ألتهم صحناً من الآيس كريم في وقتنا الحاضر .. ها هي أمي الحبيبة ، تنتظرني أمام باب البيت كعادتها ؛ تراقب حركاتي .. تتناول الخبز من يديَّ الصغيرتين وقبلة الشكر تسبقها إلى خدي .. تبحث عن القرص الذي نتفت كل فقاعاته اللذيذة ثم حشرته بذكاء طفولي بين إخوانه الأربعة ، حتى لا أحد يكتشف فعلتي وبالتالي يعاقبني .. ولكن أمي تجد ذلك القرص المندس بين أقرانه .. تلتقطه بخفة .. وقبل أن يدخلني الخوف وترتجف أوصالي .. تفاجئني ابتسامتها الحانية .. ثم ضحكتها العالية التي تريحني وتخفف توتري .. تتركني وتذهب إلى المطبخ أتنفس الصعداء.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home