كتبت منى الشافعي
*************
حكايتي .. مع سنوات عمري
لسنة مضت.. لسنة جديدة أقبلت!
*****************
كبشر، كلنا لدينا مساحة واسعة تسكنها طموحاتنا الممتدة، وتملأها امنياتنا المتجددة التي لا تنتهي، لأن الحياة من حولنا تتجدد، وتتغير بأسرع من الليزر، وتجبرنا على اللحاق بها.
حين تغادرني سنة ، اقول لها شكرا لما قدمته لي من افراح على المستويين الشخصي والعام، وحتى من احزان، لان هذه سُنّة الحياة، وهكذا ستظل مجرد ذكرى في عالمنا، فوداعاً !
ولكن هناك من يحمل لها الكثير من العتب واللوم، حين يكتشف ان طموحاته واحلامه، وامنياته ما زالت بعيدة المنال رغم مرور هذه السنة بكل ايامها ولياليها، ورغم محاولاته المستمرة لتحقيق رغباته، وهذا ما يجعله يشعر بالإحباط والفشل، ويستمر بلوم السنة.
***
لهذا الشخص أقول : ان السنة مجرد رقم عدد يضاف الى السنين الفائتات، وبالتالي هي غير مسؤولة عن نجاحك او فشلك او إخفاقك في عدم تحقيق اولوياتك الطموحة، فلا لوم عليها ولا عتب.
يقول الفيلسوف الروماني ابكتيتوس: «حدد اهدافك اولاً، ثم افعل كل ما تستطيع فعله لتحقيقها». فعلاً.. ان تحقيق الطموحات لأي منا، لن يكون ببساطة هكذا، بل يحتاج الى وقفة تصالح مع الذات، ثم وضع خطة مبسطة مرسومة بدقة مع جدول زمني واضح، تحتوي على الأولويات من الاهداف، والاهم التركيز اولاً على هدف واحد يكون له التأثير الكبير/الايجابي في حياتك، وفي الوقت نفسه يكون معقولا، ويمكن تحقيقه في الفترة الزمنية المحددة، وذلك حسب قدراتك الطبيعية، وامكاناتك ومهاراتك ومواهبك، غير متناسٍ تجاربك السابقة في هذا الامر، لان كل شيء في الحياة، وكل تجربة سابقة، مهما كانت بسيطة، ناجحة او فاشلة، لها قيمة ومن الممكن الاستفادة منها بتحقيق اهدافك المؤجلة، وايضا لا تغفل هنا الرغبة والحماس، والثقة بالنفس، والجدية في العمل، والجرأة، والتفاؤل، ووضوح الرؤية لهذا الهدف، والاهم ان تطور ذاتك، وعليك ايضاً ان تتقبل كل المعوقات التي تقف في دربك بروح معنوية عالية، وتسعى الى التغلب عليها، ولا تتوقف ابداً، وتصر على النجاح والوصول الى هدفك. ولتكن بمستوى تحديات الحياة هذه الايام ومستجداتها، كل هذه الامور والعوامل مجتمعة، بالضرورة ستقودك الى النجاح وتحقيق اهدافك. وهذا ما يقوله الكاتب الاميركي إلبرت هوبارد: «الفشل الفعلي هو ان تكف عن المحاولة».
***
اذاً.. دائماً أرسم ابتسامتي على تقاطيع وجهي، واستقبل السنة الجديدة بمحبة وفرح وتفاؤل، فأجدها فاتحة لي ذراعيها، تحتويني بكل طموحاتي المؤجلة، ورغباتي الجديدة، واحلامي الممتدة، وتجاربي السابقة، وحتماً ستساعدني على تحقيقها.
اهلاً ومرحباً بالسنة الجديدة ، وشكرا للسنة الفائتة ، على كل ما قدمته لي من حلوها ومرها، ولا لوم عليها ولا عتب!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home