لي مع " نساء صغيرات " أحلى حكاية !
************************
كتبت منى الشافعي
***********
«نساء صغيرات» كبرن معي منذ الطفولة.
الكتاب الذي قرأته بشغف في طفولتي والذي ألهمني الكتابة ، هو رواية «نساء صغيرات» الكلاسيكية ، للكاتبة الأميركية " لويزا ماي الكوت "، وهي عبارة عن أربعة أجزاء ، والرواية تحتفي بالطفولة ، طفولة البطلة وشقيقاتها الثلاث ، وتشي بدفء الأسرة المترابطة المتحابة ، التي شعرت به البطلة في بيتهن .
تدور أحداث الرواية في زمن الحرب الأهلية الأميركية ، التي اندلعت بين الشمال والجنوب ، بحيث أشعرتني الكاتبة بأنها غرفت بشبع من تجارب طفولتها لتزين بها صفحات هذه الرواية الجميلة ، التي عشقتها طفولتي ، فصرت أعيد قراءتها ، بين فترة وأخرى ، وما تزال بأجزائها الأربعة ، متربعة بخيلاء على أحد أرفف مكتبتي.
لا أعتقد أنها حفزتني على الكتابة ؛ لأن الحافز كان ينمو معي من الطفولة ، أحياناً يخبو، وأخرى يتقافز أمامي .. لكنني بصراحة تأثرت بها في بعض كتاباتي ؛ لأنني عاشقة للطفولة كما الكاتبة ولا أزال ، فقد زينت كتابي «نبضات أنثى» بأكثر من نص يحكي تجارب ويصف مواقف من طفولتي .
كما ازداد تأثري بهذه الرواية ، حين دفعتني لتركيز كتاباتي الإبداعية الأكثرعن المرأة - الأنثى بكل أحوالها ، وتقلباتها وحالاتها، وصفاتها ، ورغباتها وقناعاتها ، وعلاقاتها الأسرية وغيرها في الحياة الخاصة والعامة ، ولن أغفل هنا الاعتزاز بالمرأة بكل صورها وحالاتها ؛ كون الرواية أيضاً تعزز شجاعة تلك الفتيات الأربع في زمن الحرب ، وتتحدث عن طيبتهن وكرمهن . فتجد أغلب مجموعاتي القصصية ، ورواياتي تتمحور حول المرأة ، بكل قناعة ومحبة لهذا المخلوق القوي الرائع " المرأة " .
أما لاحقاً ، فقد تأثرت برواية «العين الأشد زرقة» ، للكاتبة الأميركية السمراء" توني موريسون "الحاصلة على جائزة نوبل . فقد عشت مع الرواية ، بمشاعر وأحاسيس مختلفة ، وأنا أقرأ بشهية ، لكنها شهية حزينة موجعة .. تلك هي قصة طفلة سوداء بريئة ، عاشت في زمن أوجاع التفرقة العنصرية والطبقية ، واحتقارالأنثى السوداء، فتعرضت للأذى والذل والإهانة ، للونها الأسود، وملامحها غير الجميلة. وكانت العيون الزرقاء ، في ذلك الزمن - الستينات من القرن العشرين - تعتبر علامة للجمال ، الذي تتخيله تلك الطفلة السوداء؛ لذا كانت تتمنى من الرب ، أن يمنحها هذه العيون المشتهاة !
وهكذا تمنيت أن أكتب رواية تحاكي تلك الرائعة التي شغفتني ، وظل في داخلي شيء ما يذكرني بتلك الأمنية ، وذاك التأثر، حتى جاءت قصة «زمن الوجع» التي كتبتها بلسان طفلة في الثامنة من عمرها.
وما أزال أطمح برواية تحاكي «العيون الأشد زرقة» .
لن أغفل هنا ، أنني تأثرت بروايات ، وقصص الفانتازيا ، والأساطير القديمة ، وبخاصة أسطورة جلجاميش ، ورواية " ماركيز" «مائة عام من العزلة» ، فصرت أميل ، على السرد الواقعي التخيلي ، أو إلى غير المألوف ، حتى أستطيع التعبير عن الواقع ، وعن أفكاري بحرية أكبر، كما في روايتي «ليلة الجنون» وقصة «أشياء غريبة تحدث» !
0 Comments:
Post a Comment
<< Home