هدايا الأميركان !
********
كتبت منى الشافعي
**********
صديقتي الامريكية الغالية برنيس ، عاشقة للزراعة ، تعتني بحديقتها الصغيرة في بيتها ، وتزرع بعض الخضروات والفواكه ، عدى عن الأشجار المثمرة ، والنباتات المختلفة ، وانواع الزهور والورود العطرية الجميلة .
تلك الإنسانة الرائعة تزورني مراراً ، وفي كل مرة تحمل يديها الكريمتين ( نقصة ) هدية ، وهذه بعض هداياها ، عدى الزهور والفواكه الطازجة ، في مواسمها الصحيحة .
ما أجمل هذه البساطة والشفافية ، في الصداقة والمحبة .
فلو نضجت عندها ، خمس حبات طماطم تهديني ثلاثة ، ولو نضج عندها حبتين زچيني - نوع من انواع الكوسا - تهديني واحدة ، كما هي حبات الثوم . كل هذه الهدايا البسيطة الصحية من حديقتها ، من تعبها وعنايتها بها ، انها احلى واجمل هدايا تفرحني ، كطفلة تفرح بلعبة .
أما العسل الوحيد الذي اشترته كهدية لنا كي نجربه ،كونه عسل محلي من ولاية أوريغون .
ذكرتني هداياها البسيطة ، المغلفة بمشاعرها الدافئة الرقيقة ، بهدايا الزمن الجميل في الديرة ، حيث كنا نتهادى بأبسط الأشياء غير المكلفة ، ومن طبخاتنا اليومية ، وكنا نفرح كثيراً ونشكر ونمتن للآخر ، على عطاياه الصغيرة مهما كانت ، كلها تسعدنا .
كما كنا أيضاً نفرح ونبتهج ، حين يُدقْ الباب ، حزة الغدا / وقت الغداء ، لتفاجئنا طفلة من بنات الجيران تحمل ماعوناً يناسب عمرها ، تقدمه وتردد :" خالتي .. أمي تسلم عليچ ، وتقولچ هذي نقصة من قدانا "/ هذا الماعون من طبخة اليوم .
ياااه .. ما أحلى تلك اللحظة ، حين تفتح أمي غطاء الماعون الصغير ، لنجد به ( مرقوق أو هريس ، أو يريش ، أو معدّس ، أو محروق صبعه ، أو حتين امرقت هوا ) .
كأطفال نتهافت على الصحن ، لنأكل منه بشهية ، تاركين طبق الوالدة جانباً ، والفرحة تزاملنا لحظتنا السعيدة .
هدايا اليوم / نقصات اليوم ، ما يحتاج اكتبها ، كلنا نعرفها ونمارسها ، كونها أصبحت عنصراً هاماً من عناصر ثقافتنا الكويتية الجديدة المتطورة والحديثة ، يبدو لن نستطع أن نتخلص منها ، فقد أورثناها لعيالنا وأحفادنا .
وينك يا زمن أمي ؟!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home