غواية اللحظة
كتبت منى الشافعي
**********
بعد أن تناولت وجبة الغداء اللادسمة ، في مطعم " لايت هوس " المرتاح على أحد التلال الخضراء الجميلة المزدانة بأشجارها ونباتاتها المختلفة ، في مدينة أمكوا / أمريكا شعرت بالبرد ، درجة الحرارة كانت تقترب من الصفر .
مع أن المكان به أكثر من دفاية عصرية ، إلا أن هذه الدفاية التراثية العتيقة - حتى في غربتي لم أنسَ للحظة ، أنني عاشقة للتراث أينما يكون - وقطع الحطب المحترقة بداخلها ، والتي تحولت إلى جمر أحمر ملتهب ، يلتمع مع الضوء ، فيزيد المكان جمالاً ودفئاً ، جذبتني بقوة لأن أترك مكاني قرب زوجي بو حسام والأصدقاء ، وأشارك هذا الرجل العجوز الطيب ، المبتسم للحياة متعته وتوحده ، في هذا الركن الأكثر دفئاً .
مع أن المطعم كان يئن من عدد زبائنه خاصة أن اليوم هو الأحد ، يوم راحة من العمل ، إلا أن الجميع ابتعد عن هذا الركن حتى زوجي جواد ، بو حسام بقيَ يتجاذب أطراف الحديث مع شلة الأصدقاء ، قرب الدفاية الكهربائية الحديثة الطراز .
إلا أنا .. ألح عليّ فضولي أن أتحرك من مكاني وأزامل العجوز ودفاية الحطب .
ولكن لماذا " بلاغة الشف " هذه ؟
ربما لأكتب هذه الحكاية الخفيفة البسيطة ، ظهر ذلك اليوم البارد "سحتني .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home