هكذا أدمنت الماء
**********
كتبت منى الشافعي
**********
الماء عصب / شريان الحياة ، وقوامها ، لولاه لما عاش إنسان ولا حيوان ، ولا اخضرّ زرع على وجه الأرض .
قال تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) .
لقد طبّق الأميركان هذه الآية الكريمة ، ففي أميركا صرعة / ظاهرة شرب الماء بكثرة ، وبانتظام ، فقنينة الماء لا تفارق أياديهم صغاراً وكباراً ، فمن يركب دراجته تجدها معلقة بأحد أركانها ، ومن يقود سيارته ، تجدها قربه ، وحين يترجل ، تراها ملتصقة بإحدى يديه ، ومن يحاذيك ماشياً تجدها بيده ، وحين تدخل أي مؤسسة عامة أو خاصة ، تجد أشكالاً وألواناً من قناني الماء ، مرتاحة على مكاتب العاملين ، كما أن المحال التجارية الصغيرة والكبيرة ، والأسواق والمؤسسات بأنواعها ، وأماكن الترفيه وغيرعا ، لا تخلو من برّادات الماء لخدمة الزبائن .
هذه الثقافة على بساطتها ، جعلت الدولار الأميركي ، يدور من يد إلى أخرى ، لينمو اقتصاديا ، بحبث انتعشت وراجت تجارة صناعة قناني الماء المختلفة الأحجام والأشكال والمواد والألوان .
وأصبحت هذه السلعة الصغيرة البسيطة ، مطلوبة من جميع الفئات العمرية ، وهكذا أصبحت عادة في حياة الفرد الأميركي .
لقد اكتسبت شخصياً هذه العادة الصحية ممن حولي ، بحيث واصلت تذكير نفسي بشرب الماء يومياً في مدة ليست قصيرة ، حتى اعتدت عليها ، وهكذا اصبحت قنينة الماء تزاملني أينما ذهبت.
الملفت أن إحدى صديقاتي الأميركيات ، حين تحضر لزيارتي ، وتعرف جيداً أن الماء الصحي متوافر في بيتنا ، إلا أنها حين تدخل ، تسبقها قنينتها ، لأنها عادة ، وكونها عادة صحية فأهلاً بها .
ينبغي علينا جميعاً أن نعتاد على شرب الماء ، ونشجع عيالنا الصغار على هذه العادة الصحية البسيطة !
0 Comments:
Post a Comment
<< Home