لحظات لها قيمتها !
اللحظة الثالثة
********
كتبت منى الشافعي
***********
ومن اللحظات العابرة ، حين أقود سيارتي إلى حيث وجهتي ، وهموم الحياة بثقلها تصدح في رأسي ، ثم تجبرني الإشارة الضوئية الحمراء على الوقوف .
في تلك اللحظة المملة تحاذيني إحدى السيارات القديمة الطراز ، بنوافذها المفتوحة ، وفجأة ! يأتيني صوت عذب لأغنية قديمة ، وموسيقى هادئة حالمة تتماوج مع الهواء ، ليخترق سمعي ويستقر في حنايا قلبي ، ويتسرب لذيذاً إلى روحي ، فأعود بذاكرتي إلى عقود من الماضي البعيد ، لأتذكر بوضوح مع من كنت جالسة حين سمعت هذه الاغنية الرومانسية لأول مرة ؟ كم مضى عليّ من السنين لم أسمع هذه الاغنية وهذا اللحن العذب ؟ ما المواجع التي أثارتها هذه الاغنية القديمة الجميلة في نفسي ؟ وسأجد سيلاً آخر من الذكريات يتدفق عليّ بوروده وأشواكه .
وهنا أود متوسلة لو أن هذه الإشارة الحمراء شعرت بأحاسيسي وقدرت عواطفي ومشاعري المختلطة ، وغرقت معي في بحر ذكرياتي حلوها ومرها ، فأشفقت عليّ واستمر ضوؤها الأحمر مشتعلاً متوهجاً ، ملتهباً كما هو داخلي لحظتها .
من منّا بلا ذكريات حلوة ومرة ، ومن منّا بلا اسرار ؟
0 Comments:
Post a Comment
<< Home