برنسيس إيكاروس

Saturday, April 05, 2025

   الملكة وأنا !

********

كتبت منى الشافعي 

***********

       (‎في أحد محال المواد الغذائية الكبير ( فّرد ماير (Fredy’s) في مدينة مدفورد / Medford/ أميركا .

أعجبتني هذه الجبنة الكبيرة شكلاً ، فحين أخذت لها هذه اللقطة ، أخبرني البائع بأن المحل الاسبوع القادم سيقيم احتفالاً للأجبان المتنوعة ، وستكون هذه الجبنة مفتتح للاحتفال ، فسوف تقطع إلى قطع صغيرة تهدى للحضور من الزبائن عشاق الأجبان ، بعد التذوق .. وللعلم الجبنة عمرها أكثر من عامين ، وهي ملكة الأجبان  " حسب قوله "  ونتمنى حضورك الأكيد ، كونك من زبائن المحل .

      هزة برأسي ، مع ابتسامتي المعتادة ، وعدت لإنهاء مهمة التسوق اليومي .

      منذ عودتي إلى البيت وأنا أفكر في الدعوة ، حتماً سأذهب الاسبوع القادم الى هذا المحل فإنني من زبائنه من سنوات ، والأهم أنني من عشاق الأجبان . بالتالي هذا الاحتفال خاصاً لي ولغيري من العشاق .

 وهنا بدأت حيرتي ، يقول البائع أن هذه الجبنة هي المفتتح ، وأكيد سيقدم لي قطعة لتذوقها ، وأنا جبانة بتذوق أي شيء جديد " لا وبعد " مخزّنة على الرفوف لأكثر من عامين .. وااااو ..!

       من عادتي حين اشتري خاصة الأجبان أنظر لتاريخ الإنتاج ، وتاريخ إنهاء الصلاحية ، ولأني كثيرة الوسواس ، أتخلص من قرص الجبنة قبل يوم من انتهاء صلاحيتها ، خوفاً من .. لو نسيتها وتركتها ليومين آخرين وتناولتها بغفلة مني ، سأكون بحالة صحية مؤلمة ، لأنني أعتقد أنها ستتعفن .. هكذا هي مخيلتي !

     ومع هذا ، تشجعت وذهبت ، وقلت في داخلي ، سأتذوق طرفاً جداًااا صغيراً من القطعة التي سيقدمها لي البائع / المضيف ، وأترك باقي القطعة في ورقة الكلينكس التي بيدي ، وبحركة تمثيلية بسيطة ( للعلم انا شاطرة بالتمثيل ) أحرك شفتيّ ، كما لو أنني فعلاً متذوقة متمكنة ، ومستلذة بهذا النوع الراقي والغالي  " حسب قول البائع " من الأجبان .

       وهذا ما حصل ونجحت خطتي ، وأهداني البائع القطعة المخصصة للزبائن المتذوقين بشهية محببة للشراء .

       وطبعاً كان من اللائق أن أشتري قطعة أخرى مناسبة ، وحصل أن اشتريت أقل ما يمكن سعراً.

     خرجت وابتسامتي تزين وجهي .. وهنا ، عادت الحيرة ، ماذا سأفعل بهذه الجبنة المسكينة ، التي لن اتقبل لا طعمها ولا رائحتها اللا عطرية والتي أسميها أنا ، جبنة معفنة / بلو تشيز 

Blue Cheese ؟!

       تذكرت أن منزل صديقتي ميري على الطريق ، فوجدت نفسي أدخل من باب حديقتها الواسع ، وحين نزلت  من السيارة ، وإذا بميري كعادتها تعمل بحديقتها الجميلة الواسعة . 

       ابتسمت لها وقبل هاي / وهلو .. قدمت لها الكيس بما فيه . وقبل أن تفتح لترى ما به ، شمتّه بلهفة  .. ثم : 

                    -  واااو .. "مونا " .. هذا لي ؟!

واحتضننتي " الهك الأمريكي " شاكرة وممتنة على هذه الجبنة الغالية / الراقية كهدية .

      اعتذرت .. لن ابقَ لشرب الشاي ، عندي شغل مهم ، مع ان حديقتها الممتدة الخضراء ، والملونة بألوان قوس قزح من الورود والزهور المتنوعة ، ورافد النهر الذي يجري فيها ، بصراحة .. يشجعني على الجلوس والتأمل لساعات ، مع الشاي الاخضر مطعّماً بزهور وأعشاب عطرية خاصة ، من حديقتها الغناء .

خرجت ولم أخبرها بحكاية "الجبنة الملكة وأنا ".


0 Comments:

Post a Comment

<< Home