فستان العيد الأ حمر ..وحكايته
*******
إنها ليلة العيد .. سألت نفسي هل تتذكرين طفولتك وفستان العيد الأحمر ؟
نظرت إلى لا شيء ..
ثم استحضرت عيداً بعيداً ، كان يرقد بقدسية في حنايا الذاكرة ، فتذكرت الماضي الراحل في عتقه ، والمتغلغل في فرح طفولتي الجميلة ، لتتصاعد وتتوهج فجأة تلك الذكريات .
إنها ليلة العيد ..
كنا صغاراً نرسم الحلم فراشات ملونة ، على وجوهنا البريئة ، فيحلّ الفرح بيننا ، ويعشقنا المرح ، ونلهو ونصرخ ونغني ، ونردد أهازيج العيد ، على نغمات أقدامنا الراقصة .
في ليلة العيد تلك..
خطفت فستاني الجديد ، الدانتيل الأحمر ، المزيّن بشرائط قطيفة سوداء ، وياقة أوركنزا بيضاء ، من يد أمي الحبيبة ، وهي فرحة مبتسمة ، تفر السعادة من عينيها الملونتين / الخضراوتين .
في ليلة العيد تلك..
تجمعت كل رغباتي الطفولية ، وأنا أحتضن فستان العيد الجديد ، كدميتي العزيزة ، وأقبله ألف قبلة .
وبحرص الطفولة وخفتها ، طرحته على فراشي ثم نمت قربه ، وأرخيت جدائلي الطويلة حوله ، تحيطه ذراعاي الصغيرتان . وهكذا ظللّت أعانقه ،حتى هرم الليل ومرقت ساعاته من بين ضفائري ، وأنا أحلم بفجر عيد مشرق جميل .
أستفيق .. عندما هزتني يد أمي الحانية ، هامسة بعذوبة بحة صوتها :
- صباح العيد يا مناوي* .
تذكرت .. أنني عشقت فستاني ، وأحبَّ جسدي ، فلم يفارقني حتى تمزقت شرائطه ، وبهتت ألوان نقوشه وزخارفه .
و لحظتها بكينا معاً!
ياااه انتبهت ..
لينساب الماضي راحلاً بعيداً عني ، مسافراً في الزمن الذي مضى ، تاركاً طفولة حائرة ، في الزمن المتدفق حولي بصخبه وضجيجه ، وذكرى طفولتي العطرة ، وفستاني الأحمر الجديد الذي لن أنساه !
*مناوي / اسم الدلع لإسم "منى "!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home