برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 28, 2025

 فستان العيد الأ حمر ..وحكايته

  *******

      ‏إنها ليلة العيد ..  سألت نفسي هل تتذكرين طفولتك وفستان العيد الأحمر ؟

‏نظرت إلى لا شيء ..

‏ثم استحضرت عيداً بعيداً ، كان يرقد بقدسية في حنايا الذاكرة ، فتذكرت الماضي الراحل في عتقه ، والمتغلغل في فرح طفولتي الجميلة ، لتتصاعد وتتوهج  فجأة تلك الذكريات .

    ‏إنها ليلة العيد ..

‏كنا صغاراً نرسم الحلم فراشات ملونة ، على وجوهنا البريئة ، فيحلّ الفرح بيننا ، ويعشقنا المرح ، ونلهو ونصرخ ونغني ، ونردد أهازيج العيد ، على نغمات أقدامنا الراقصة .

‏في ليلة العيد تلك..

‏خطفت فستاني الجديد ، الدانتيل الأحمر ، المزيّن بشرائط قطيفة سوداء ، وياقة أوركنزا بيضاء ، من يد أمي الحبيبة ، وهي فرحة مبتسمة ، تفر السعادة من عينيها الملونتين / الخضراوتين .

‏في ليلة العيد تلك..

‏تجمعت كل رغباتي الطفولية ، وأنا أحتضن فستان العيد الجديد ، كدميتي العزيزة ، وأقبله ألف قبلة .

وبحرص الطفولة وخفتها ، طرحته على فراشي ثم نمت قربه ، وأرخيت جدائلي الطويلة حوله ، تحيطه ذراعاي الصغيرتان . وهكذا ظللّت أعانقه ،حتى هرم الليل ومرقت ساعاته من بين ضفائري ، وأنا أحلم بفجر عيد مشرق جميل .

   ‏أستفيق .. عندما هزتني يد أمي الحانية ، هامسة بعذوبة بحة صوتها :

        - صباح العيد يا مناوي* .

‏تذكرت .. أنني عشقت فستاني ، وأحبَّ جسدي ، فلم يفارقني حتى تمزقت شرائطه ، وبهتت ألوان نقوشه وزخارفه .

‏و لحظتها بكينا معاً!

‏ياااه انتبهت ..

‏ لينساب الماضي راحلاً بعيداً عني ، مسافراً في الزمن الذي مضى ، تاركاً طفولة حائرة ، في الزمن المتدفق حولي بصخبه وضجيجه ، وذكرى طفولتي العطرة ، وفستاني الأحمر الجديد الذي لن أنساه !


*مناوي / اسم الدلع لإسم  "منى "!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home