برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 14, 2025

 

 

 سداسية  الليل والحلم المؤجل!

الأولى

         أتدري أيها الحلم المؤجل ! لليل عندي نكهة خاصة وحضورا بهيا ، أقتات من عتمته ، وأختبىء بين تعاريج ظلماته ،فأبوح له بأسرار نهاراتي ، وسحر مساءاتي .. دائما يدعوني إلى حضنه الدافيء الحنون ، يسحبني بقوة من قلائد الشموعالمرتاحة حولي .. أسعى إليه بشغف و نزق ، تاركة خلفي شموعي و فوانيسي ، و أنوار المكان ، لأستمتع بعتمته السرمديةالتي أعشقها .. أحتفي معه بالهدوء و السكينة ، وذلك الصمت اللذيذ الذي يدغدغ مشاعري ، ويشعل براكين أحاسيسي

********

 الثانية

        يا له من ليل

لا أدري كيف يجذبني مأخوذة بروعته ، مدهوشة من سحره ، ليجبرني على عشقه الأزلي ، فأجلس مستمتعة بضيائه ، متلفعةبعباءة الوحدة التي تؤنسني ؟

مترقبة سماع صوتك الملائكي ، الآتي من البعيد البعيد ، ليخترق كل أجزائي

********

الثالثة                                                                             

الليل هو الصديق الحبيب ، الذي يدفعني بسحره الغريب ، إلى التحليق بخيالاتي في سماوات ظلماته ، و دهاليز سكونه ، كيأندس في خفايا الأفكار ، وغرائب الرؤى والأحلام ، و أتجول بين طيات الظلمات ، و مجريات الأحداث ، أبحث عن فكرة عجيبة، و أبجدية جديدة

 ********

الرابعة

وفجأة و بغفلة مني ، تنحدر دموعي بهدوء و خشوع ، ممتنة لذاك الليل المضيء ، الذي أهداني حلما غريبا عجيبا ، له طعمالجنة ومذاق الفراديس ، وحدثا لا مألوفا ، أزين به بياض أوراقي ، و أنثر عبيره على صفحات دفاتري العتيقة ، و كراساتيالجديدة ، وجعلني أتجول في دروب الظلمة والعتمة ، أبحث عن شق صغير أتعثر بنتوءاته ، لأهرب منه إليك ، أيها الحلم المؤجل

*******

الخامسة

   حتى دموع الليل .. لها مذاق غير المذاق ، وطعم غير الطعم .. هو الليل الذي يساعدني بتشكيل إبداعي ، وترتيب أفكاري ،وتركيب كلماتي لتصبح على قياسك أيها الحلم ، البعيد .. البعيد

*********    

السادسة

هكذا أدمنت الليل ، فعشقته ، وهكذا تقبلني  فأحبني .. وحين يغازلني الصبح بلآلىء أنواره ، كعذول يتربص بالعشاق ،أشتاق إلى الليل وعتمته كاشتياق من ضيع في الأحلام حبيبا ، أو في الأوهام صاحبا و رفيقا .. لأن الصباح بضيائه و بهائه، سيبعدني عنك أيها الحلم اللذيذ ، لا يعرف الصبح كم أشتاق لليل ، وأستمتع  بألوان عتمته ، وتشكيلات ظلمته  ، وكم أرغببديمومته التي تقربني منك ، و تدنيني من جمر همساتك ، ولسع ضحكاتك .. ولكن أيها الحلم البعيد .. اللذيذ .. المؤجل !  

هل الأحلام تضحك كالبشر ، و تلسع كجمر النار

( منى الشافعي )

0 Comments:

Post a Comment

<< Home