الرحلة المائية في البحيرة
بحيرة كريتر ليك في أوريغون أميركا !
في اليوم الثاني من وجودنا في قرية رم, قررنا اخذ الرحلة المائية في البحيرة.. توجهنا الى الطريق الوحيد القديم المؤدي نزولاً الى البحيرة وهو المدخل والمخرج المعروف منذ اكتشافها وحتى اليوم.. وبدأت رحلة تسلق الجبل والنزول الى حيث البحيرة.. استغرق وقت النزول حوالي ساعة ونصف الساعة مشيا على الأقدام خلال طريق صعب وضيق ومخيف وبالكاد يتسع إلى شخصين في اغلب منعطفاته وتعرجاته الكثيرة.. ومع الخوف والرهبة والبرد الشديد والالتصاق بالحوائط القصيرة والشجيرات الصغيرة إن وجدت وتجنب النظر الى الأعلى أو الى الأسفل.. أخيرا وصلت مع زوجي ابوحسام الذي شجعني على خوض هذه التجربة.. نظرت حولي أتفقد تلك الطبيعة الساحرة, وقد أذهلتني البحيرة بتفرد جمالها ودلالها فأمتعتني.. وازدادت متعتي حينما صعدنا على ظهر مركب صغير (طرّاد) معد بعناية وترتيب ليأخذنا في رحلة استغرقت ثلاث ساعات متواصلة, أكملنا بها دورة كاملة في البحيرة, نستكشف كل شبر فيها وكل معلم من معالمها ونستمتع بمنظر الجبال والتلال الصخرية المحيطة بها, ولقد ذهلنا من لون الماء الفيروزي ونقاوته وصفائه.. كما نظرنا الى أمتار وأمتار في عمق البحيرة.. المياه كانت جداً باردة.. ومن أجمل معالم البحيرة تلك الجزيرة الخضراء الجميلة المسماة ويزرد آيلاند التي تشبه شكل السحلية.. كما اقتربنا من أعمدة صخرية عجيبة موجودة داخل البحيرة وترتفع عن سطحها بمئات الأمتار.. كما شاهدنا جذع شجرة طافيا على السطح يقال انه موجود من عشرات السنين..
أجمل موقف حدث خلال القرن التاسع عشر إن سباحة شابة استطاعت أن تقطع البحيرة وتسبح في المياه الثلجية وتصل بنجاح الى الطرف الآخر, وبذلك تصبح الأولى والأخيرة التي تقوم بهذه المغامرة.. ذلك لأن الى يومنا هذا لم يجرؤ أي شخص للقيام بهذه المغامرة والخطورة بأن الماء بارد لدرجة التجمد التي لا يحتملها جسم الإنسان, كي يقطع مسافة 10 كيلومترات متواصلة.
بعد هذه الرحلة المائية الممتعة عدنا من حيث البداية.. وعدنا من الطريق نفسه, حيث بدأت رحلة تسلق ذلك الطريق الضيق الصعب مرة أخرى.. فكانت عملية الصعود أصعب بكثير من عملية النزول واستغرقت وقتاً أطول.
الجميل في هذه المغامرة أنني استمتعت بمناظر طبيعية خلابة تنفرد بها هذه البحيرة الرائعة وأفرحتني .. ومارست تجربة التسلق للمرة الأولى في حياتي.. مما أسعدتني هذه اللحظات ,
لان الحياة تحتاج إلى من يجرب كل حراكها اذا سنحت له الفرصة !
0 Comments:
Post a Comment
<< Home