برنسيس إيكاروس

Monday, December 17, 2007

** أين تذهب هذا العيد ؟ **




الاحتفالات بالعيد قد تغيرت، وتحديدا في السنوات الاخيرة، كما تبدلت كل مباهجها وطقوسها.. فهناك عادات غادرتنا، وهناك تقاليد هجرتنا.. كانت الاحتفالات في الماضي على بساطتها وعفويتها ذات نكهة لذيذة وعبق جذاب.. كل ما بقي اليوم منها، هو بعض الممارسات الدينية والاجتماعية مثل صلاة العيد في اول ايامه، وزيارة المقابر، وبعض الواجبات الاجتماعية من تبادل التهاني والتبريكات، ومد موائد الاكل بما لذ وطاب من المأكولات والحلويات والمشروبات، والتزاور بين الاهل والاصحاب والجيران، وعيادي الاطفال والصغار التي اصبحت لا تشكل اي فرحة عندهم.. حتى الاطفال بات شعورهم بالعيد محدودا، وكأن العيد عندنا مجرد اجازة للراحة من العمل والهروب من الدراسة

****

من المؤلم اننا اعتدنا قبل العيد بأيام قليلة، سماع تلك العبارة الروتينية من الآخرين: 'أين ستقضي اجازة العيد؟'. وبالتالي، اصبح قضاء اجازة العيد خارج اسوار الديرة بالنسبة للمواطن هاجسا مسيطرا على تفكيره وكيانه، وتقليدا ضروريا ومهما، وسمة من السمات الفطرية الجديدة التي غزت شخصيته، لترسم الابتسامة على وجهه الكئيب.هل تساءلنا: لماذا يفضل المواطن الهروب من ديرته الحبيبة، تاركا اهله وناسه وربعه في كل مناسبة؟ هل اصبحت الديرة طاردة لمواطنيها، بحيث يبحثون عن المتعة والفرح والسعادة واللهو البريء خارج حدود اسوارها؟ هل العيب في المواطن ام في اللوائح والقوانين والفتاوى التي تحلل وتحرم على كيفها، لا حسيب ولا رقيب.. وبالتالي تمنع الفرح وتحرم الضحك وتلغي الموسيقى وتجرم الغناء؟!نتساءل: لماذا يحرم الفرح بكل صوره واشكاله البريئة؟ لماذا تمنع المتعة وتقيد حرية الفرد الشخصية، لدرجة ان مجرد التمايل والتصفيق مع النغم الشجي والطرب الاصيل، بات جناية وفسوقا؟اذا، اليس من حق المواطن ان يطلب المتعة ويبحث عن الفرح خارج اسوار ديرته؟ يا جماعة هل هناك حل لمثل هذه الظاهرة التي ازدادت عتمة في وجوه الناس؟ وقيدت اياديهم وكممت افواههم؟ أليست ظاهرة تستحق منا جميعا الاهتمام والدراسة؟¹

****

وهكذا، حين اغتيل الفرح وحرم المرح من ليالي الاعياد، لاغناء لا موسيقى، ولا رقص، ولا حتى تصفيق بالراحتين، حين انتزعت البهجة من ايام الاعياد، وحرمت الابتسامة على الشفاه، وحجر بالنهي والامر على الضحك، حين اغلقت كل ابواب الفرح ومنافذه بالشمع الاحمر، اذا، كان الهروب من الديرة هو الحل اللحظي المناسب، لهذه المأساة الانسانية!يا جماعة، اصبحت ظاهرة 'منع الفرح وتحريمه' عسرة الهضم على قلب وعقل المواطن، وليست فقط على معدته، لذا يريد عيدا مشعا بالنور مزدانا بالفرح، علما بأن للفرح الوانا كثيرة جميلة وبراقة كألوان الطيف، فلماذا لا ننثره على الديرة لنحد من عبارة 'أين تذهب هذا العيد؟' او حتى نوقف تدفقها، والا فسيضطر المواطن في كل مناسبة وكل عيد إلى ان يغادر ديرته، فمن المسؤول؟ واين يقع اللوم؟ وعيدكم مبارك وعساكم من عواده

إضاءة:

سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجز.

Thursday, December 13, 2007

* كوثر الجوعان .. تحية *




طالعتنا هذا الأسبوع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بخبر شدني بقوة فأفرحني، كما أسعد غيري من نساء الكويت، وهو حصول الأخت الرائعة الناشطة المحامية كوثر الجوعان على جائزة 'القيادة للمرأة العربية'، والتي منحتها إياها 'اللجنة العربية - الأميركية لمكافحة التمييز العنصري'.. وقد كنت أتابع بشغف وفخر هذا الخبر الجميل الذي أثلج صدري.نعم، كنت فخورة ورفعت رأسي شامخا، ذلك لحصول امرأة عربية خليجية كويتية 'ابنة بلدي' على هذه الجائزة العالمية المميزة والتي تعتبر أكبر جائزة تقدمها اللجنة، والأولى من نوعها التي تحصل عليها سيدة، وما هذه الجائزة إلا شرف كبير لامس بروعته قلوب وعقول كل سيدة كويتية، ففي تلك اللحظة التاريخية استطاعت كوثر الجوعان ان تختزل كل نساء الكويت في شخصها الناجح.. فتحية لها، وامتنانا الى اللجنة العربية - الاميركية على هذا التكريم والتقدير للمرأة.كما وتعتبر هذه الجائزة تقديرا وتكريما ايضا من اللجنة الكريمة الى دولة الكويت والشعب الكويتي لدور الكويت الإنساني الفعال في كل المجالات العالمية، خصوصا دورها المستمر في تحريك عجلة السلام العالمي وتعزيزها.***لا ترتقي المجتمعات ولا تتطور الا بعنصريها، الرجل والمرأة معا، فهما عنصران يكمل أحدهما الآخر في المجتمعات كافة.. وبالتالي لا يختلف اثنان على ان المرأة إحدى رئتي المجتمع اللتين يتنفس من خلالهما، وهكذا أثبتت المرأة الكويتية وعلى مدى التاريخ الكويتي أنها أخت الرجال بجدارة وقدرة عاليتين، وانها صاحبة نجاحات عظيمة مشرفة تحسب لمسيرتها، ولوجودها الإنساني، ولقد قدمت لنا 'كنساء' الأخت الناشطة كوثر الجوعان نجاحا جديدا عالميا ساطعا، يضاف بفخر إلى تميز المرأة الكويتية وكفاءتها في شتى المجالات الحياتية، ويثبت حقا انها أهل للفخر والثقة، وذات امكانات متنوعة، وقدرات عالية تعتز بها.. وهكذا، ولأن الأخت الجوعان تتمتع بنشاط إنساني ملحوظ يظهر الوجه الحضاري للمرأة الكويتية المثقفة خاصة وللكويت عامة، ولأن الأخت كوثر ايضا تتمتع بقدرات عالية ظاهرة فقد أهلتها للحصول على هذه الجائزة العالمية المتفردة.. وهكذا فقد تجسدت هذه الجائزة في شخص كوثر الجوعان كجائزة لكل امرأة كويتية.. واثبتت الجوعان للعالم ان المرأة الكويتية ليست مجرد مخلوق جميل رقيق ضعيف يعيش ويستكين تحت أفياء الرجل، إنما هي إنسانة واعية لها وجود وكيان مستقل وإمكانات وقدرات وتطلعات وطموحات لا تنتهي.. إنسانة مدركة لكل ما يدور حولها في العالم، متأثرة ومؤثرة في العالم، تتحمل أعباء ومسؤوليات تئن تحتها أعظم القدرات لا تنقصها جرأة ولا تبتعد عنها شجاعة، كما أثبتت في بعض المواقع تفوقها على أخيها الرجل، وفي مواقع أخرى تضاهيه، وهذا ما أثبتته كوثر الجوعان للعالم عن المرأة الكويتية المثقفة الناجحة، القدوة التي ترفع رأس بلدها عاليا شامخا بين الأمم الأخرى.ولا يسعني هنا إلا أن أهنئ الأخت كوثر على هذا التكريم والتقدير وتلك الجائزة المميزة، وأهنئ كل امرأة كويتية على هذا النجاح الرائع.m_alshafei@hotmail.com
منى الشافعي