برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 24, 2017

ليكن همنا.. الإنسان.. الحياة.. البيئة


ليكن همنا.. الإنسان.. الحياة.. البيئة!
***

       تصاعد الوعي عالمياً بالمشاكل البيئية وأسبابها المتنوعة، منذ عقود ليست قليلة، لدرجة صدور قوانين ومواثيق دولية للقضاء على هذه المشاكل أو الحد منها، حتى أصبح الحفاظ على البيئة والاهتمام بها هو المقياس العالمي الأول لرقي الأمم والشعوب وتحضرها.
    تقوم الهيئة العامة للبيئة بمتابعة الأوضاع البيئية في الديرة، وتحديد مشاكل التلوث، واقتراح الحلول للحد من مضارها، وتوعية المجتمع بكل قضايا البيئة، بالتعاون مع كل الجهات المعنية، كما تقوم بالمراقبة المباشرة على جميع الأنشطة في الدولة، بهدف تعزيز وتطبيق قانون حماية البيئة الجديد.
ولكن هذه الأعمال والأمور يجب ألا تقتصر على الهيئة العامة للبيئة فقط، لأن الحفاظ على البيئة مشروع وطني اجتماعي متكامل، ومسؤولية الجميع. لذا، يحتاج جهوداً متعاونة، مكثفة، تعتمد على أكثر من جهة، وأكثر من فرد، كل بحسب موقعه وإمكاناته وقدراته.
     وبالتالي، ينبغي علينا أن نحافظ على نظافة بيئتنا، ونعتني بها لأنها أمانة بأعناقنا، حتى نسلمها سليمة معافاة إلى عيالنا من الأجيال القادمة، وليكن همنا الأول، الإنسان، الحياة، البيئة.
     كما علينا أن ندرك أن الاهتمام المستمر بالبيئة، وحماية مقومات الحياة البشرية والحيوانية والنباتية، يعمّق مفهوم الانتماء الوطني والإنساني، غير متناسين أن الحياة العصرية وتطورها التكنولوجي المتسارع، ومتطلباتها الحديثة أصبحت تشكل الخطر الأول على البيئة عالمياً ومحلياً، كما هي الزيادة الكبيرة لعدد سكان الكرة الأرضية، ولن نغفل هنا عدد سكان ديرتنا الصغيرة المتزايد بمتوالية حسابية عجيبة لافتة.
     لذا، أي تلوث بيئي سيرتد سلباً على كل مناحي حياتنا اليومية، كما هو نفوق الأسماك المتكرر الذي يحدث عندنا. فعلينا مجتمعين مقاومة هذا الخطر وذاك التلوث، والتصدي له بقوة وعزيمة ووعي، في سبيل بيئة نظيفة نقية، ومجتمع سليم وحياة حضارية راقية.
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
القبس 24 مايو 2017

Monday, May 15, 2017

الملكية الفكرية .. وحقوق المؤلف



الملكية الفكرية .. وحقوق المؤلف !

***

    منذ يوم 26 أبريل، اليوم العالمي للملكية الفكرية، والساحة الإعلامية، في الديرة، منشغلة بحقوق الملكية الفكرية، ونشر القانون الكويتي حول هذا الموضوع؛ لزيادة الوعي عند المؤلف والمخترع، والدراية بأهمية الملكية الفكرية، والتعريف بقوانينها، وأثرها في الحياة اليومية وكيفية حمايتها، وتشجيع احترام حقوقها، وكل القضايا المتعلقة بها.
     أول سؤال يطرح هنا: ما مفهوم الملكية الفكرية؟
    عرّفت المنظمة العالمية للملكية الفكرية المفهوم بأنه أعمال الفكر الإبداعية، أي المصنفات الأدبية والفنية والاختراعات المختلفة. أما أهميتها فتكمن في حماية حقوق الأعمال الأدبية والتجارية، من تَعدِّي البعض عليها وسرقتها، كما تعد دخلاً قومياً للدولة من كل المبدعين.
وأكثر من أثرى الساحة الإعلامية بهذا الموضوع الحيوي المطلوب الأستاذة منال البغدادي مديرة إدارة الفتوى والرأي في وزارة الإعلام، ذات الخبرة القانونية والإعلامية، وذلك من خلال الندوات واللقاءات الإعلامية والحلقات النقاشية. حيث قالت إن قانون الملكية الفكرية يحمي كل من ابتكر عملاً أدبياً أو فنياً أو علمياً، مهما كان نوعه، أو طريقة التعبير عنه، وكذلك الغرض منه، وأكدت أن دولة الكويت بادرت بإصدار قانون جديد لحماية حق المؤلف رقم 22 لسنة 2016، ومادة رقم 11 تفرض وتنظم التعاقد مع الناشر، كما بيّنت في كل اللقاءات حقوق المؤلف التي يجهلها، مؤكدة أن إبداعه دَخلٌ جديدٌ للدولة. كما أشارت إلى أن المكتبة الوطنية تمثل الجهة الرسمية لإيداع الحقوق الأدبية، فعلى الكاتب ألا يغفل عن تسجيل إبداعه الأدبي وتوثيقه قبل طباعته في المكتبة الوطنية.
     والجميل في الموضوع ؛ حيث ازدادت شكاوى الكتَّاب من تعسف دور النشر، أكّدت البغدادي ضرورة وجود عقود سنوية محدودة البنود حتى لا تستغل دور النشر المؤلف وتضر بمصلحته، وأهم نقطة هي التفاوض المسبق قبل توقيع العقد مع الناشر أو الموزع، وبيّنت أنه على من تضرر من دور النشر اللجوء إلى القضاء والحصول على حقه.
    ما أعتقد أن هناك كاتباً/ مؤلفاً واحداً، لم يتضرر من دور النشر، ومكتبات التوزيع، فالأغلبية تشتكي طوال السنوات الفائتة من أكثر من ضرر. وبالتالي فهذه فرصة رائعة، ودعوة مستحقة، لكل المتضررين إلى الاحتماء بقانون الملكية الفكرية الكويتي.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
القبس 12 مايو 2017 

Tuesday, May 09, 2017

المتعة البصرية والفكرية من حولنا


المتعة البصرية والفكرية من حولنا
***
    صدق الدكتور أحمد الربعي «الله يرحمه» بمقولته الشهيرة التي لا نزال نرددها «الكويت جميلة».
    فعلاً.. الكويت جميلة بهذا الحراك الثقافي المتنوع والمستمر طوال العام، سواء من الجهات والمؤسسات الثقافية الرسمية، أو الخاصة/الأهلية، حتى أصبحت الديرة منارة ثقافية نفتخر بها ونعتز.
هناك برامج حافلة بمختلف الأنشطة والفعاليات، الفكرية والأدبية والتراثية، كما هي المجالات الفنية الراقية، من موسيقى وفنون تشكيلية بأنواعها، ومسرح وسينما، وغيرها.
***
     فالفن بكل أشكاله وألوانه يعتبر لغة عالمية، لا يحتاج إلى ترجمة، يخاطب أعماقك مباشرة، فتحس به وتدرك مقصده، له إضاءة سحرية، لأنه يجلب المتعة عن طريق خيالك وذاكرتك. كما أن الفنون تحسّن الذوق، وترتقي بالنفس البشرية وتهذبها، وهي من أرقى أنواع المتعة وأسماها. فكلنا نستمتع بمجرد أن نزور معرضاً للفنون التشكيلية، فتجذبنا الألوان المشرقة، والتشكيلات الفنية، ودقة تفاصيلها، لنقف بمتعة أمام لوحة ما تدعو إلى التأمل والتخيّل. أو نستمع إلى لحن عذب تعزفه فرقة موسيقية راقية، فنردده مستمتعين، أو حتى ندق بعض النقرات الخفيفة باليد.. ومع هذا هناك من يحرّم الموسيقى، ويصادر الفرح من العيون العطشى، مع أن الفنون تعتبر هوية الأمم، ومن عناصر ثقافتنا العربية!
      نعم.. هذه إحدى المتع الجميلة التي تفتت جمود الحياة من حولنا، وترسم البسمة على شفاهنا، فخلال هذا العام، شاهدنا أكثر من معرض تشكيلي أقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وفي قاعات ومتاحف المجلس الوطني للفنون والآداب.
     أما دار الأبرا، هذا الصرح الشامخ والمعلم الرائع، فلم يستمتع بعروضها الموسيقية المنتقاة ، وأمسياتها الغنائية العذبة ، إلا الطبقة القادرة مادياً ، التي تمنى أغلبنا أن يحضر ويستمتع بهذه العروض الجميلة ، لولا أن أسعار تذاكرها بصراحة «اتهد الحيل»، ناهيك عن أسعار السوق السوداء . فرفقاً بالطبقات الأخرى .
***
    أما الأدب بتنوع إبداعاته ، فله نصيب كبير، فمن رابطة الأدباء الكويتيين، إلى المكتبة الوطنية ، مروراً بالمكتبات الخاصة ، ولن نغفل هنا ملتقيات وصالونات ونوادي القراءة الأهلية التي تملأ مقاهي الديرة وبعض البيوت .
كل هذه المتعة البصرية والفكرية، كلما نلتفت نجدها حولنا، ولا تزال مستمرة، تنادينا من كل حدب وصوب، لتقول لنا إن الفنون حاضرة ومستمرة!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
القبس 7 مايو 2017