برنسيس إيكاروس

Tuesday, April 27, 2010

الخادمة

قصة قصيرة : بقلم إميلي تيلتون

ترجمة : منى الشافعي

*****

يفضل ان يتناول عشاءه في تمام الساعة السادسة مساء
قالتها، لتنبه الخادمة الجديدة ثم أكملت
وطبعا اللحوم ممنوعة، أما طبق الحلو فيشتهي ان يتناوله في مكانه الخاص. أما حمامه فيأخذه في الثامنة مساء، لقد تقاعد مبكرا
ومتى سأتشرف بمقابلة السيد؟
سألت الخادمة، بينما كانت تتعثر للوراء، بجسد كلب صغير كان نائما
رددت مديرة المنزل، بينما كانت تضحك
ها أنت قد التقيت / تعثرت ، به


****
بريشة منى الشافعي
***


Monday, April 19, 2010

المال والسعادة

كتبت منى الشافعي
***********
بعيدا عن هموم السياسة المحلية والعالمية التي باتت متغلغلة في كل مناحي حياتنا، بعيدا عن قضايا المرأة وحقوقها المدنية المتورمة، بعيدا عن الضوابط الشرعية وغيرها.. بعيدا عن الأزمات الاقتصادية، والحروب العدمية والتلوث البيئي.. قريبا من إنسانيتنا التي كدنا ننساها.. لنعرج اليوم على بعض تفاصيل حياتنا اليومية المغيبة أو البعيدة عن تفكيرنا.
لنتحدث قليلا عن المال، ذلك الهدف المدلل الذي نلهث بشدة في سبيل الحصول عليه، لاعتقادنا انه يصنع السعادة.
صحيح، ان المال احد العناصر المساعدة لتذليل صعوبات الحياة المعيشية، ومنْ يملكه يستطيع التعامل مع متطلبات الحياة ببساطة وسهولة، ولكن كل قراءاتي في علم النفس وعلم الاجتماع، ومن تجارب الحياة الملموسة، تؤكد عدم وجود علاقة حقيقية بين المال والسعادة.. وبالتالي فالانسان الثري ليس أكثر سعادة من أخيه الفقير، والأمثال كثيرة حولنا.
يبقى، هل سألنا أنفسنا مثلا حين نطمح لشراء فيلا فخمة تقع على الشارع العام، في أرقى منطقة في الديرة، ونستميت لتحقيق هذا الحلم.. وبعد سنوات من اللهاث والتعب والألم، وفجأة حين تتحقق المعجزة، وندوس بأقدامنا على الرخام الذي يبرق ويلمع.. أقول هل سألنا أنفسنا: هل هذا البيت الفخم يجلب السعادة للأسرة، ويعوض أعمارنا التي ضاعت هدرا وتعبا وابتعادا عن الجو الاسري اليومي الحميمي؟
***
نعم.. المال يمنحنا القدرة على شراء اجمل البيوت وأفخمها، لكن ليس بالضرورة انه يمنحنا السعادة داخل هذا البيت العملاق.. المال يعطينا الفرصة لشراء أجمل الثياب وأرقاها، وأحدث الاكسسوارات، لكنه لا يمنحنا الجمال، أو يزيد من بهجتنا، فمتى ندرك أن الحب يرضى بأقل القليل؟
وبالتالي، عندما نعي أن المال لا يصنع السعادة ولا يشتريها، وأن السعادة الحقيقية هي قضاء أحلى الأوقات وامتعها مع الأسرة، فما أجمل تلك اللحظات الغالية التي تقضيها الأم مع صغارها تلعب وتمرح معهم، تغني وترقص لهم، تقرأ عليهم قصص الجنيات وحكايات الجدات القديمة، فترن الضحكات العذبة بين جدران ذلك البيت الاسمنتي.. وما أعذب تلك اللحظة اللذيذة، حين يلهو الأب مع أولاده، فمرة يتغلب عليهم بألعاب الكرة، ومرات يتغلبون عليه بألعاب الكمبيوتر الحديثة التي لا يعرف أسرارها.. وهكذا تشتعل السعادة وتتوهج في أركان هذا البيت، تبدد تعب النفوس، وتدخل الفرح في القلوب.


منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

Friday, April 09, 2010

الكويت لمن أحبها








كتبت منى الشافعي
****


























أسعدني الحظ أن أتابع بشغف وفخر واعتزاز من خلال شاشة تلفزيون الوطن، الاوبريت الوطني الرائع والناجح بكل عناصره «الكويت لمن أحبها».. والذي اقيم تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
سكنني الفرح، وازددت اعتزازا وفخرا وأنا أشاهد مبهورة تلك اللوحات الفنية المتعددة الصور والالوان، التي حقا عكست روح الولاء والانتماء لديرتنا الحبيبة ووطننا الكويت الجميل، وجسدت بامتياز ذلك التراحم والتلاحم، والتسامح والحب والوئام، بين اطياف المجتمع الكويتي، وتحت مختلف الظروف الحياتية التي مرت على الديرة، والتي قدمتها مجموعات جميلة متألقة وموهوبة من طالبات وطلاب مختلف المراحل الدراسية في مدارس وزارة التربية، وذلك بأبهج الألوان وأجمل الوجوه وأعذب الألحان وأعطر الكلمات.
***
بصراحة، أعادني هذا الاوبريت بروعته واتقانه وجماله ومعناه، الى الزمن الجميل، الماضي البعيد والقريب الى زمن مهرجانات وحفلات وزارة التربية، التي كانت تقام سنويا في السبعينات والثمانينات، التي فاقت بجمالها وروعتها واسلوبها أرقى المهرجانات المدرسية العربية، وقبلها كانت مهرجانات دائرة المعارف في خمسينات وستينات القرن الماضي، تلك المرحلة الحضارية الراقية التي عشتها كطالبة مشاركة للمهرجان السنوي الضخم الذي كانت تقيمه دائرة المعارف لمدارس البنات، الذي يشمل جميع الانشطة الفنية والرياضية، من رقص وموسيقى وغناء وتمثيل مسرحي وفنون تشكيلية وغيرها، وكانت تقام هذه المهرجانات الرياضية الضخمة على ملاعب ومدرجات ثانوية الشويخ العريقة لجميع المراحل الدراسية، وذلك على ايامنا نحن (جدات اليوم)، وكان يشرفنا في الحضور دائما الشيوخ وكبار رجالات الدولة وكبار المسؤولين، وجمع غفير من الاهالي.. والكل كان يصفق مبهورا بأداء بناته فخورا ومعتزا بمواهبهن.. واليوم هناك من يمنع الفرح ويحرم الموسيقى، ويمنع عيالنا من التعبير عن ذواتهم والبوح بمواهبهم.. لماذا؟!

***

بصراحة، لقد أبهرنا هذا العمل، فاستمتعنا به على مدار ساعة زمن، تنفسنا الفرح خلالها وارتسمت الابتسامة على وجوهنا، فشكرا «كبيرة» للشيخة امثال الصباح، والشكر موصول لكل اللجان والفرق التي شاركت وساهمت في اعداد وتنظيم هذا العمل ونجاحه.. ومليون قُبلة للبنات الجميلات، ومثلها لاولادنا رجال المستقبل.




Sunday, April 04, 2010

أما بعد فقد أغرتني وحركتني

أمابعد، فقد أغرتني وحركتني للترحال في عوالمها!
غلاف رواية «أما بعد»
غلاف رواية «أما بعد»

كتبت منى الشافعي
***********

عملية الخلق الفني، تعتبر شديدة الصعوبة والتعقيد، يعيش معها الكاتب/ المبدع، في تفاعلات متنوعة وخيالات ممتدة إلى ان تتجانس وتنضج، ثم أخيراً تتقافز أحداثا وشخوصاً، أمكنة وأزمنة، منتقاة بعناية تزين بياض الورق، لينتج عنها عمل ناجح مثل «أما بعد
العنوان
تأملت عنوان رواية «أما بعد..»، الصادرة حديثا عن دار الفارابي بقلم وليد الرجيب فتذكرت المرة الأولى التي كتبت بها رسالة إلى خالتي الغائبة، فقال لي أبي الغالي «ابدئي رسالتك بعبارة (أما بعد..)، وهكذا شعرت باغراء شديد يأمرني، فيحركني لأفتح الصفحة الأولى، وأتخلص من حالة التخمين التي أثارها العنوان في ذهني، لأنتقل إلى حالة اللهاث للوصول إلى سبر أغوار هذا العنوان، وعلى الرغم من احساسي بالاشباع من حالة السفر والترحال التي أعشقها، فانني كنت مشتاقة ومتلهفة للسفر والغوص في صفحات هذا العمل، الذي أخذ يشدني صفحة بعد أخرى، وعنواناً بعد آخر، لتزداد متعتي، وتتكون دهشتي.
أخذت أحلق مع الرجيب تارة عبر فضاءات خياله الابداعي الواسع، وأخرى عبر حقائق تاريخية تحكي حياة اليهود العرب، وتحديداً يهود الكويت، من دون ملل.
فالرجيب، له قدرة على توصيل أفكاره، وما يريد من طروحات ورؤى من خلال أسلوب سلس، بسيط، وجمل قصيرة مكثفة، تشدك سهولة استحضاره لمفرداته الجميلة، المنتقاة بدقة وجودة، بحيث تشعرك بنضج تجربته الابداعية، وتميزه بأدواته الفنية المتطورة.
من الرواية: «استند بيديه وذقنه إلى العصا، وحدق بصورة سارة، وتعلق بعينيها وكأنه يراها للمرة الأولى، ومر بناظريه الضعيفين على شفتيها المنفرجتين بابتسامة عذبة، وعلى شعرها المموج، الذي يصل إلى كتفيها، كان في عينيه نظرة صرخة صامتة، وكأنه استعاد شعوراً دفيناً، توقد كجمرة بين الرماد».
يعقوب عزرا اليهودي
الرواية رومانسية، لكنها ذات بعد تاريخي، تعكس ذلك الزمن بصدق وأمانة، وبتشويق فني بامتياز، فهي صورة انسانية لعلاقة حب عميقة، رقيقة، ليست عادية، نشأت بين المراهق اليهودي يعقوب، وسارة الفتاة الصغيرة اليهودية، في حي اليهود في الكويت، وجاءت أحداث الرواية على لسان بطلها يعقوب عزرا، والذي لم يكن يوجه حديثه للقارئ، فقد فاجأنا الرجيب بتكنيك جميل مبتكر، بحيث كان بطل الرواية يحكي حكايته أمام كاميرا المخرج «مناحيم»، المبهور بأداء يعقوب التمثيلي ذلك الإنسان الكهل الضعيف الثمانيني الطلة، وحركاته العفوية، وتعبيراته الصادقة المريحة، بحيث انحصرت مهمة المخرج «مناحيم» فقط طوال أيام تصوير العمل، بكلمة «Cut».
اذن، يعقوب اليهودي، هو الشخصية الرئيسية/ المحورية التي تدور حولها الأحداث الاجتماعية والسياسية والتاريخية في الرواية، وكذلك الأحداث والمتغيرات والتطورات في حياته الشخصية منذ لحظة ولادته عام 1923 في وطنه الكويت، بكل تفاصيلها وخصوصيتها، ومن هنا يبدأ تشابك الخيوط الدرامية للرواية مع الشخوص الأخرى، والأحداث المتتالية، والأزمنة الممتدة، والأمكنة المختلفة.
أما شخصية يعقوب، التي أحبت بصدق واخلاص ووفاء، وعانت واغتربت، وفقدت الحبيبة سارة والوطن والأهل والصديق، وجاعت ومرضت، ولهت وضاعت، وتشردت وسجنت، فتتركب من كل هذه التفاصيل الدقيقة، والمتغيرات العامة والخاصة في داخله، لتشكل في النهاية شخصية إنسانية متفردة في صفاتها، بداية من الحب غير العادي، وانتهاءً باطلاعاته الفكرية والمعرفية التي أحبها، مروراً بالتجارب السياسية التي اختارها فسكنته طوال حياته، تلك التجربة الثرية، والشخصية المتميزة هي التي دفعت المخرج «مناحيم» لتصوير فيلم عن حياة اليهود العرب من خلال حياة هذا الإنسان الممتدة إلى أكثر من ثمانين عاماً.
من الرواية: «كان الحديث عن لحظة وداع سارة ليس كتذكرة، كان حاجة للافشاء والتحرر، كان رغبة دفينة لاحياء الذكرى، ولكن لا تدفن معه، كالرغبة والحاجة لاحياء ذكرى مقتل الحسين، كان استدعاء المشاعر غير طبيعي، خارج اطار المشاعر التي يعرفها الناس».
وهكذا، فان حالة الحب اللاعادية عند البطل يعقوب، هي التي ادت إلى حالة القبول والرضا عن حياته المعذبة ومعاناته المختلطة بين فقد الوطن والأهل، والصديق والحبيبة، ولكن الأهم على أمل في لقاء الحبيبة التي ظل حتى عامه الستة والثمانين من عمره، يبحث عنها ويتمنى ان يلتقيها، فاذن حالة الحب هي الحدث الكلي اللافت للنظر في نسيج النص الروائي.
المسكوت عنه
استند الرجيب بالأساس على معطيات تاريخية واقعية صحيحة لفترة محددة لليهود العرب، وتحديداً يهود الكويت، بحيث صاغها بتكوين فني جميل، وبناء دقيق، وتكنيك مختلف، والأهم طرح بجرأة أحداثا لتلك الفترة التاريخية شبه المنسية، أو المسكوت عنها، فكشف لنا من خلال الرواية أحداثا وعلاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كانت غائبة أو مغيبة، فالرواية اذن توثيق ومعرفة ومعلومات قد لا يعرفها أغلبنا كقراء عن يهود الكويت وقصة نزوحهم إلى إسرائيل، خلال منتصف القرن العشرين.
وهكذا استطاع الرجيب ان يحرك بطل روايته يعقوب عزرا، حاملاً أفكاره السياسية، ومعتقداته الدينية، وعاداته الاجتماعية، وتقاليده العربية، وسلوكياته الإنسانية طوال حياته التي قضاها في وطنه الأول الكويت، ثم العراق، وأخيراً استقراره في إسرائيل - بغير رغبته - مسلطاً بعض الضوء على حياة اليهود العرب في أوطانهم الأولى، وعلى أساليب طردهم وتشريدهم ونزوحهم إلى إسرائيل، وذلك بسرد تاريخي موضوعي مختصر مكثف ومريح، مبعثراً أوراق تلك المرحلة التاريخية المسكوت عنها من تاريخ اليهود في الكويت، لتتناثر منها حكاية حب غريبة لا أروع ولا أجمل بين يعقوب اليهودي وسارة الجميلة، فقد نقل لنا الروائي وليد الرجيب، واقعا تاريخياً محسوساً، لكنه تغلغل وغاص في ما وراء هذا الواقع من احاسيس ومشاعر وحقائق نفسية وإنسانية تجسدت بصدقها وروعتها في يعقوب.
الإنسانية
الإنسانية الحقة لا تعرف حدوداً أو اختلافاً في الجنس أو العرق أو العقيدة أو اللون، ورواية «أما بعد...» للروائي وليد الرجيب، تجسد هذه الإنسانية المركبة بامتياز.
فبعد أن تراكمت في ذهني بعض أحداث الرواية، كتراكم الفقد والعذاب حول يعقوب، تبينت عالماً إنسانياً مختلفاً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، لم أكن يوماً أعرفه أو حتى أتصور بعض تفاصيله التي عاشها يعقوب اليهودي الكويتي، وبالتالي مع هذه الأجواء التي عاشها يعقوب والمتغيرات الدنيوية ما كنت أسافر مع يعقوب على صفحات الرواية بدءا من الكويت وانتهاء بإسرائيل، مروراً بالعراق، مبهورة من حكاية حبه الطاهرة لسارة التي استمرت لأكثر من نصف قرن على توهجها، تارة أحدق في وجه الحبيبة سارة الجميلة، وأخرى في وجه ساشا الطفولي البريء، ولكنني في لحظة ما فاجأت يعقوب حين قلت له:
ولكن سارة ليست هي الحياة.
أجابني:
بل سارة هي كل الحياة.
يا الهي، ما أروع هذه الكلمات الرومانسية الصادقة، ذات النزعة الإنسانية النادرة، التي افتقدناها منذ زمن، وتجاوزنا معناها الجميل إلى ماديات الحياة التافهة.
رأي
استمتعت وأنا أقرأ هذا العمل المتميز للرجيب، الذي لم يتطرق له أحد غيره من الكتاب، فتارة أجدني أتعاطف مع حكاية حب يعقوب لسارة فتهطل دموعي في أكثر من موقع، وأخرى أغمض عيني حسرة على حدث ما، وأتألم لآخر، وأحيانا أحدق مرعوبة في حدث تاريخي به من القهر والظلم والألم الشيء الكثير، فأجدني أختبئ منه، أتحاشى، رذاذ وجعه، ودكتاتوريته، لانني أدرك ان الرجيب هو أيضاً يشارك شخوص روايته حيواتهم وأجواءهم بصدق واخلاص خيالاً وواقعاً، فأعماله تعطيك انطباعاً بأنها معاشة بحرارة قلبه، وصدق مشاعره، وسعة خياله، فهو كاتب متمكن من حرفتة الكتابية، وصنعة الابداع، ونضج التجربة الروائية، وهذا ما أحسست به وأنا ألهث مستعجلة لأقلب صفحات «أما بعد...» ذلك العمل الفني الناجح خيالا وحقيقة، حلماً وواقعاً، الشائق والجذاب الذي كنت كلما أقرأ صفحة فيه أطلب المزيد وأتمنى ألا ينتهي.
وهكذا، أضافت لي الرواية عدا المتعة، المعلومة الجديدة، والمعرفة الصادقة، ببعض الأحداث التاريخية التي كانت مغيبة عن تفكيري وتائهة، أما إنسانية ورومانسية الحكاية فجعلتاني أكثر من قارئة لصفحات الرواية، أو متفرجة على أحداثها.
وهذه دعوة للمتابعين والمهتمين بالأدب، بالتمتع بقراءة هذه العمل، لعلهم يجدون بين صفحاته ما يثير الحب عندهم في أمكنة الجدب، وأزمنة الجفاف.
النهاية
بقدر ما آلمتني النهاية، وأوجعني موت سارة، أعجبتني، فقد وفق الروائي وليد الرجيب، باختياره موت سارة في روايته الجديدة «أما بعد..» مع ان هذا الاختيار قهر دموعي، وزاد انفعالي حين مس مشاعري فقد سارة الجميلة.




أما بعد رواية وليد الرجيب