برنسيس إيكاروس

Saturday, August 20, 2022

منى الشافعي بين سطور النقاد

منى الشافعي 

بين سطور النقاد 

***



 عن دار الفراشة للنشر والتوزيع صدر حديثاً كتاب منى الشافعي بين سطور النقاد 

.إعداد الأستاذ عدنان فرزات

إلى المهتمين والباحثين ، تجدونه في مكتبة رواق ، هاتف رقم 55401554  

.خدمة التوصيل متوفرة 

انستغرام  

Rowaq.bookstore 

Sunday, August 14, 2022

القاتل الخفي

القاتل الخفي !

***


     وصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع صوتي، دفعني للكتابة. وهذه مختصرات اقتطفتها مما ردده الصوت: «هناك قاتل خفي، حصد المئات، بل الألوف من البشر، دمّر دولاً، حطّم مواردها، شلّ اقتصادها، أعاقها علمياً، أعادها لحالة الصفر، القاتل يعيش بيننا. أصدمك أكثر، يمكن أن تكون أنت القاتل الخفي. تعتقد أنك بريء؟ فكّر، راجع قناعاتك، أفكارك، أعد حساباتك».
      ويكمل: «هذا القاتل النائم فيك، سيستيقظ في اللحظة التي تتخلى فيها عن قيمة التعايش. فتتحول إلى قاتل بسبب اشتعال نار الكراهية/ التصنيف/ الإقصاء. فتتوحش إذا فشلت في التعايش مع المختلفين عنك. والنتيجة حرب طاحنة، جنودها أنت وآلاف مثلك من أبناء الوطن الواحد. وبعد ذلك سنوات من النزاعات لا أحد ينتصر، غير الموت».
***
     نعم.. استفزني هذا الكلام الرائع، لأكتب عن التعايش السلمي والتسامح. مع أنني تطرقت لهذا المفهوم في أكثر من مقال، ولا يمنع هنا من التذكير حتى لا ننسى.
     فإذا نظرنا إلى ديننا الإسلامي السمح، فسنجده لا ينكر الأديان الأخرى، بل يشجّع التعايش معها بمحبة وأمن وأمان. أما التاريخ فيخبرنا أن الحضارة الإسلامية ذات ثقافة منفتحة على الحضارات الإنسانية الأخرى، غير متناسين أن جميع ثقافات العالم تنادي كالإسلام، بالمحبة والتسامح والإخاء، وعدم نبذ الآخر المختلف عنها، سواء بالعقيدة، أو اللون أو الشكل أو غيرها.
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». (الحجرات: 13).
إذاً، من الظلم أن تتصارع الشعوب، وتتبارى في سفك دماء الناس الأبرياء، بسبب الاختلاف في المعتقدات. فما بالك بأبناء الوطن الواحد. والأنكى أصحاب الدين الواحد؟!
     إذا أدركنا أن الأصل في الحياة هو الاختلاف، وأن التعدد والتنوع، سواء في العقيدة أو الفكر أو القدرات أو الإمكانات، وحتى اللون والشكل، أمر طبيعي، ومن سنن الله تعالى الفطرية. وأن هناك ضرورات حياتية مشتركة تستدعي هذا الاختلاط، وذاك التنوع، وإذا عرفنا أن الاختلاف ظاهرة إنسانية عالمية، لذا ينبغي علينا التعايش معها وتقبّل وجودها.
     وهكذا، ينبغي علينا تقبّل الآخر كما هو، واحترام اختلافه، والرغبة في التسامح والتعاون معه، لمصلحة الوطن والانسانية.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

2017القبس 27 مارس 

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية!

***


منى الشافعي 26 مارس، 2019

     ليست المرة الأولى التي أكتب حول هذا الموضوع، وسأظل أذكِّر نفسي وغيري بأهميته. المجتمعات العربية، ونحن جزء منها، هي مجتمعات تلقي واستهلاك؛ بمعنى لا دور يذكر لها بالنتاج العالمي من الانفجار المعرفي إلا فيما ندر. فهل فكرنا يوماً في تغيير نمط حياتنا الاستهلاكي؛ بحيث نسعى إلى تعديل صورتنا المقلوبة هذه، والقضاء على الأمية الثلاثية؛ العلمية والفكرية والمهنية، التي نعاني منها من عقود متراكمة؟! وحتى نجاري تطورات هذا العصر التكنولوجي المتسارع؛ علينا تغيير برامج التربية والتعليم التلقينية، التي شاخت وهرمت، وتقوقعت في مكانها منذ عشرات السنين، ولنبتعد عن تلقي المعلومات والمعارف والمخترعات الحديثة من غيرنا، ونتجاوزه إلى الاهتمام والرعاية والاحتضان، بالموهبة الذاتية، والعبقرية الشخصية التي نكتشفها عند أطفالنا وشبابنا الواعد المهتم بتطوير نفسه وموهبته، وتسليحها بكل ما هو جديد من العلوم والمعارف والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة، غير متناسين أن الشباب هو الاستثمار الحقيقي للدخل الوطني في المستقبل. ولنسارع في تنمية حب الاختراع والابتكار بكل أشكاله عند الشباب، بتنوعه العلمي والفكري والأدبي والفني، ونشجع مهاراته، ونعتني بأفكاره، والأهم توجيهه إلى التخصصات العلمية الحديثة والنادرة، خصوصا في فروع الطب والهندسة، والعلوم الحيوية وغيرها؛ -وهنا يأتي السؤال: الكويت دولة نفطية، ولا يوجد عندنا صناعة نفطية؟! – حتى نصل معه إلى مرحلة الخلق والإبداع، ومن ثم العطاء الذي نحن في أمسّ الحاجة له. وهنا يأتي دورنا، بالاهتمام بتأهيله حتى يستطيع أن يلحق بركب الحضارة المعرفية، والأهم أن يساهم بها، كونها لغة العصر التي لا غنى عنها أبداً، التي أجبرتنا على تحديها بمواجهتها والتعامل معها، ومتابعة كل ما هو جديد وحديث لحظة بلحظة بلا توقف، وإلا أصبحنا نشعر بالاغتراب المعرفي، والتخلف عن العالم المتطور، والتدفق الغزير من معلوماته المعرفية، والتضخم في الكم والنوع نتيجة تطورات التكنولوجيا العالمية، التي يبدو أنها لن تهدأ عن الجديد والحديث يومياً، خاصة منذ بداية القرن الحالي، والتي تستحيل ملاحقتها اليومية، ثم استيعابها وهضمها، فهي حقا كما أطلق عليها البعض تعبير «صدمة معلومات ومعارف». وبالتالي بالضرورة سيتخطانا العالم، ويدعنا نلهث وراءه من دون جدوى. فهل سنتغير؟! ومتى نبدأ بخطوتنا الأولى؟!

منى الشافعي

جريدة القبس

 للمزيد https://alqabas.com/649649/ 

.. بينالي سعاد الصباح !

***



    تبيّن الدراسات الاجتماعية أن المجتمع في حاجة دائماً إلى تنمية القوى البشرية ثقافياً في أركان ثلاثة هي؛ المبدع، الجمهور المشارك/ المتلقي، الراعي والمنشّط الثقافي. وكل هذه الأركان تحتاج الى رعاية من نوع خاص، خاصة القوى المبدعة التي تمثّل الثروة البشرية الوطنية، التي تحتاج إعداداً وتعهداً ورعاية، سواء من المؤسسات العامة أو الخاصة.
     وإذا تحقق للمبدع – مفكر، عالم، فنان، أديب – كل هذا الاهتمام والعطاء السخي، والاحتضان الفاعل، والرعاية الدائمة، والتشجيع المستمر للمزيد من إنتاجه الابداعي، فحتماً سيسهم المبدع وأعماله في تحريك التنمية الثقافية الإبداعية في كل مجالاتها في مجتمعه، التي بالضرورة سيستفيد المجتمع منها ويتطور حضارياً.
***
     أسعدني الحظ أن أكون إحدى المدعوات، لليلة الاحتفاء ببينالي د.سعاد الصباح للفن التشكيلي العربي، وتكريم الفائزين، التي أقيمت مؤخراً في مبنى الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وذلك بحضور ورعاية د.سعاد الصباح.
      يقول الأستاذ عبد الرسول سلمان رئيس الجمعية بكلمته: «..هذا البينالي أقيم بهدف تحفيز المنافسة الفنية بين المبدعين العرب وتشجيعاً من د.سعاد الصباح للفن التشكيلي العربي، الذي يعتبر أبجدية عالمية لفهم الحياة.. كما أعرب عن فخره واعتزازه برعايتها لهذا الحدث الكبير»، وأضاف أن «د.سعاد الصباح من أهم الرموز الادبية والثقافية في العالم العربي وستظل ظاهرة في جبين الثقافة العربية والعالمية».
       بينما قالت د.سعاد الصباح في كلمتها الأنيقة الرائعة: «..الأحباء، يا أصحاب القلوب الملونة بالبهجة والحكمة والطيش والحب.. أعبّر لكم أولاً عن امتناني لحضوركم وقبولكم أن تكونوا معنا لنرسم معاً حلماً جديداً.. نذهب به إلى حدود الشمس.. لا نريد واقعاً باهتاً ومحزناً ومتعباً، بل واقعاً يشبه أحلامنا، ويعكس ما في أرواحنا من انعتاق وحرية وطفولة وحياة، فتعالوا نهرب معاً إلى الحلم».
***
     أما التجول في المعرض الفني التشكيلي الذي احتضن رؤى ذاتية، وريشْاً متعددة الألوان والأشكال، وابتكارات فنية متجددة تحاكي الروح، والقلب، والعقل بموسيقى لونية جذابة، وبساطة رمزية عميقة المعنى، وجماليات مشعّة لكل عناصر الحياة الحية والمتخيلة، لأعمال 61 فناناً عربياً – من الجنسين – فقد كان ممتعاً وحلماً قد تحقق بفضل القائمين عليه، رعاية وإعداداً وإنتاجاً، وبحضور الجمهور الكثيف المتعطش للفرح والتنوع الثقافي، فنحن شعب يعشق الفرح ، يشجع الفن بكل صوره الراقية، ويستدعي التحضر، ويرنو للتجديد والتطوير.
     تحية للدكتورة سعاد الصباح، وتحية للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، على هذه الليلة الملونة بالفرح والمسكونة بالبهجة، وتهنئة من القلب للفنانين الفائزين والمشاركين، الذين أثروا هذه الليلة بإبداعهم، وساهموا في نجاح هذا المهرجان الفني المتميز!
منى الشافعي

جريدة القبس 13 فبراير 2017



 

فبرايرالكويت.. هلا وغلا

فبرايرالكويت.. هلا وغلا

***

 منى الشافعي 10 فبراير، 2019

         لشهر فبراير الكويت نكهة غير النكهات، وفرحة لا تشبه غيرها، وحضور مختلف يميزه. فمن ربيعه المعطر بزهور نويره الملونة، إلى البيوت والشوارع والطرقات، المحال والمولات والمعالم.. وغيرها التي تتباهى بجمال زينتها وبريق ألوانها، وتعدد أشكالها، التي تنثر الفرح وتجدد الحياة من حولنا، مروراً بأجمل أيامه المعطرة برائحة أعيادنا الوطنية، عيديّ الجلوس / الاستقلال والتحرير، الغالية علينا، التي فطرنا سنوياً على الاحتفال بها. وبمناسبة كل هذا الفرح، ينبغي علينا جميعاً بكل أطيافنا أن نعزز روح الوطنية لكويتنا الجميلة، وأن نمرن أنفسنا على نكران الذات، والعمل للمصلحة العامة، كي نحارب الفساد بالقضاء على كل صوره المرعبة المخيفة، والذي استشرى في معظم مؤسسات الديرة بغفلة منّا. والأهم الالتفات إلى تعزيز التنمية بكل أنواعها، حتى نضمن مستقبلاً زاهراً بأعياده، باسماً بأيامه. كما ينبغي أن نحترم الآخر ونتقبله كما هو، وليكن الإخاء والتسامح من شيمنا الجميلة، ولتتبار نفوسنا بنثر الحب والمودة بيننا، ذلك كي ننسى الأحقاد المزعجة، والشرور اللئيمة، التي أخذت تنخر بجسد الديرة الطيبة، ولنزين قلوبنا بصفحة بيضاء مشرقة، قبل أن نزين بيوتنا بالأنوار والأضواء البراقة. وبهذه المناسبة الحلوة، ينبغي أن يفاجئنا المسؤولون كل من موقعه بوضع حجر الأساس لأكثر من مستشفى ومدرسة، ومعهد تكنولوجي يعنى بالصناعات البترولية، لأن ديرتنا بلد نفطي، كما نطمح إلى أكثر من مسرح ومبنى ثقافي، في أكثر من محافظة، ولأكثر من مدينة جديدة لسكن الأسر الشابة التي لا تزال منذ سنوات بلا عدد تنتظر أرضا وقرضا، «والله يخليكم نبي مطار واحد.. بس» كما ينبغي أن ينتبه المسؤولون عن التربية والتعليم إلى وضع أسس واضحة، وآلية فاعلة، لتغيير وتطوير وتحديث المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات التي باتت عقيمة. وبالتالي، نتمنى على المسؤولين، حكومة، برلمانا، لجانا، أن تنتهي مشكلة إسقاط القروض، التقاعد المبكر، والجناسي ومشاكلها، ومشكلة المرور الأزلية التي باتت تقلقنا وتزعجنا جميعاً. وكل سنة والكويت جميلة، وفبراير أجمل.

 منى الشافعي

جريدة القيس

للمزيد https://alqabas.com/634796/ 

حين نشتري الوقت

 

حين نشتري الوقت!


 

     صافحتني جريدة القبس مؤخرا بعنوان شدّني «تكليف آخرين بشغل البيت يزيد السعادة»، فحفزني للكتابة، وسأقتطف منه المهم «.. أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، أن الأشخاص الذين يدفعون أجوراً لآخرين مقابل تنظيف منازلهم؛ أي يشترون وقتاً، يرون أنفسهم أكثر شعوراً بالرضا من الذين لا يفعلون ذلك»، وأضاف الباحثون «استخدام الأموال في شراء الوقت من الممكن أن يقلل ضيق الوقت ويعزز السعادة».
***
     حسب هذه الدراسة، نعتقد أننا جميعاً في الديرة سعداء لأننا نمتلك وقتاً مدفوع الأجر، فهناك من يساعدنا في كل شيء في حياتنا اليومية.
والحقيقة المؤلمة، أن أغلبنا يستغل هذا الوقت بطريقة سلبية لا تعادل ثمنه. فمثلا، السيدات يملأنه بالتسوق والزيارات والجلوس في المقاهي والمطاعم. والرجال متعة التسوق، أيضاً، تجذبهم بعض الوقت ،أما الديوانية فهي المتعة الأكبر، ولعب الورق «كوت بوستة» مع الربع، وغير ذلك من الأمور السلبية الأخرى، متناسين أن الوقت نعمة موهوبة للذي يعرف كيف يستغله بفاعلية. فهل فكرّنا بخلق برنامج يملأ هذا الفراغ لمصلحتنا؟!
***
     لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمعزل عن محيطه، خصوصا مع هذا الوقت المتسع الذي حصل عليه، وبالتالي يجب أن يزيد تفاعله بكل الأوقات، وبكل فترات حياته العمرية ولا يتوقف، حتى يظل يكتسب العلم والمعرفة والثقافة العامة، وكلها متع حياتية جميلة تسعد الإنسان وتبهجه، فمهما تعلّم الإنسان، إلا أن العلم لا يتوقف، ويا حبذا لو كسب بعض المهارات الجديدة في الكمبيوتر وبرامجه التكنولوجية الحديثة التي تنفعه في حياته اليومية ومتطلباتها.
     ومن الأمور الإيجابية الأخرى لاستثمار هذا الوقت، الاشتراك في الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعه، وهي كثيرة في الديرة، وهذا العمل الإنساني حتماً سيشعره بأهمية وجوده.
    ولا نغفل هنا أهمية الهوايات، فبعضنا يمارس أكثر من هواية، وبالتالي هذا المتسع من الوقت الذي دفع ثمنه، لماذا لا يستغله بتنمية هواياته، فممارسة الهواية تجلب السعادة وتريح الأعصاب. ومن أجمل الهوايات ممارسة الرياضة البدنية والروحية، وهي فرصة أيضاً لتحسين الصحة العامة. كذلك هواية القراءة والكتابة والرسم والتصوير وغيرها. ومن المهم استغلال بعض هذا الوقت في حضور الأنشطة والفعاليات الثقافية المنتشرة في كل مكان.
     ولا ننسى هنا الأمور الترفيهية والترويحية، فهي أيضا تملأ جزءاً من هذا الوقت الثمين، ولكن ليس كله.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».

منى الشافعي

جريدة القبس 21 أغسطس 2017  

أبا قتيبة.. نحتاج إلى تفاؤلك

أبا قتيبة.. نحتاج إلى تفاؤلك!



منى الشافعي 5 مارس، 2019

    دكتور أحمد الربعي، لك وحشة معتمة، وفراغ كبير في قلوب محبيك، يتسع كل عام ويكبر.. لن أقول من مثلك لا يعوض، ولن أردد نستشعر فقدك ورحيلك في كل لحظة، لن أقول 11 عاماً غاب صوتك عنّا.. لأننا لا نزال نردد مقولاتك ونحفظ كلماتك، ونرسلها بعضنا لبعض، وننشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما هو صوتك الذي كان دائماً ناطقاً بالحق، ومغرداً بحب الكويت معشوقتك الجميلة. لن أخبرك بأننا نحتاجك اليوم بقوة، في هذا الزمن الرمادي، زمن الفساد والصراعات الإقليمية والنزاعات العالمية، زمن الحروب العدمية. لكنني سأذكّر محبيك ومتابعيك ببعض أجمل مقولاتك وكلماتك التي لا تزال حية، وستظل: «يا وطني إني أعدك باسم كثير من الخيرين، أن نضبط ساعاتنا على دقات قلبك، وكلما سألنا أحدهم عن الوقت أعطيناه التوقيت المحلي لمدينة قلبك الجميل».. «اللهم احم وطني من أهله، أما أعداؤه فهو كفيل بهم».. «لماذا لا نسمح لكل الناس أن يفكروا بطريقة متساوية، باحترام العقيدة وباحترام الوطنية وباحترام النظام السياسي».. «النفط وارتفاعه يغطيان كل العورات، ولكن حذار من يوم تنخفض فيه أسعار النفط، وترتفع فيه الأجور».. «بلد صغير ومال وفير وعدد سكان محدود.. ومشاكل لا تنتهي! اللهم اهد أهل تلك البلاد!».. «سيأتي يوم لن نستطيع فيه أن ننقذ هذا البلد، التاريخ يقول إن الأمم التي سكتت عن الفساد ونخر فيها الفساد ودخل مؤسساتها.. انهارت!».. «ليس هناك وقت جميل ووقت قبيح، الوقت قمة الحياد ولا دخل له بكل ذلك، نحن نملؤه أحداثاً سعيدة فيصبح سعيداً، أو نملؤه بأحداث قبيحة فيصبح قبيحاً!».. «ما أجمل أن تبدأ صباحك بالمحبة والتسامح والصفح، كيف سيكون العالم أكثر اتساعاً وأكثر جمالاً حين تتسع القلوب فلا تجد الكراهية مكاناً تلجأ إليه!». مع كل هذا، كان التفاؤل يزاملك في كل خطواتك، فكانت أحاديثك تنثر الفرح حولنا، وتبعث على التفاؤل، لأن شعارك كان ما تردده دائماً «الكويت ما زالت جميلة.. تفاءلوا!!». والأجمل يا د. أحمد، حين رحلت عنّا، تركت لنا تفاؤلك، وحب الكويت وجمالها. يرحمك الله، ويسكنك فسيح جناته!

منى الشافعي

جريدة القبس

للمزيد https://alqabas.com/641830/ 

ملتقى الخط العربي

ملتقى الخط العربي

***

 منى الشافعي 20 ديسمبر، 2018  

     الثقافة هي التي تصنع المجتمع وتمنحه هويته، كما أنها جزء مهم من التنمية، وتساهم في تكوين شخصية الإنسان. لذا ينبغي علينا تطوير ثقافتنا حتى تواكب الثقافات المعاصرة مع الاحتفاظ بهويتنا العربية وتراثنا الثري المتنوع. ومن تراثنا الأصيل الخط العربي بتعدد مدارسه وفنونه وتاريخه الطويل الممتد عبر العصور. الفن بكل أشكاله وتنوعه يعتبر لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، فهو إضاءة سحرية تدخل النفوس من دون استئذان. يخاطب أعماقك مباشرة، فتحس به وتدرك مقصده بسهولة. كما أنه يجلب المتعة والتأمل ويحرك خيالك وينعش ذاكرتك. ولا نغفل هنا أن الفنون بتشكيلاتها وإشراقة ألوانها تحسّن الذوق، وترتقي بالنفس البشرية، لذا فهي من أرقى أنواع المتعة البصرية والحسية والتأملية وأسماها. وهكذا تجددت الكويت الجميلة بحراك فني أصيل متنوع المدارس والأساليب، على مدى أربعة أيام متواصلة، من خلال ملتقى الخط العربي الذي أقيم بمقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، برعاية وحضور الدكتورة سعاد الصباح. ولقد استمتع واستفاد عدد كبير من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالحركة الفنية الكويتية، وضيوف الملتقى، بدءاً بحفل افتتاح التشكيل الكويتي «التناغم بين اللون والخط»، مروراً بمتابعة أكثر من محاضرة عن فن الخط، وتاريخه العريق وتعدد أنواعه ومدارسه، وورش عمل ساهم بأمسياتها عدد من كبار مشاهير الخط العربي، من أكثر من دولة عربية. وانتهاء، بافتتاح معرض الخط العربي الذي شارك به كبار فناني الوطن العربي – ضيوف الكويت – بتنوع إبداعاتهم الخطية واللونية للحروف العربية الجميلة التي تشي بقدرتهم وتمكنهم العالي من هذا التخصص الفني الدقيق والمختلف. ولقد أسعدتني كما أفرحت غيري مشاركة شبابنا الكويتي من فناني الخط العربي بلوحاتهم الجميلة ومشاركاتهم الفاعلة خلال أمسيات الملتقى. كما شاهد الحضور افتتاح المعرض الشخصي للفنان المغترب الدكتور عبد الغني العاني، الموسوم «إبداعات المغتربين»، حيث تنوعت لوحاته بجماليات وأساليب وأدوات مبهرة تميزه. وختاماً، ازدادت متعة الحضور وبهجتهم بحفل التكريم، مصاحباً للطرب الكويتي الأصيل، فتحية لراعية هذا الملتقى الفني الراقي الذي أضاف للحركة التشكيلية لوناً آخر، والتحية موصولة للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية على هذه المبادرة المطلوبة.

منى الشافعي

جريدة القبس

للمزيد https://alqabas.com/617352/ 

التشكيل الكويتي في هولندا

التشكيل الكويتي في هولندا !

***

 منى الشافعي 13 مارس 2019

    الإنسان عبارة عن كتلة متحركة من التجارب الحياتية اليومية. فكل يوم يمر عليه هو إضافة جديدة لحصيلة تجاربه، خاصة إذا كان يومه مشحوناً بالأحداث والمفاجآت، والتعرف على وجوه جديدة، والالتفات إلى ثقافات مختلفة، وحضارات متنوعة.. ويعتبر السفر من أجمل التجارب الحياتية. أسعدني الحظ أن أكون احد أعضاء وفد الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وذلك للمساهمة في إقامة معرض الفن التشكيلي الكويتي، في مدينة لاهاي/ هولندا، والأجمل تزامناً مع الاحتفال الرائع الذي أقامته سفارتنا بمناسبة أعيادنا الوطنية المجيدة، وذكرى مرور 55 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين دولة الكويت ومملكة هولندا. منذ لحظة اجتماع الوفد في مطار الكويت، بدأت خيوط هذه التجربة تتشكل، وفي أمسية افتتاح المعرض شعرت بأن الحس الجماعي قد تجاوز الفردية وتعداها، وتقاربنا أكثر، لنصبح في النهاية أسرة واحدة.. حب الديرة يجمعنا. وبالتالي نسعى بكل جهد لإنجاح هذا الحفل الوطني المنوع، الذي بالضرورة يعبر عن هويتنا الكويتية، وهكذا أصبح جميع المشاركين سفراء لديرتنا الحبيبة بجدارة. حيث لاقى المعرض نجاحاً كبيراً من المهتمين والمتابعين للفن التشكيلي في هولندا، ومن ضيوف الحفل الأفاضل أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي. وذلك لأن الفن التشكيلي متعة بصرية مشرقة بتعدد ألوانها، ولغة عالمية لا تحتاج الى ترجمة. حيث أثبت المشاركون أن الكويت ليست فقط بئر بترول، إنما هي ثقافة، آداب، وفنون بكل أشكالها وألوانها. ولقد حرص أعضاء الوفد على زيارة المتاحف الفنية الشهيرة للمتعة والاستفادة الفنية، ومن أجمل الزيارات كانت زيارة متحف فنسنت فان جوخ الفنان الأكثر شهرة، ولقد ضم المتحف أكبر مجموعة من لوحاته ورسوماته في العالم، خاصة لوحته الشهيرة عباد الشمس. كما زار الوفد متحف ريجكس، وهو من أكثر المتاحف شهرة وجذباً للسياح لاحتوائه على الكثير من أعمال الفنان الهولندي الشهير رامبرانت. كما زار الوفد الكثير من المعارض الفنية المنتشرة في المدن الهولندية، وهكذا خرج أعضاء الوفد بمخزون كبير من الثقافة الفنية المتطورة، خاصة مفاهيم الفن الحديثة. وبالتالي كانت تجربة متميزة بتفردها ونجاحها، وحتماً سيظهر أثرها في الارتقاء بمستوى الفنان التشكيلي الكويتي. ولن نغفل هنا أن نشكر سفارتنا في مملكة هولندا، على رعايتها وتعاونها لإنجاح معرض الفن التشكيلي الكويتي.

 منى الشافعي

جريدة القبس

للمزيد https://alqabas.com/644903/ 

بعض أغفلفة كتبي

بعض أغفلفة كتبي 1

***



Saturday, August 13, 2022

هوامش من دفاتري العتيقة الصين 5

                             

  **  هوامش من دفاتري العتيقة **

                                          الصين 5                                       

          ** الكاتبة منى الشافعي **





      وبدأ المشوار، مشوار التسلق، وعرفت من الأخت إيمان أن هناك ثلاث مراحل للتسلق، كل مرحلة يصلها السائح يحصل على جائزة وشهادة مختومة من القائمين على هذه العملية الرائعة المتميزة .. توكلت على الله وعلى سرعتي التي للآن لا أعرف مستواها وبدأت التسلق مع الأخوة و الأخوات .. ولقد تسلقناالسور    من أفضل مواقعه ويسمى سور (بادالنج) ويقع شمال العاصمة (بيجين) ويعتبر هذا الموقع أفضل قطعة محفوظة في سور الصين، كما هو أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الأجانب ، والصينيين طبعاً.. وكنت محظوظة بحيث استطعت أن أقطع عدد الكيلو مترات المطلوبة للوصول إلى المرحلة الثالثة في النقطة المحددة بالضبط ، يدفعني طموحي في الحصول على الشهادة والجائزة - المجهولة - وهذا ما حصل، استقبلني المسؤول، وطلب مني الوقوف في زاوية محددة تطل على نقطة محددة أيضاً، ثم طلب مني المصور أن يلتقط لي صورة فورية.. وكنت مأخوذة ومدهوشة لحظتها، وفي حالة انتشاء وفرح وشعور جميلو إحساس بالفوز و الجر أة ، وكأنني تسلقت سور الصين بأكلمه وليس فقط تلك الكيلومترات التي نسيت عددها الآن، على كلٍِ حال، عرفت أن الصورة الفوتوغرافية الفورية ما هي إلا شهادة  إثبات لاجتيازي هذه المرحلة .. ثم سألني عن اسمي.. وما هي الا دقائق ، وبينما كنت مستمتعة بالمناظر الخلابة الجميلة التي تحيطني، قدم لي المسؤول شهادة مختومة وعليها صورتي الفورية ( المهم أن الصورة كانت معقولة و شوية حلوة ) ، ثم علبة صغيرة  استقرت بداخلها عملة معدنية برسوم ونقوش غرائبية جميلة .. تسلمتها وانا اكاد اطير من فرحتي بهذا الانجاز العظيم الذي احرزته ( طبعا هذا ما تخيلته في تلك اللحظة التاريخية الحالمة ) ، لأن اغلب الأخوة ، و الاخوات لم يصلن الى هذه المرحلة ‘ واكتفينا بالثانية او الأولى .. الطريف في الأمر، عندما شكرت القائمين والمسئولين عن الجائزة ، واستدرت مودعة ، للبدء برحلة العودة ، طلب مني المسؤول ان ادفع مبلغا من المال (ثمن الشهادة والصورة والجائزة).. بصراحة، دفعت له وانا شاكرة وممتنة، فهذه فرصة العمر، كما ان المبلغ كان رمزياً وبسيطا جدا يستطيع ان يدفعه اي سائح .. بالمناسبة الشعب الصيني شعب طيب وحبوب ومبتسم دائما ، و رياضي .
******
            
       في رحلة العودة التي كانت اقل صعوبة ، وأسرع .. اخذت انظر في وجوه السياح ، واستمع الى لغاتهم.. كنت محاطة بكل لغات العالم ، واشكال البشر.. يا له من احساس رائع في مكان اروع.. اخذت ايضا اتفقد مباني هذا السور الذي يمر بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة ، يعبر جبالا، يخترق صحارى، ويجتاز المروج الخضراء ويقطع الأنهار.. وتتنوع مواد بنائه من مكان لآخر.
*******

      الشكر لمن تابعني عبر هذه الرحلة القصيرة ، واستمتع بهذه الحكايات والطرائف ، ( وتبون الصراحة ) كانت اطول فترة تحدثت بها لغتنا الأم العربية الفصحى الجميلة ، والفضل يعود لإيمان الفتاة الصينية التي احبت لغتنا الفصحى المتفردة جمالا ومعنى ، وتعلقت بها وقررت ان تتخصص آدابها و علومها .. لا أدري لماذا لا نفضل ان نتحدث بها فيما بيننا، كلغة يومية محكية ، انها رائعة جميلة وغنية بمفرداتها ومرادفاتها.. ومع هذا خانتني الذاكرة في اللحاق وراء الكلمة المناسبة لكثيرمن الجمل ، والعبارات ..( تبون الصراحة الاكثر)  اعترف بأنني شخصيا اعشق لهجتي المحلية وافضل واحب ان اتحدث بها دائماً .. مع الاعتذار للغتنا الأم الفصحى الرائعة الجميلة 

لا طبنا ولا غدا الشر


لا طبنا ولا غدا الشر

***


وصل إلينا، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فيديو لأحد المواطنين وهو يتحدث بحرقة وألم، عن شوارعنا التي تضررت بأمطار شهر نوفمبر 2017، وذلك لهشاشة البنية التحتية. ويرينا إنجاز المسؤول الحكومي، وهو القيام بقلع الاسفلت المتضرر فقط من هذه الشوارع، وتركها مكشوفة. ويضيف المواطن المقهور بقوله «لا طبنا ولا غدا الشر». والمضحك/ المبكي أنه، يرش بعض الماء على الشارع الذي تم قلعه قائلاً «يمكن ينزرع اسفلت جديد». لنقول: صدقت يا أخي.. إلى متى ينتظر المواطن والمقيم إصلاح تلك الشوارع والطرقات المتضررة، باسفلت جديد نقي قوي غير مغشوش، بواسطة مقاول محترم شريف، بعيداً عن الفساد؟!

 * * *

 ما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن ديرتنا النفطية، التي كانت رائدة في أكثر المجالات الحياتية العصرية تحوّلت، في غفلة منا، إلى نهج سياسة الترقيع في أغلب مناحي حياتنا، لأكثر من ثلاثة عقود، لتتأصل كثقافة كويتية بجدارة. فها هي الشوارع والطرقات، التي تعتبر من أهم الواجهات الحضارية للبلد، تبدو كالثوب المرقّع بأكثر من رقعة لا تشبهه. ذلك لأن بعض المقاولين، وبعد أن تتلف أكثر من سيارة يمتلكها المواطن، يعطف عليه هذا المقاول ــــ مقاول المشروع ــــ ويبدأ بترقيع الحفر والكسور المتناثرة هنا وهناك في كل الشوارع والطرقات، بحفنة رخيصة من الأسمنت.. مع أننا دولة نفطية، والأسفلت، متوافر بكثرة في الديرة. للعلم الأسفلت/ القير، مادة نفطية، ولا تستورد من المريخ! هذه الحالة المتكررة كانت ضمن معاناة المواطن والمقيم، قبل هطول الأمطار. أما اليوم فإن المعاناة تضاعفت، وتوسعت وامتدت. فشوارع الديرة وطرقاتها كلها أصابها مرض القلع والتكسير والتشويه، ناهيك عن زيادة الحصى المتطاير، والحفر التي تزداد اتساعاً وخطورة في كل لحظة. بصراحة، العتب ليس على مقاول تلك المشاريع فقط، إنما لأن دور المراقب الحكومي غائب أصلاً، والإهمال وعدم اكتراث المسؤول المعني يعززان هذا الدور المتراخي لمقاول المشروع، على حساب راحة مرتادي الشوارع والطرقات. وبالتالي، ستظل شوارعنا وطرقاتنا تئن من أوجاعها، ممزّقة الأوصال، تحت رحمة الترقيع التعيس، وآفة الفساد.. ولكن.. إلى متى؟!

القبس    

منى الشافعي   

< لوياك >.. الآتي أجمل

 

                                            <<لوياك».. الآتي أجمل !       


 

منى الشافعي 10 أبريل، 2019

    بما أن التنمية البشرية عبارة عن منهج مدروس بعناية، يهتم بتحسين نوعية الإنسان، وذلك بتطوير مهاراته وقدراته وإمكاناته، ولأن رخاء الأمم والشعوب لا يأتي إلا من التنمية البشرية، والنمو الاقتصادي، وبما أن شبابنا في الكويت، يشكلون نسبة تقارب %70 من عدد السكان، ولهم قدرة كبيرة على العطاء والإبداع، وطاقة إيجابية أكبر، حتى أصبح الحديث عنهم هاجسنا اليومي، الذي سنظل نتحدث عنه، ولن نغفله أو ننساه.. لذا؛ ينبغي على القطاعين العام والخاص الاهتمام بهم، لأنهم الاستثمار الحقيقي للدخل الوطني في المستقبل. * * * في عام 2002 أطلّت علينا «لوياك»؛ وهي جمعية تطوعية تثقيفية توعوية، غير ربحية. هدفها الأساس احتضان الشباب الواعد ورعايته، ومساعدته وتشجيعه وتنمية قدراته ومهاراته، والتعرّف على مواهبه المتعددة، لإبرازها وصقلها. والأهم توعيته وتطويره وتعزيز ثقته بنفسه. كنت إحدى المتابعات لنجاحات وإنجازات هذه الجمعية المميزة منذ بداياتها الأولى، عبر هذه السنوات غير القليلة، وحتى اليوم الذي أصبحت فيه منظّمة ناجحة متفردة بأعماها المتنوعة، وبرامجها المكثّفة لخدمة الشباب وتطويره حتى يواكب التحضّر والتطور العالمي. «لوياك».. تعمل بحرية مسؤولة، وثقة وإيجابية فاعلة ومؤثرة في المجتمع. وهكذا استقطبت فئة الشباب واحتضنته لترعاه، وتهتم بشؤونه الحياتية. وعملت بجهد وصدق ضمن إمكاناتها المادية والبشرية، أعمالاً ناجحة مشرّفة، نفتخر ونعتز بها، حيث حقّقت للشباب الواعد بعض طموحاته ورغباته مع توعيته على الحياة العصرية ومتطلباتها العلمية والاجتماعية والمهنية، كما فتحت أمامه فرصاً للتدريب والتأهيل لسوق العمل، وبرامج صيفية مثمرة، محفزة ومتعددة وفق رغباته وقدراته، فأحدثت تغييراً إيجابياً في تفكيره وتخطيطه لمستقبله. كما التفتت إلى مواهبه المتنوعة، فأهدته «أكاديمية لوياك للفنون الأدائية» الناجحة بكل المقاييس. ولن نغفل هنا اهتمام لوياك وتفاعلها مع قضايا الشباب الملحّة، وأهمها طرح برامج توعوية للوقاية من المخدرات، وغيرها. وهكذا تفاعل معها الكثير من الشباب ولا يزال العدد في ازدياد. * * * أما شباب «لوياك»، الذي كبر وتطور معها عبر هذه السنوات الممتدة، فقد كانت نجاحاته وإنجازاته واضحة متعددة وكثيرة على كل من الصعيد الإنساني والاجتماعي والرياضي والفني والمهني، كما أظهر تعاوناً مع المجتمع المدني، والقطاعين العام والخاص والحكومي. فأين ما التفت تجده أمامك من خلال مشاركاته الفاعلة في الأنشطة والفعاليات والندوات الثقافية والاجتماعية في الديرة. ويكفي «لوياك» فخراً، أنها حين كبرت ونضجت بأعمالها الجادة المختلفة، تمددت من داخل الكويت، إلى بعض الدول العربية، مثل الأردن ولبنان، واليمن، وذلك لإبراز الصورة الحسنة المشرّفة للمجتمع الكويتي، خاصة شبابه الجميل، ولتعميق روح التعاون والإخاء، ونشر السلام في العالم. فتحية تقدير وإعجاب لمؤسسي هذه الأكاديمية الرائعة وفي مقدمهم السيدة فارعة السقاف.. لجهودها المثمرة والمستمرة بالعطاء السخي المجاني، وتحية مخلصة لكل من ساهم في هذه النجاحات والإنجازات المبهرة. نتمنى دوام الاستمرارية والتطور لــ «لوياك».. وللمثابرين والموهوبين فيها، بالتأكيد سيكون الآتي أجمل!

 منى الشافعي

جريدة القبس

إنسان الغد

!إنسان الغد                                   



 منى الشافعي 22 أبريل 2019

     كثر الحديث ولن يهدأ بين المواطنين عن ثروتنا الوطنية بعد النفط. ومهما تحدثنا عن موارد جديدة بديلة، إلا أنه تبقى الثروة الحقيقية هي رأس المال الإنساني. نعرف جيداً أن تحقيق هذا الاستثمار، تمر مراحله بصعوبة، وتواجهه تحديات كثيرة، ولكن الابتعاد عنه وإهماله سوف يربكنا، ويعيق نمو الديرة الاقتصادي المتطور. فحين بدأت الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية بالنظر إلى تحسين وضعها، والتغلب على خسائرها بعد انتهاء هذه الحرب ــ كاليابان مثلاً ــ ركزت على تنمية الفرد، ليزداد تطوراً يوماً بعد آخر، فالتفتت إلى شمولية التنمية، فشملت جميع مناحي الحياة كالتنمية السياسية، الإدارية، التعليمية، الصحية، الثقافية، وكان الإنسان هو العنصر الأساسي والمحرك الديناميكي لنجاح هذه المجالات الحيوية وتطويرها، يزامله النمو الاقتصادي للدولة. وبالتالي انصب الاهتمام الكلي على تطوير مهارات ذلك الإنسان وقدراته، ومن ثم الاعتماد على أبحاثه العلمية وخبراته. إذا، تكمن أهمية التنمية البشرية في خلق مجتمع طموح قادر على تحقيق ذاته، واثق بمهاراته وقدراته وإمكاناته، لبناء نمط حياة حضاري راق لنفسه ولبلده. ولأن رخاء الأمم والشعوب لا يأتي إلا من التنمية البشرية والنمو الاقتصادي، إذاً نحن في الكويت بحاجة ملحة إلى التنمية البشرية اليوم أكثر من أي وقت مضى. لو تحدثنا عن التنمية عامة، كخصوصية كويتية آنية، فسنجد أننا كمواطنين نطمح في مستوى عال من كل أشكال هذه التنمية وعناصرها المختلفة. فتحقيق الديموقراطية والإيمان بها وتفعيلها بالشكل الصحيح، هي اليوم تشكو من فراغ سياسي، تشريعي، تنظيمي، بمعنى شبه غائبة، تاركة كل شيء في الديرة على البركة. الاهتمام بالأوضاع السكنية للمواطن، وذلك بتوفير سكن مريح له ولأسرته، وبناء المدن الجديدة، التي أصبحت كعين عذاري «تروي البعيد وتخلي القريب»، نسمع بها كثيراً، ونقرأ عنها أكثر، لكنها معطّلة، فيبدو أن الخطة الإسكانية تحاكي السلحفاة بمشيتها. التعليم ..«هناك غصة» فلا تزال المناهج تفتقد التطوير والتحديث، وعناصر التكنولوجيا المتطورة. ولو نظرنا بدقة إلى التنمية الصحية، فهي اليوم تكاد تكون بطيئة، إن لم تكن منسية. أما تطوير الأساليب الإدارية، وتطوير أداء الموظفين لرفع مهاراتهم الفنية والإدارية، فكيف تحدث التنمية في غياب وسائل التكنولوجيا الحديثة، والمعلومات المطلوبة؟ لو نظرنا عن قرب إلى التنمية الثقافية في الديرة، فهي آخر «هم» حكومتنا الرشيدة ومجلس أمتنا الموقر، والمؤسسات الثقافية العامة والخاصة، فهي عنصر دخيل لا يهم الجميع. أما هجر الحياة الاستهلاكية، وإيجاد فرص عمل مهنية وحرفية للشباب بتفعيل المشاريع الصغيرة مثلاً.. فكيف يحدث هذا ولا يزال أغلبنا كمواطنين يقترض من البنوك لينفق على المواد الاستهلاكية على أمل أن تسارع الدولة لإسقاط القروض؟! *** التنمية عامة، يراد لها مواطن طموح، منتج لا مستهلك فقط، متحرك، إيجابي، وحكومة مسؤولة ذات خطط مستقبلية تنموية منهجية، متطورة سريعة التنفيذ، ومجلس أمة يعمل ليشرّع بالحق والعدل، ويراقب بعين قادرة، فاحصة، حكيمة. هذه حالنا، فكيف نساهم في خلق وتشكيل إنسان الغد، الطموح الواعي، القوي المتماسك، الذي يستطيع أن يقاوم التحديات العالمية التي تحيط به/ بنا اليوم من كل حدب وصوب، والقادر على تحقيق التعايش مع الوضع العالمي المقبل، الذي نجهل أبعاده، ومتغيراته الجغرافية والاقتصادية والسياسية وغيرها؟!

 منى الشافعي

جريدة القبس 

 

همسات على الدرب

!همسات على الدرب

***



     في لحظة تأمل ، كنت أراقب الغيوم في السماء ، أبتسم للاشجار أنصت للريح ، كانت تعصف في المكان ، شجرة عالية أوراقها خضراء تتمايل أغصانها بخفة ، مبتهجة ، مشرقة ، شجرة صغيرة تجاورها ، ملونة أوراقها ، حمراء ، صفراء ، برتقالي ، تتمايل مع الريح ، فتتساقط تلك الأوراق الملونة واحدة بعد الأخرى ، حتى بدت لي نصف عارية ، بأغصان يابسة ، اقتربت منهما ، وكأنني أسمع من بين حفيف الأوراق همساتهما ، أجبرني فضولي على الإنصات ، اقتربت أكثر .. قالت الشجرة نصف العارية لجارتها

 لماذا أنا التي تتلون أوراقي ، ثم تتيبس ، لتتتساقط من هزة ريح خفيفة ، وأفقد جمالي واخضراري في هذه الفترة ، وها أنت جارتي ، نرتوي من قطرات المطر نفسها ، وجذورنا في التربة نفسها تمتد لتتشابك ، ولا تزالين تحملين أوراقك واخضرارها والتماعها ، وطراوتها ؟! أليس هذا غريب يدعو للتساؤل ؟!

أجابتها الشجرة الباسقة :

        هذه هي الحياة يا جارتي وصديقتي وأختي ، لكل كائن في الحياة وظيفته التي

 خلق من أجلها ، وقدره ، وهذا ما يحصل لنا ، فأنا خلقت دائمة الاخضرار وهذا قدري ، ولربما وظيفتي في الحياة تتطلب ذلك ، كي أزيد باخضراري نسبة الأوكسجين في الجو لراحة الانسان وباقي الكائنات ، وايضاً لأظل شامخة أصد الرياح وأنشر الظل في المكان ، لسعادة الآخرين ، وأنت يا عزيزتي خلقت أيضاً لتزيدي المكان جمالاً في فصل الخريف ، فحين تتلون أوراقك تبدو جميلة للناظرين ، وهذه متعة البشر الذي نعيش معهم ، وظيفتنا أيضا أن نسعدهم ونبهجهم في كل حالاتنا وفي كل أوقاتنا وفي كل فترات حياتنا ، وحتى لو تساقطت أوراقك فحتى عريك يبدو جميلاً في أعينهم ، هل نسيت بأن البشر كائن ملول ، يسعى للتغيير والتبديل والتجديد في كل شيء في حياته ، والكثيرين من البشر يعشق فصل الخريف لأنه يلون أوراق الأشجار ، والبشر يعشقون الألوان ، ألم تلاحظي ألوان ملابسهم ، واشكالها ، وألوان سياراتهم ،وغيرها، ألم تلاحظي كم شخص وقف يتأملك أنت ليلتقط صورا لجمال ألوان آوراقك ، وحتى حين سكنك العري ، هناك من أخذ لك أكثر من لقطة ، ألا يشعرك كل هذا بالسعادة ؟

فجأة ، هدأ عصف الريح ، وتوقف تساقط أوراق هذه الشجرة الحزينة ، لكنها رددت

شكراً لك صديقتي العزيزة على هذه الكلمات ، فعلاً سأرضى بقدري ، هذه هي الحياة ، كي تستمر هكذا كما قلت ، وسأحب حتى حزني ، وأتعايش معه بكل محبة

أجابتها صديقتها

    سعيدة لأنك اقتنعت بقدرك ، وعرفت وظيفتك في الحياة ، ليت البشر يقتنعون  بأقدارهم  وأرزاقهم .. والأجمل يا عزيزتي ، حين يرحل الخريف عناّ ، ويأتي الشتاء ، فما أجملك حين يدثر عريك الثلج ، وتتحولين الى ملاك أبيض اللون ، يغري بجماله وبياضه الناظرين ، فحتماً سيتهافتون عليك ، ليلتقطوا لك أكثر من صورة لأنك تشبهين ببياضك الناصع الملاك ، أما أنا فلن أكون بمثل بياضك وجمالك ، لأن اللون الأخضر سيتخلل الثلوج التي تغطيني ، وهذا قدري وسأرضى به .

وقبل أن أغادر المكان ، سمعتهما يتهامسان مرة أخرى .

قالت الشجرة الخضراء :

    عزيزتي نسيت أن أخبرك ، بأن الحياة ستستمر ، وحين يأتي الربيع تسبقه تباشيره ، وتغريد بلابله ، وطيوره ، ستعودين كما كنت. وربما أحلى لأنك ستكبرين عاماً وستبدين أطول وأنضر وستكتسين الاخضرار ، وتمتلىء أغصانك بأوراق خضراء مشرقة ، ولا تغفلي روعة أزهارك الجميلة ورائحتها العطرة ، التي ستعبق في المكان ، والتي يعشقها البشر . . هل نسيت أنني أفتقد الأزهار على أغصاني ، ومع هذا راضية ودائماً فرحة ومستبشرة ، لأنني أعرف جيداً أن الاختلاف في كل حالاته جميل ورائع ، ومطلوب !

 ليت البشر يتفكرون ؟

  منى الشافعي  / أمريكا 2017 نوفمبر

 

 

إطلالة على حركة النقد الأدبي في الكويت 1992-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

إطلالة على حركة النقد الأدبي في الكويت 1992-2012

-------------------------------


       الكلمة قدستها الأديان السماوية جميعاً ، ففي القرآن الكريم " إقرأ " وفي الإنجيل " كانت في البدء كلمة ". إذن .. فالكلمة رسالة مقدسة ، ومسئولية إنسانية نبيلة ، فكل مَنْ يكتب كلمة ذات قيمة وفائدة ، بأمانة وصدق ، إنسان غير عادي ، يحق لنا شكره وتقديره ، والانحناء إلى كلمته المؤثرة .. وفي المقابل كل مَن يقرأ تلك الكلمة ويقدرها ، يحترم حروفها ، يستمتع بمعانيها ، يستوعب أبعادها ، فهو إنسان حضاري راقٍ ، مثقف ، يحق لنا أيضاً شكره واحترامه .

***

    موضوع النقد الجاد الموضوعي شائك ومعقد ، وبما أنني لست بأكاديمية ولا ناقدة ، لذا سأتحدث عن النقد ، أو أنظر إليه من منطلق كوني مبدعة .. وبالتالي اسمحولي أن أعبّر عن رأيي الخاص ووجهة نظري أولاً ثم أنتقل إلى أمور أخرى تحيط بعملية النقد عندنا .. بصراحة ما دفعني لاختيار هذا الموضوع الذي وصفته بالشائك والمعقد ، هو ذلك السؤال الموجع الذي حرك عندي الاهتمام بهذا الموضوع وإن كان من الجانب الشخصي ، والذي طرحه عليَّ أحد المهتمين بالنقد الجاد .. سألني : " هل ترين أن النقد مارس دوراً إيجابياً في تجربتك الإبداعية على مدى العقدين الأخيرين ؟! " .

   وكانت إجابتي كالتالي ولاتزال لم تتغير : " أعتقد أن النقد لم يواكب حركتي الإبداعية ، وبالتالي كان دوره سلبياً في تجربتي التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود بقليل .. وهذا لم يبطل حماسي وعشقي ، وولعي بالكتابة ، لأن برأيي أن الكتابة الإبداعية الحقيقية تفرض وجودها في ذائقة القارئ والمتلقي والمهتم .. والحمد لله أن كتاباتي أعلنت عن وجودها في عالم الإبداع ، فهناك الكثير من المقدرين والمهتمين بأعمالي الإبداعية ، وهذا ما كنت ولازلت أطمح إليه ، وهو تعلق القارئ ومحبته لأفكاري، واسلوبي وأدواتي في الكتابة التي تميزني .

       الناقد الذي تخطاني ، أعتقد لن يضيف إليَّ شيئاً ، فقد تجاوزت هذه المرحلة .. فها أنا أطور نفسي ذاتياً من عملية الاحتكاك بالزملاء النقاد على قلتهم عندنا ، ومع الزملاء من الأدباء الكبار والمبدعين، والمثقفين والكتاب ، الذين يحيطونني بكل الحب والصداقة والشفافية.. ولن أغفل بعض الأسماء التي تركت بصمة شفافة مندسة بين أعمالي الإبداعية ، وساعدتني ، وساندتني حين احتجتّ إلى التوجيه والإرشاد ، ولاتزال ، مثل الأخ والصديق د. سليمان الشطي ، والأخ الناقد د. مرسل العجمي ، والأخ الأديب سليمان الخليفي، والأخت الصديقة د. سهام الفريح ، والصديقة الشاعرة سعدية مفرح ، ولن أنسى هنا دور زوجي الأستاذ جواد النجار الذي مارس عليَّ دور القارئ والناقد في الوقت نفسه .. ولقد تعلمت الكثير من أسفاري واحتكاكي بثقافات جديدة متنوعة، وبما أنني أعشق القراءة والإطلاع ، فقد ساعدني ذلك على تخطي سلبية النقد . أما كثرة أسئلتي فحدث ولا حرج ، فأنا لا أخجل ولا أتعب من سؤال الآخرين ، عما لا أعرفه أو لا أفهمه .. فهذه العوامل مجتمعة ، وتواجدي الدائم متنقلة بين هذه الأجواء الأدبية ، الثقافية ، يكسبني دائما ثقافة جديدة ومعرفة متطورة ، وينمي شخصيتي ، ويضيف إليها ، ويربي بالضرورة ملكة الإبداع عندي .. وهكذا تجاوزت دور النقد في تجربتي الإبداعية ، وجعلت أحلامي الملونة أكثر إشراقة وبهجة ، عبر كتاباتي المتنوعة والمختلفة – قصة – رواية – مقالة – أدب رحلات – رسم تشكيلي .

       هكذا ، وفي لحظة تفكير ، رأيت أن النقد ليس وصيا شرعياً ، ولا حارساً قضائياً على أعمالي الإبداعية ، فأنا أمارس ما أكتب من خلال مساحة معقولة من الحرية ، وأختار موضوعاتي حسب رؤاي وأفكاري التي تميزني ، وبالتالي تجاوزت عقدة سلبية النقد .

       ولكن مع كل ما قلته ، لا يمنع أن يكون هناك بعض التوجيه والإرشاد والقراءة النقدية البسيطة من ناقد أكاديمي موضوعي ، لأنه – الناقد المحترف – برأيي مرآة مكبرة ، ذات أبعاد صافية واضحة ، ترى ما لا يراه الآخرون ، بنظرة شمولية واسعة ، تدرك بحرفنة جمال العمل الإبداعي وتسبر غور أسراره التي يختفي خلفها ، وتفسر هذا الجمال ، أو ذاك التأثير ، أو تلك القوة ، أو ذاك الضعف ، أو ربما نقطة غموض غير مفتعلة في النص الإبداعي ، أو غيرها من العناصر النقدية ، بطريقة موضوعية محايدة ، تعتمد على الحقائق الواضحة ، الثابتة ، المكشوفة للقارئ والمهتم بالشأن الأدبي والنقدي .

       وبالتالي ، أحترم كل من كتب عن أعمالي الأدبية ، نقداً موضوعياً جاداً أو حتى انطباعياً ، وأقدره ، شاكرة وممتنة لنبض قلمه الذي أفادني ولو قليلاً في تطوير إبداعي .

*** 

علاقة جدلية  بين النقد و الإبداع

*************

       لست هنا في هذه الورقة البسيطة ، أستعرض النقد الأدبي .. ولكن بصراحة كلمة نقد مست جرحاً لا يزال لم يلتئم في جسد الأدب الكويتي .

       بين النقد والإبداع علاقة جدلية يتم لكليهما التأثير في الآخر والتأثر به ، وأعتقد أن هناك ظاهرة لافتة للنظر الآن عندنا ، وهي غياب النقد المحلي الجاد عن متابعة هذا الزخم من الإبداع الأدبي المحلي ، فالمبدع عندنا يشكو من غياب النقد الأكاديمي البناء الذي يصاحب العملية الإبداعية ويخدمها وينميها حتى تتطور ، فيبدو أن النقد مستتر عن الساحة الأدبية ، المستمرة بفورانها ، بغض النظر عن الإبداع السلبي منها أو الإيجابي / الغث أو السمين .. وبالتالي فالنقد المحلي لا يأتي بحجم التوقعات والطموح للمبدع ، فهو يعاني فتوراً ويعيش أزمة حادة شاملة ، مع أن الحركة النقدية هي توأم الحركة الإبداعية ، ولكنها خاملة ، في مقابل الإبداع الذي هو التوأم النشط .

    ومن ناحية أخرى، فالنقد والإبداع ظواهر مرتبطة بعصرنا الحالي ، في الانحدار والتقدم ، أي بالثقافة العامة عندنا ، كما قال الناقد الانكليزي " ماثيو أرنولد ": " لا يوجد فن عظيم دون عصر عظيم ".

       ولكن ماذا يقال عن النقد الأدبي عامة ؟! يقال عن النقد الأدبي: أنه الشعور بالعمل ، أو النص الأدبي ، وبالتالي ، القدرة على تقييمه والحكم عليه ، وقراءة ما بين سطوره وتفسيره للآخرين. وبعبارة أخرى، هو إدراك فكري للنص الأدبي ، وهذا بدوره صوت الكاتب الذي يريد أن ينقله للقارئ .. والنقد أيضاَ كشف لأنواع الجمال السرية والحقائق المستترة التي ينطوي عليها النص ، حتى يفهمه القارئ الذي هو أقل قدرة على الإدراك .

       هناك ، من يتساءل ، هل النقد أدب أم مظهر أدبي ، هل هو تفسير وشرح للعمل الأدبي ، أم تشريح له .. هل هو تحليل للعناصر الجوهرية في العمل الأدبي ، أم تفسير لها ؟

       وهناك مَنْ يجيب بأن النقد نشاط إبداعي مثلة مثل الأدب ، والأدب تركيبي أما النقد فهو إبداع تحليلي .

       وهناك من يوضح فيقول : حين يتحدث النقد عن العمل الأدبي لا يعني الحديث عن سلبيات العمل وإيجابياته ؛ أي محاسنه ومساوئه من خلال حكم مسبق تأثري دون منهج وقواعد نقدية . فالنقد له منهجية واضحة ومعروفة ، مدروسة ، لها أدواتها . لقد تطورت حركة النقد الأدبي ودخلت مراحل متعددة غير تقليدية ناجحة ومؤثرة وذلك استجابة لمتغيرات عصرنا . ولأن الإبداع الأدبي من قصة وشعر ورواية ومسرح ، سبق النقد ودخل مراحل التطور ومحاولات التجديد ، ولا يزال ، بالتالي أخذ النقد أكثر من إتجاه وأكثر من مذهب وأكثر من مدرسة ، وهنا يستخدم الناقد الذكي المثقف الأكاديمي أدواته الخاصة به مدفوعاً بذائقته الأدبية حسب منهجية وأسس علمية يراها مناسبة ، لمكانه وزمانه ، ليحقق بالتالي الهدف المطلوب من مشروعه النقدي . ولكل ناقد نظرته الفنية والتقديرية ، لذلك أحيانا تتعدد الآراء النقدية أو التأويلات في النص الواحد حسب رؤية الناقد وذائقته الأدبية والنفسية وربما حتى علاقته بالمكان . والأهم على الناقد أن يبيّن ليس كيف كُتِبَ هذا النص الأدبي ، ولكن ماذا يريد أن يقول هذا النص للقارئ والمتلقي .

       يقول جورج واتسون : " ... النقد ليس حبائل شك ، ولا هو مصدر للوهم ، بل هو أدب خلاق . يستوحى مضمونه من التجربة الأدبية ذاتها ، الشعرية والنثرية ".

       أما الفرنسيون بالذات فقد صوروا النقد بأنه الكلام الأكثر ثرثرة حول نص أدبي ما ، لأنهم افترضوا أن هناك معنى صامتاً يرقد في ذلك النص الأدبي ، وأن النقد سوف يعطيه كلاما ليعبّر عما بين سطوره من صمت .

       أما النقد الحديث فقد تأثر بأكثر التيارات الفكرية الحديثة ، والتي منها، الوجودية ، البنيوية ، التحليلية الاجتماعية والنفسية ، وغيرها من الطرق الحديثة المتباينة ، ليوازي حركة الأدب الحديث ؛ حيث تطور كثيرا وخاصة في القرن الماضي ، حتى أطلق على القرن العشرين قرن النقد .

       وقد اهتمت تلك المدارس الحديثة بإبراز كل ما يمكن أن يعبّر عنه النص من تحليل اللاشعور، والتحليل الاجتماعي الإنساني ، وقد اتسعت آفاق النقاد وتغيرت مناهجهم ودخلت الفلسفة ، والميتافيزيقا ، والأنثروبولوجيا ، في الدراسات النقدية للنص الأدبي هدفها استخلاص الحقائق من ذلك النص ، وليس فقط التركيز على قيمته الأدبية من حيث الرفض أو القبول ، وبذلك اختلفت في نظرتها للنقد عن المدارس الكلاسيكية القديمة .

       فعلى النقد أن يشكل وجهاً جديداً من وجوه علاقة ربط التجربة الأدبية بأبعادها المرئية وغير المرئية برموزها المكشوفة المباشرة والمختفية ، وذلك بتحليل علمي موضوعي أكاديمي ، كما يبيّن قوة تفاعلها مع أحداث عصرها ثقافيا وحضارياً ، لأن المبدع دائما يعيش مع كتاباته جو الحلم .. أما الناقد فدائماَ يجب أن يكون واعياً متحفزاً لما يكتب .. وبرأيي يظل ما يكتبه المبدع ناقصاً بانتظار الناقد حتى يكشف  في النص ما لا يمكن أن يراه حتى الكاتب / المبدع نفسه في كتاباته .

       إنني رغم قلة خبرتي ، أعتبر النقد هو الغوص في أعماق النص المكتوب واستخلاص ما خفى منه – البعد الثاني – بغض النظر إن كان هذا ما يقصده الكاتب أم لا ، فإنها مهمة الناقد الموهوب أن يوضح حتى ولو الحد الأدنى مما يطمح الكاتب لوصوله إلى القارئ والمتلقي والمهتم . فالأدب لا يتطور إلا بوجود نقد جاد موضوعي يضاهيه إبداعياً . وبالتالي ففي غياب النقد الجاد تكون الصورة للعمل الأدبي ناقصة أو مهزوزة أو مهمشة إن جازت التعابير .

       أما الناقد فعليه أن يظهر رغبة صادقة ومحايدة عند إعداد دراسته النقدية للنصوص الأدبية وأن يتبع معايير النقد الصحيح الجادة / العلمية / متجرداً من تأثير علاقاته الشخصية ، والعاطفية ، والذاتية ، لأن النقد من أكثر فعاليات الأدب نبلاً وسمواً .

آراء متباينة

****

       وبما أنه لا توجد حدود في الحياة ، بالتالي أعتقد ، لا توجد حدود في النقد الأدبي ، لأن النقد ذائقة جميلة راقية متطورة مع تطور الحياة ، كما ويعتبر بحد ذاته عملية إبداعية أيضاً .

       وإزاء هذه الظاهرة وهي، أن النقد عندنا يعاني فتوراً ، ويعيش أزمة حادة .. تساءلت ما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة .. هل هي في انحسار الساحة أمام النقاد ؟ أم في غياب الإبداع الجاد ؟ أم في عدم وجود نقاد متخصصين منصرفين للنقد فقط ؟!

       وحول هذا الموضوع ، حاولت البحث والسؤال فكانت هذه بعض الآراء المتباينة التي استخلصتها من مجمل حواري مع بعض المبدعين الزملاء في أوقات مختلفة سابقة .

       تقول الأديبة ليلى محمد صالح : رغم التوسع والغزارة في الانتاج الإبداعي في الشعر والقصة والرواية على مستوى الكويت والوطن العربي ، نلاحظ قلة وندرة الدراسات النقدية الجادة .. وبعض النقاد المتميزين يستخدمون لغة مقعرة ومصطلحات تحول الكتابة إلى شكل معقد من التعبير يشكل لنا نحن المتلقين نوعا من الإرباك ويجعل حاجزا عميقا بين القارىء العادي والنقد العربي الحديث .

      فقد عبّر الروائي طالب الرفاعي عن رأيه حول النقد في الساحة المحلية بقوله : " إن النقد المتخصص الجاد متأخر عن حركة الإبداع ، علما بأن هناك أسماء كويتية فرضت وجودها كنقاد على الساحة المحلية والعربية مثل د. سليمان الشطي ود. مرسل العجمي .

       أما الأديب حمد الحمد فاعترف بأن أعماله لم تحظ بالنقد الذي يتوقعه المبدع ، ولكن هناك جهود فردية قامت بدراسة بعض أعماله .. منهم د. سليمان الشطي والذي يقول عنه أنه من رواد النقد في منطقة الخليج بل في العالم العربي/ كما يذكر الزميل حمد أن د. نزار العاني قدم دراسة شاملة لأعماله ، كذلك أ. نذير جعفر .. ويضيف بقوله .. يسعد المبدع أن يجد نقداً أكاديمياً لأعماله لأنه سيكتشف مكامن القوة والضعف في أعماله .. والناقد الواعي كالطبيب يجب أن يتعامل مع المبدع بصدق وإخلاص حتى يستطيع أن يرتقي بأعماله القادمة .

       يقول د. سليمان الشطي في إحدى مقابلاته الصحفية : " لست ناقداً ، ودائماً ألح على هذه النقطة . فالناقد له رؤية وتصور جمالي بينما أنا دارس أحاول أن أسد ثغرة بحكم وجودي بالجامعة كأستاذ بها " ويضيف : " ومن خلال الواجب الملقى على عاتقي تقدمت باحثاً .. وظفت حسي الجمالي ، وثقافتي المحدودة لفهم النصوص وقراءتها ، لذلك أعتبر نفسي قارئاً للنصوص الأدبية ، ولست ناقداً متفلسفاً يطبق نظريات نقدية ، وليس كل أديب ناقد .. فالناقد يشترط أن يكون عالماً أو على دراية بالمناهج النقدية المختلفة والفن الذي يتناوله ، وذو خبرة وصاحب ذوق جمالي ومنهجية عقلية ، ومعرفة تساعده على استحضار وفك مغاليق النصوص الأدبية " .

       برأيي أن د. سليمان الشطي بحكم خبرته الإبداعية المتميزة ، والأكاديمية والعلمية ، يعتبر ناقدا موضوعياً جاداً حتى وإن نفى هذه الصفة عنه ، لأنني شخصياً استفدت كثيراً من توجيهاته الأدبية ، وإن كانت عبارة واحدة أو حتى كلمة يتيمة ، في تطوير إبداعي .. وهذا يفسر أن للنقد الجاد وظيفة تطوير الأدب عند المبدع .

       أما الناقد د. مرسل العجمي فله رأي صريح حول موضوع النقد ، فقط لاحظ حسب قوله أن كثيرا من النقد الأكاديمي ينطلق من موقف استعلائي للناقد ينظر من خلاله إلى الإبداع الكويتي بصورة مسبقة على أنه إبداع غير ناضج ويجعل هذا الناقد من نفسه أستاذا يوجه النصائح والتعليمات إلى المبدع . أما عن كتابته الشخصية في النقد فقد صرح بأنه متحفظ في الكتابة عن الإبداع الكويتي المعاصر – الذي يكتب الآن .. مؤكداَ أن سبب خشيته من أن " تزعّل " كتاباته النقدية بعض المبدعين أو أن تفسر على أنها نوع من المجاملة لبعض المبدعين . ويضيف : حتى يخرج الناقد من هذا المأزق يجب عليه أن يقدم قراءة شخصية معلومة بطبيعة الحال بمناهج نقدية وذائقة قرائية متميزة .. وهذه القراءة تتعامل مع النص فقط ولا يهمها من الأمور التي تقع خارج النص أي شيء على الأطلاق.

       للعلم  فالدكتور مرسل العجمي حاصل على جائزة المبدعين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، الرياض 2012 في مجال الدراسات الأدبية والنقدية .. كما حصل هذا العام 2013 على جائزة الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية عن عمله " السرديات" مقدمة نظرية ومقتربات تطبيقية .

       د. حصة الرفاعي لها رأي آخر حول النقد والإبداع فقد أشارت بقولها : إن المساحة المتاحة أمام الناقد محدودة ، لأن الناقد في عالمنا الثالث لا يستطيع التعبير بحرية كاملة عن رأيه في الإبداع لأسباب ربما تكون سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية ، كما أن الإبداع الجاد شبه غائب عن الساحة للأسباب المذكور آنفاً ، إذ أن حرية التعبير بمعناها المفهوم لدى الثقافات الأخرى ، شبه معدومة ، لأن حرية التعبير ترتبط بالتكوين النفسي للمبدع وتشكل علاقة بين المتلقي الذي لا يختلف عنه كثيراً في ثقافته النفسية ومحيطه الاجتماعي وواقعه الذي يفرض عليه التزامات قسرية تجاه الحياة من حوله ، أما عملية غياب الناقد المتخصص فهي ظاهرة متواجدة في الساحة الثقافية التي تفتقر إلى من يرتقي بقدراته النقدية بالمستوى الإبداعي المطلوب للارتقاء بالفن والأدب من خلال رؤى نقدية صادقة وجادة ومحايدة ترتكز على التذوق المعياري للفن والموضوعية في التعامل مع النصوص المطروحة في الساحة الأدبية .

       د. نسيمة الغيث ، أكدت على أن غياب الناقد المتخصص وغياب الإبداع الجاد من أسباب ظاهرة غياب النقد الموضوعي الأكاديمي ، وأضافت بقولها : ليس في كل مرة يكون الإبداع جاداً وليس في كل مرة أيضاً يكون الناقد متخصصاً.

       د. عباس الحداد في إحدى مقابلاته الصحافية يقول: أن النشاط النقدي يتم بأشكال وأنماط مختلفة وليس محصورا في الكتابة الورقية ، واعتبر أن ما يقدم في الندوات والأمسيات والنقاشات التي تجري في الملتقيات الثقافية حراكاً نقدياً مهماً إلى جانب ما ينشر في مجلتي البيان والعربي من قراءات نقدية لبعض الأعمال الكويتية .. ويضيف : ندرة الأعمال النقدية مرتبطة بمفهوم النقد تاريخياً ، فالنقد هو المشروعية التي تفضي إلى الحقيقة ، وصار الناقد منبوذاً لأنه يكشف عورة وأعوار النصوص بما لا يطيق المبدع ، فنشأت علاقة متوترة ما بين الناقد والمبدع عبر الزمن أفضت مع الوقت إلى تخفيف وطأة الناقد ليصبح نقده قراءة ، ونصه إبداعا متخففاً ومختفياً وراءهما عن إطلاق الحكم بالتقويم أو بالتقييم . هذا فضلاً عن غياب النظرية النقدية العربية التي تنبع من البيئة العربية وطبيعة نصوصها وخصائصها اللغوية ، مما جعل الحركة النقدية لدينا تلهث وراء الحركة النقدية الأوروبية ، وصارت الرطانة النقدية هي الفجوة القائمة بين المبدع والناقد .. وأحسب أن النفور القائم بين المبدع والناقد هو من أهم السلبيات التي تكتنف الحراك النقدي في الكويت اليوم . وذلك وعياً من الأجيال الشبابية بضرورة قتل الأدب دون الوعي بالكيفية التي يتم فيها قتله وتجاوزه أدبياً وإبداعياً. 

       أما أنا فأرى أن الأدب الكويتي عامة عانى من عدم الالتفات إليه كثيراً من عملية النقد الموضوعي بمفهومه العلمي ، وهكذا أصبح النقد لا يواكب النمو الإبداعي المتزايد ، وكأنه غير موجود ، وهذا أيضاً لا يعني بعدميته ، فمجرد ذكره أو التفكير به ، هو شيء جيد ، بل هناك في الساحة الأدبية الكويتية ، وإن كانوا قلة ، رموز النقد الجادون اللذين يعود إليهم الفضل في إبراز أسماء لمبدعين متميزين .. وهؤلاء مسؤولياتهم كبيرة ومتشعبة لا تفي بما تفرزه الساحة الأدبية .. لذلك يبقى المبدع عندنا يعاني من ندرة النقد الجاد .

       وحتى يكون النقد فاعلاً ويسهم ويفي بالغرض يجب أن يوازي الحركة الإبداعية وذلك بخلق كم أكبر من النقاد العلميين ، الأكاديميين ، الموهوبين والمحايدين ، وهنا تكمن الصعوبة وتعقد التمنيات والآمال.

       كلمة حق نقولها ، أن هناك أقلاماً كويتية وعربية فرضت نفسها على الساحة الأدبية المحلية أذكر منها أ. د. سليمان الشطي ، ود. مرسل العحجمي ، الأستاذ فهد الهندال ، د. فايز الداية ، أ. نذير جعفر ، د. نزار العاني .. وغيرها .

 

نقادنا كتاب صحافيون

******

       لن نغفل هنا دور وسائل الإعلام المتنوعة عندنا وخاصة المقروءة/ الورقية أي النقد الصحفي الإنطباعي الذي تهتم به صفحات الجرائد الثقافية ، التي وإن سلطت بعض الضوء على أحد المؤلفات أو الإصدارات أو الأعمال الأدبية لأي مبدع كان ، فإما يكون ضوءاً خافتاً لا يُرى بالعين المجردة ، أو شبه مختفياً ، مستحياً من الظهور العلني . لأن أغلب تلك المؤسسات الإعلامية مثقلة بالمحسوبيات والواسطات وما شاكلها .. ناهيك من إهمال المجتمع عامة للقيمة الإبداعية ، فلا تقدير ولا قارئ ولا متابع ولا مهتم إلا من قلة قليلة لا تشبع جوع المبدع ولا تروي عطشه ، للشكر والتقدير .. وهكذا أصبح النقد الصحفي / الانطباعي هو الطاغي على النقد الأدبي الجاد.

       وفي المقابل ، وما يقلق ، أن المبدع الشاب يحتاج إلى النقد ليوجهه لاستمرارية مسيرته الإبداعية ، ولكنه ترك يتخبط في الساحة الأدبية ، حائراً .. وبالتالي كثر الإنتاج شبه الرديء ، حتى أن الأديبة ليلى العثمان حجبت هذا العام (2013) جائزتها لأنها لم تجد إبداعياً يوازي قيمة ( جائزة ليلى العثمان ) المعنوية .. فلو كان النقد حاضراً ، كما الإبداع لما تكوم هذا الكم من الغث في الساحة الأدبية .. وهذا شيء مقلق ومحزن ومؤلم .

       كنت أتمنى على رابطة الأدباء الكويتيين والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، أو أي مؤسسة ثقافية أخرى عامة أو خاصة ، تتولى الحركة النقدية وتشعلها إن جاز التعبير .. بمعنى تستكتب النقاد القادرين ، المتخصصين ، للتعريف بالإبداع الكويتي المتنوع ، وذلك حسب جدول زمني وآلية يتفق عليها . وهنا على المبدع أن يتقبل النقد بروح رياضية لأنه بالتالي يصب في مصلحته ومصلحة إبداعه ، حتى يستطيع أن يطوره . ما طرحته ليس الحل السحري ، لكنه أحد الحلول التي تبعث الروح في الحراك النقدي الغافي .!

عذراً .. يبدو أن النقد حقاً ،عنصرا شائكا  ومعقدا  فكيف هو نقد النقد ؟!

********

الأديبة منى الشافعي

رابطة الأدباء

 11  مارس 2013

الورقة المقدمة الى الندوة الأدبية/ جامعة الخليج / الكويت