برنسيس إيكاروس

Friday, May 23, 2014

التغيير واجب وطني





منى الشافعي

التغيير واجب وطني

أمامنا تحديات عالمية نجهل أبعادها، ولسنا بمعزل عنها، فهل نستطيع مقاومتها؟

                                        ************

    بصراحة، هموم المواطن الشريف الملتزم أصبحت ثقيلة، فقد أعاقت حركته اليومية. زادها ثقلاً ضغوط الحياة المتنوعة وتراكمها، والأنكى الحياة السياسية، التي بدل ان تنفرج، تعقَّدت وازدادت غموضا، فمن البرلمان الموقر الى الحكومة الرشيدة، مرورا بالمعارضة قديمها وجديدها. أما الإشاعات التي ملأ دويّها الديرة، فحدّث ولا حرج، أشكال وألوان، وبالتالي اختنق هذا المواطن بين هذه الفوضى، حتى أصبحت حياته اليومية صعبة الهضم

    فمتى تنقضي هذه الحالة الضبابية المستمرة كمسلسل أميركي لن ينتهي، حتى تستطيع الديرة الجميلة الخروج من هذا النفق المعتم اللا محدود؟!

***

   كلنا.. نطمح إلى الاهتمام بالأوضاع السكنية وتوفير سكن عمودي-أفقي، بعيد-قريب.. بمدينة جديدة، بضاحية نائية.. لا فرق.. الأهم سكن مريح ولائق للأسرة الشابة

    كلنا.. نطمح إلى تطوير وتحديث وتغيير مناهج التعليم التي باتت مهترئة، تجريبية، لا تواكب عصر التكنولوجيا المتطورة، ولا طموح المواطن.

كلنا.. نطمح إلى تفعيل التنمية الصحية بكل صورها الحديثة والمتطورة، خاصة التعجيل في مشروع التأمين الصحي للمواطن، الذي أصبح كعين عذاري

 

***

   لن نتحدث هنا عن الحالة الأمنية، وتلك الجرائم الغريبة العجيبة، التي أخذت تظهر فجأة في الديرة

   ولن نشير إلى أنواع الفساد الإداري والمالي، ولا إلى فساد المواد الغذائية.. والأنكى والأمرّ أن الفساد وصل الى الغش في الادوية بشهادة وزارة الصحة صاحبة الشأن

    ولن نتحدث عن المواطن السلبي الاستهلاكي، وعدم تحمّله مسؤولياته وانضباطه في العمل، فأين طموحه؟ وأين إنتاجه؟ وأين إيجابياته تجاه عملية الاصلاح والتغيير والتعديل في الديرة؟

***

يا حكومة، يا مجلس، يا مواطن.. أمامنا تحديات عالمية، نجهل أبعادها، ولسنا بمعزل عنها. فهل نستطيع أن نقاومها، ونواجهها، ونحن في هذه الحالة؟

علينا أن نتغيّر ونتبدّل، ولنبدأ بأنفسنا، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم"ْ

منى الشافعي

القبس في 23 مايو 2014

m_alshafei@hotmail.com

 

التأمُّل




كتبت منى الشافعي

التأمُّل
***

اسلوبه بسيط جدّاً يحتاج ان ترسم، تخلق، صورة جميلة مريحة في عقلك

**********

أتعبت أهل الديرة تلك الضغوط الحياتية اليومية المعقّدة، والأنكى أنها لا تزال مستمرة منذ أكثر من عقدين في الديرة، ناهيك عن الأحداث الإقليمية والمتغيّرات العالمية، والصراعات الدولية المختلفة، التي تحيط بنا من كل صوب، لتنتج في النهاية الفوضى الخلاقة / الخنّاقة، التي تكاد تخنقنا بانعكاساتها السلبية على الحياة اليومية!

وحتى لا نصاب بالإحباط والأمراض النفسية، التفتنا الى ممارسة رياضة التأمل الروحية (اليوغا) التي تساعد في القضاء على تلك الضغوط اللئيمة. وأسلوب التأمل بسيط جدّاً يحتاج ان ترسم، تخلق، صورة جميلة مريحة في عقلك لشيء معين، ثم تغمض عينيك وتركز عليه لمدة 15 دقيقة، وبعد ان تنتهي طقوس التأمل سترتاح نفسياً، والأهم ستستطيع التعامل مع أحداث يومك بطاقة إيجابية.

***

هذه بعض النماذج لصور جميلة، نتمنى ان تمنحك طاقة إيجابية تساعدك على ثقل هموم يومك.

تغمض عينيك وتتأمل إحدى ضواحي الديرة السكنية الجميلة، على ان تركز على خصوصيتها وتكاملها كضاحية سكنية نموذجية، تريح المواطن وتلبي جميع احتياجاته الحياتية.

فقط نصيحة، ابتعد عن ضاحية الجابرية التي أصبحت منطقة استثمارية، تجارية، دبلوماسية، تعليمية، طبية، رياضية، عالم الطعام - مطاعم ومقاه - صالونات تجميل بالعشرات، وغيرها.. ينقصها مطار حديث لتصبح «مدينة الجابرية» من دون منازع.

تغمض عينيك وتختار وزارة، مؤسسة حكومية نموذجية، إن وُجدت. تتأمل الموظفين المنتجين الطموحين الخلاقين، يتحملون المسؤولية ويعملون بحركة إيجابية من دون ملل او كلل.. لا إجازات طبية مزورة، ولا غياب من دون عذر، ولا فساد مالي وإداري، ولا غير ذلك.

تغمض عينيك وتختار جامعة الشدادية - صباح افتتاحها بعد قَرن إن شاء الله - تتأمل فصولها العلمية المختلطة، ومبانيها الجامعية المتكاملة، اما طلبتها فمتحفزون للعلم والمعرفة والخلق والإبداع، واما اعضاء هيئة التدريس فاهتمامهم يتمحور حول البحوث العلمية.

تغمض عينيك وتختار مركزا ثقافيا ضخما - بالحلم - يضم أكثر من مسرح بمواصفات عالمية: قاعات كبيرة متعددة المناسبات، مبان عصرية لجميع جمعيات النفع العام، متاحف مختلفة، مكتبات متخصصة، قرى تراثية.. وحين تتأمل هذا الصرح الثقافي المتكامل ستبتهج حين ترى أنشطة مهرجان القرين الثقافي وفعالياته الثقافية، وهي تقام في هذا المركز.

هناك الكثير من هذه التأملات في الديرة، ولكن بعد ان تفتح عينيك، من كل هذه النماذج، التأملات ستصطدم بــ... بماذا؟!.. نعتقد أن كل مواطن ليس بعيداً عن واقع ديرتنا الجميلة.

القبس 23 أبريل 2014

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

الكويتيون الأقل تبسماً في العالم... لماذا؟





كتبت منى الشافعي


الكويتيون الأقل تبسماً في العالم... لماذا؟

**********

الابتسامة غذاء الروح وبهجة النفس وتبعث على التفاؤل والأمل.صافحتنا جريدة القبس أخيراً بخبر مؤسف، محزن، مفاده أن تحليلاً أُجري من شركة جيت باك، لما يزيد على 50 مليون صورة على موقع الانستغرام في 6 آلاف مدينة حول العالم، للحصول على تصنيف لأسعد البلدان على وجه الأرض.. المزعج أن التحليل يقول: «إن ابتسامة الكويتيين لم تكن كافية عبر صورهم التي يرفعونها على موقع انستغرام الاجتماعي، رغم شعبيته الكبيرة بين أوساطهم. إذ جاءت الكويت في المرتبة الأخيرة عربياً، وفي المركز الــ 122 عالمياً.. ولم تحصل ابتسامات الكويتيين سوى على 9.7 نقاط من اصل 100 نقطة»

***

نعتذر - ككويتيين - إلى العالم، لأننا أقل تبسماً بينهم. مع أننا على يقين أن الابتسامة من اجمل الظواهر الحضارية. ونعرف جيداً ان التبسم في وجه اخيك صدقة. وان الابتسامة حركة سهلة بسيطة لا تكلف شيئاً، بينما لها فعل السحر - السحر الحلال كما يقال. وهي غذاء الروح وبهجة للنفس، وتبعث على التفاؤل والامل في القلوب. والاجمل انها هبة ربانية، وآية من آيات الخالق عز وجلّ خص بها الإنسان. ولن نغفل ان حياتنا في هذه الأيام الضبابية، ممتلئة بالمزعجات والمنغصات، عدا الهموم اليومية والضغوط النفسية، وبالتالي نحتاج بقوة الى ان نتوسل الابتسامة كي تمنحنا بعض الراحة، وتعيد لأنفسنا توازنها. ومع هذا لنا أسبابنا، فاعذرونا. فكل الكويتيين حين تلتقط صورهم يتشتت تفكيرهم، ويذهب الى حالة الفساد ان لم تكن ظاهرة، التي استشرت في الديرة بكل صورها حتى طالت الاخضر واليابس، والى تردي التعليم، وعدم الاهتمام بالرعاية الصحية، وحالة العلاج في الخارج، ومشكلة الإسكان، التي طالت فتمددت الى ما لا نهاية، والانفلات الامني الداخلي، وآفة الواسطة، وغيرها. لهذه الأسباب تهرب، لتختفي ابتسامة الكويتيين من وجوههم.

***

ولكن، نعدكم يا شركة جيت باك، لن تستمر طويلاً وجوهنا بهذا الانطفاء. انتظرونا في التحليل القادم وستجدون صورنا ليس فقط تبتسم إنما تضحك وتقهقه. ذلك لأن حكومتنا الرشيدة وعدتنا - ووعد الحر دين عليه - أنها ستحلّ مشكلة الإسكان بأقرب وقت وستبني 100 ألف وحدة سكنية في السنوات القليلة القادمة. وستطور التعليم بدءاً بمناهجه، وستهتم بالطفولة وقضايا الشباب الواعد. وحتماً ستهتم بالرعاية الصحية كي تفي بحاجة المواطنين والمقيمين. وستطرح برنامج/نظام التأمين الصحي قريباً، خاصة للمتقاعدين. أما الانفلات الأمني وحيازة السلاح من دون ترخيص، فقد بدأت وزارة الداخلية مشكورة في الآونة الأخيرة بالسيطرة على هذا الجانب الأمني.

وحين يتحقق كل هذا للمواطن الكويتي، وتلتفت الحكومة الرشيدة الى شمولية التنمية، وتحريك عجلتها الراكدة، التي تشمل جميع مناحي الحياة.. نعدكم للمرة الثانية يا شركة جيت باك.. ستشرق الابتسامة.

 

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

القبس 7 أبريل2014

ذكراك لا تعرف الانتهاء يا أبا قتيبة




 

    كتبت منى الشافعي  

ذكراك لا تعرف الانتهاء يا أبا قتيبة
  *******

عزاؤنا يا د. احمد انك باق في كل ما حققته من انجازات في مسيرتك الانسانية

كان يوم فقدك من أصعب الأيام إيلاماً على نفسي.. فقد رحلت باكراً يا د. أحمد الربعي، تركت الوجع في قلوب محبيك، دمعة في عيون الكويت الجميلة

أعرف جيدا أنك تحبنا، وتعشق جميلتك الكويت، ولم تفارقنا طوعا.. لكن، إنا لله وإنا إليه راجعون.. يعزّ عليَّ فراقك يا أبا قتيبة، خاصة حين أفتح جريدة القبس صباح الاربعاء، ولا تصافحني «أربعائيات».

اليوم الاربعاء 5 مارس، يوم ذكرى فقدك السادسة، حين فتحت جريدة القبس كعادتي الصباحية، تمنيت أن تصافحني أربعائياتك الوجدانية، ولكن صافحتني مقالتي - مرثيتي.. إنها المفارقة الموجعة.

***

لم أكن أعرف لغة الرثاء حتى بكيتك. عزاؤنا يا د. أحمد أنك باقٍ في كل ما حققته من إنجازات في مسيرتك الإنسانية. فأنت حي في قلوب أهلك ومحبيك. ها هو كتاب «أربعائيات» يستريح بثقة على مكتبي، وكلما طافت ذكراك العطرة بخاطري، تجدني أقلب صفحاته، أقرأك، لعل القراءة ترد دمعة القدر. وهذا ما جذبني اليوم لأقرأه من كتاب الأربعائيات.

«الناس تجمعهم الضحكة والدمعة، كل الأمم تضحك وتفرح عندما تجد فرصة لذلك، وكل الأمم تحزن وتبكي عندما تلتقي المأساة!!.. الدمع والضحك مؤشران كبيران على وحدة الجنس البشري، مثلما الموت والولادة شاهدان كبيران على وحدة الإنسان، ومثلما الرحلة القصيرة بين صرخة الولادة وشهقة الموت تستحق منا عناء المحبة ووحدة الإنسان!».

***

أما عمودك اليومي «بالمقلوب» الذي يعزز فكرك الثري، ويشي بحسك الوطني، ويعمق رؤاك البعيدة التي كررتها، وكررتها، ها نحن اليوم نعيش أوجاعها التي تراكمت على الديرة ثقيلة، ضبابية، مزعجة، حقاً نحتاج وجودك يا أبا قتيبة هذه الأيام، نحتاج تفاؤلك حين كنت تردد دائماً في كل المناسبات، «الكويت جميلة.. تفاؤلوا»، انها تعويذتك التي حملناها في قلوبنا، فحبيبتنا الكويت تستاهل ان تظل/ تبقى جميلة.

يا د. أحمد الربعي، أنت الاخ الصديق الذي لا يكرره القدر إلا نادراً، ولن تغيب ذكراه عن الديرة أبداً، يرحمك الله بواسع رحمته، ويغمد روحك جنات النعيم.

 منى الشافعي

القبس 5 مارس 2014

m-alshafei@hotmail.com



تحية إلى الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني




كتبت منى الشافعي

تحية إلى الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني

الكويت ستظل نبعاً للعطاء للجميع وبتجرد، وهذا ما يميزها

*************************************

«مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله»

لفتة جميلة وهدية تقطر محبة للكويت وأهلها، معبأة بالشكر والامتنان، من الأخت الكاتبة الاماراتية الرائعة، أسماء الزرعوني، التي سكبت محبتها على بياض ورق جريدة الرؤية الإماراتية، عبر مقالة تحمل عنوان «نحبك يا كويت» في 2 مارس 2014

***

تقول الزرعوني «الكويت حاضرة.. هنا في الإمارات.. في قلوبنا وفي أحيائنا وشوارعنا.. رسم اسم الكويت ومعالم الكويت في أجمل الميادين التي تتوسط قلب مدينة الشارقة»

وتضيف: «هي حكايتنا مع الكويت، ومع هذا الحب الذي يسكن قلوبنا وصلة الدم التي تربطنا، فليس بغريب إن احتفل أبناء زايد مع أهلهم باليوم الوطني لدولة الكويت.. احتفلنا وكأننا نحتفل بالإمارات».

وفي موقع آخر تقول: «شعور الفرح أحيانا أكبر من الكلمات.. ويصعب على المرء أن يصف حبه، وهكذا شعوري وأنا أحاول أن أعبر عن حبي للكويت من خلال كلماتي».

لقد هزتني، واستوقفتني طويلاً عبارتها الأجمل، التي رسمت ابتسامة الفخر والاعتزاز لديرتي الكويت، حيث تقول: «كانت الكويت عوناً لكل دول الخليج، فكان الوفاء أكبر برد هذا الجميل».

***

وهناك سلسلة جميلة، شفافة من المشاعر الطيبة، والأحاسيس الرقيقة من مفردات المحبة الصادقة، وجمل المودة والاخاء التي تزين مقالة الزرعوني، التي استفزتني للكتابة، حيث احسست بروعتها الانسانية، وشعرت بقيمتها الاخوية التي لا تقدر بثمن ولا بكلماتي البسيطة من الشكر والعرفان ولا بغيرها.. حتى أننا - ككويتيين - نخجل ان نقول شكراً أسماء الزرعوني، لأن الشكر قليل.

لم تكن مجرد مقالة، إنها رسالة حب ووفاء وعرفان، وتعزيز وتأصيل، وتعميق لأواصر التقارب والتعاون لدول الخليج، عبَر تلك المفردات التي أشعرتني أنها تنبع من قلب إماراتي محب وصادق.. بل من كل شعب الإمارات الغالي علينا.. تلك الكلمات أسعدتنا وأفرحتنا وملأتنا فخرا واعتزازا بخليجنا، فخليجنا واحد، ومصيرنا واحد.

***

نعم يا أخت أسماء، كانت الكويت ولاتزال ولن تتوقف نبعا للعطاء والمساعدة، تمد يدها برغبة أخوية - إنسانية صادقة، ووفاء عميق، لكل من يحتاج الى مساعدة، بدءا بدول الخليج، وانتهاء بشعوب العالم الأخرى، مرورا بالدول العربية، متجردة من أنانية الذات.. إنه وجه الكويت المشرق الذي سيظّل يميزها، لنعتز ونفخر به كشعب كويتي عربي إنساني.

***

ان ننس يا أختي أسماء، فلن ننسى تلك الفترة الصعبة، التي عاشها أهل الإمارات معنا خلال محنتنا القاسية مع الغزو العراقي عام 1990.. فقد احتوتنا الإمارات بكل أوجاعنا وآلامنا، ففتح لنا أهلها القلوب ملجأً ومأمناً، قبل ان يشرعوا أبواب بيوتهم مسكنا لنا.. فهل ننسى مواقفهم النبيلة؟!

تحية من الكويت وأهلها الى الكاتبة الزرعوني وتحية مضاعفة الى الإمارات الغالية، ولن ننسى هنا ان نحيي قلم الرصاص، الذي ساعد أسماء على تأكيد محبتها للكويت وأهلها.. حيث تقول أسماء معتزة بقلمها الرصاص: «.. فلله الحمد لا يبحر قلمي إلاّ لمصلحة مجتمعي ووطني، وهذا قليل تجاه وطني».

القبس 23 مارس 2014

 

السعادة 2





كتبت منى الشافعي 

السعادة 2

***

شعور داخلي وإحساس وجداني، وأمر نسبي

**********************************

   لنعرج على بعض تفاصيل حياتنا اليومية التي يبدو اننا نسيناها، ولنهرب قليلاً من بين كل هذه الفوضى اللئيمة التي لا تزال تزحف ببشاعة لتطال الأخضر واليابس في عالمنا العربي، الذي كان مرتاحاً باخضراره، قبل ان تسكننا هموم السياسة ومشاحناتها، والازمات الاقتصادية المتكررة، وكل هذه الصراعات العرقية والطائفية، والأنكى والأدهى الحروب العدمية، وغيرها من منغصات الحياة.

***

   السعادة هي العنصر الأهم في حياة البشر، ومن اجمل تفاصيل الحياة، فتجد الكل يلهث للحصول عليها، فكلما يخلو الانسان الى نفسه، ويسترجع تفاصيل حياته واحداث يومه، يتساءل: «هل أنا سعيد؟» لذا يجب ان نعرف كبشر، ما السعادة وكيف نلتقيها؟

***

   يقال ان السعادة هي شعور بالبهجة والمتعة، وانها احساس لذيذ بالقناعة والرضا، ويقال انها الشعور بالراحة النفسية، وهناك من يجدها في المال والغنى، واخر يعتبرها في الجاه والوجاهة والشهرة، والقلة تقيسها بالصحة والعافية.

    أما أنا فمع الاديبة الفرنسية «جورج ساند» التي تقول: «هناك سعادة واحدة فقط في العالم، ان تُحِبْ وأن تكون محبوباً»، بينما عالم النفس وليم جيمس يقول: «السعادة هي الدافع السري الذي يحرك الإنسان ويقوده للحياة".

    إذاً، الشعور بالسعادة هو شعور داخلي، وإحساس وجداني، وأمر نسبي، لأن مقوماته تختلف من شخص لآخر. ولكن الكل يبحث عنها، والقليل منا، خاصة في هذه الأيام الضبابية، يدركها، وحين يجدها، بالضرورة ستنعكس إيجابياً على حياته، فيشعر بها حين يتحدث، وحين يغني ويرقص وحين يبتسم ويضحك، وحين يقبل فلذات كبده، ويضم إلى صدره بشغف وحب أحبابه.. والسعادة، لا قيمة لها إذا لم نشعر بها في تصرفاتنا اليومية وتحركاتنا الحياتية، ولفتاتنا اللحظية.

***

يقول د. جاسم المطوع، حتى تكون سعيداً في حياتك، لابد أن تمتلك «ثلاثية السعادة».. وهي الاهتمام بذاتك وجسدك وروحك / الاهتمام بعواطفك وعلاقاتك الإنسانية / أن يكون لك هدف في الحياة تسعى إلى تحقيقه.. وهكذا ذاتك تحركك، وعاطفتك تدفعك، وعلاقاتك تساعدك لتحقيق النجاح والهدف الذي تسعى إليه.. وهذه هي السعادة التي تتمناها.

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

تم النشر في 2014/01/31

فبراير مجموعة أعراس.. وعيد الحب يزيّنها




كتبت منى الشافعي

فبراير مجموعة أعراس.. وعيد الحب يزيّنها

********

من حق ديرتنا الجميلة علينا أن نحتفل بأعيادها، ونزيدها عيداً

                                         *******

نحن شعب يحب الفرح، ويعشق المرح، فطرنا على الوناسة. وها نحن اليوم نعيش أجواء شهر فبراير الاحتفالية، وأعراسه الملوّنة بكل أشكال الفرح المعجونة بأحاسيس الحب ومشاعره الرقيقة. والأجمل نعيش حلاوة معاني هذه المناسبات والأعراس، وجمال رموزها.

فمن «هلا فبراير» واحتفالاته المتنوعة الناجحة، وحراكه الاقتصادي والاجتماعي الذي يسعدنا، إلى عيديّ الاستقلال/ الجلوس، الذي فُطرنا على الاحتفال به سنوياً، وعيد التحرير الغالي على نفوسنا، ولن نغفل هنا إطلالة الربيع بأزهار نويره الملونة التي تجدد الحياة من حولها.. وصولاً إلى عيد الحب برومانسيته العذبة، وورده الأحمر الأنيق

***

عيد الحب، الذي يرفضه البعض منا، لكونه عيداً كونياً، وليس من أعيادنا. لا أدري، ما المشكلة، لو شاركنا العالم الإنساني أفراحه المبهجة، واحتفلنا معه، لنضيف لأعراس فبراير فرحة أخرى؟

يا جماعة، كبشر من لحم ودم، مَنْ منّا يرفض الفرح، ولا تهزه وردة جورية حمراء، في الوقت الذي بتنا نتعطش إلى لحظة حب دافئة، ونظرة فرح مبتسمة، كي توقظ مشاعرنا الغافية، وتحرك أحاسيسنا الهاربة في ظل هذا العالم المهووس بالنزاعات والصراعات، والحروب العدمية، الملوث بكل أنواع القهر والظلم، الغيرة والحسد، الجوع والفقر، والفساد بأنواعه اللئيمة، وغيرها من منغصات الحياة.

الله يخليكم - المنغلقين - ابتعدوا عن شهر فبراير الرائع، وأعياده البديعة. دعونا نعبّر بعفوية وتلقائية عن كل حالات الفرح التي تسكن أرواحنا الطازجة، اتركونا نستمتع بكل مظاهره الأنيقة، نرقص، نغني، نصفق، نتمايل، نتأمل، نحلم، نبيع الورد الأحمر، نشتريه، نهديه للأحباب، ننثره في فضاءات المحبة، على كيفنا.

من حق ديرتنا الجميلة علينا أن نحتفل بأعيادها ونزيدها عيداً - عيد الحب - ليزيدها بهجة وسعادة.. فالكويت يا جماعة كريمة، ونحن نستاهل الفرح، حتى لا ينطفئ في عيوننا الطرية/ الندية.. وردة جورية حمراء لتلك العيون الرومانسية.

منى الشافعي
جريدة القبس 15 فبراير 2014

Wednesday, May 07, 2014

الأدب والأديب في عيون جامعة الدول العربية / 1
كتبت منى الشافعي
تم النشر 01/01/2010
ان الابداع الحقيقي قيمة انسانية ضرورية في حياتنا، كما الهواء الذي نتنفسه، او الماء الذي لا غنى للبشرية عنه، فان الكتابة الابداعية ليست مجرد لهو او قتل للوقت، ذلك اذا اخلص المبدع لذاته وقرائه، واوصل اعماله الى قلوب الناس، وحرك احاسيسهم، ولامس مشاعرهم، وترك تأثيراً ايجابياً في اذهانهم ومخيلاتهم.لذا من حق هذا المبدع على قرائه الشكر والتقدير، لانه عدا المتعة، حقق الهدف المطلوب، وقام بواجبه الوطني تجاه مجتمعه وناسه بامتياز، فمن حقه على الدولة ان تمنحه بعض الحقوق التي يستحقها..! السؤال هنا، يا ترى ما هي مساحة تلك الحقوق للاديب من الدولة؟الجميل، وأنا اطرح هذا السؤال على نفسي، صافحني المطبوع الرسمي الذي اصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، فشدني بقوة عنوان «الادب والاديب» لتبهرني تلك التوصيات الحضارية التي تليق بالادب وتحترم الاديب وتقدر انجازاته المتواصلة، والتي تحمل 12 توصية واضحة ومتكاملة. ومن المقدمة انتقي بعض العبارات ذات الدلالات الصادقة المعبرة.. «الاديب بحسه المرهف هو طليعة التحرك، تفاعله مع الناس اساسي، في عملية التنمية لا يقل كاتب الكلمة عن مبتكر الآلة، او العامل وراء المحراث، فالكل في عملية انتاج واحدة، متكاملة، بل ان اشباع الحاجات الجمالية والفنية تحمل من السعادة للانسان ما لا تحمله الحاجات المادية له، وما لا توفره المعدة الممتلئة».وهكذا قدمت المنظمة في اطار معونة الاديب وتنمية الادب 12 توصية تتعلق بجانبين هما الضمان والاطمئنان النفسي للمبدع، وقد انتقيت منها الآتي باختصار:1 ـ تكريم المبدعين في الانتاج الادبي بجوائز ومكافآت سنوية قومية وقطرية على غرار الجوائز العالمية المعروفة.2 ـ العناية بالمنتجين المبدعين، وتعهدهم بالدورات الاطلاعية، والبعثات والمنح الدراسية، ومنح التفرغ.3 ـ توفير العيش الكريم للمنتج الادبي المبدع، لئلا تشغله جزئيات الحياة عن مجاله الحيوي الفاعل.4 ـ ايجاد صندوق قومي وصناديق قطرية للتشجيع على الخلق والابداع.5 ـ التشريع لضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للاديب في المرض والشيخوخة والعجز، وتقديم الاعانات للعاطلين، وفي حالة الامومة، والوفاة، والاعالة، واقامة النظم والمؤسسات لذلك .


الأدب والأديب في عيون جامعة الدول العربية (2)
تم النشر في 2010/01/03
هناك الكثير من التوصيات الرائعة الاخرى التي تتطرق لضمان الحرية الشخصية والفكرية وحرية الرأي للاديب وامور الرقابة والنشر وغيرها.
بالمناسبة هذه التوصيات زينت بياض الورق وخرجت الى النور عام 1986... والسؤال الذي يتقافز الآن فوق الورقة، هل طبقت هذه التوصيات على الادباء، وماذا تحقق منها؟
للعلم والاحاطة اغلب الادباء عندنا من الجنسين يعانون من الامراض المصاحبة لفعل الكتابة الابداعية مثل آلام الرقبة والكتف والظهر وامراض العيون، عدا طبعا الامراض الخاصة بالمواطن الكويتي مثل امراض السكر وضغط الدم وشرايين القلب والقولون العصبي.. والانكى ان الاديب الكويتي ينفق امواله بسخاء على علاجه في الداخل والخارج ليعود لفعل الكتابة لينفق باقي امواله على طباعة انتاجه الجديد، وعلى توفير العيش الكريم له ولاسرته ان استطاع ذلك.. لم نسمع يوما ان اديبا منح تفرغاً للكتابة.. لم نسمع ان اديبا ارسل للعلاج الى الخارج حتى يرمم ما افسدته جسديا الكتابة الابداعية.. لم نسمع عن صناديق التشجيع ولا اعانة الحقوق الاجتماعية.
اما عن بند الجوائز فعندنا حدث ولا حرج، فغالبا ما تحجب تلك الجوائز التشجيعية دون مبرر.. اعتقد برأيي الشخصي ان الحجب يتم على اساس ان الاديب الكويتي لا يصل الى منزلة الادباء العالميين او الاخوان العرب.. والادب الكويتي لا يحاكي الآداب العالمية او العربية.. وكأن جوائز الدولة التشجيعية هي التي تحاكي جائزة نوبل للآداب والعلوم ماديا ومعنويا.
هذا رافد ضيق من الانهار الممتدة التي يعاني منها الاديب الكويتي بأجياله الثلاثة المتوافرة حاليا بعالم الاحياء