برنسيس إيكاروس

Tuesday, November 27, 2012

أحسني الاختيار


القبس 27 فبراير 2012

كتبت منى الشافعي

أحسني الاختيار

***

    اختي الناخبة، حتى تظلي جزءاً من الحركة السياسية فعليك التوجه الى صناديق الاقتراع لتفعيل حقك السياسي واختيار من يمثلك تحت قبة البرلمان، ولتتذكري ان صوتك أمانة ومسؤولية، يستحقه فقط المرشح - من الجنسين - الذي يقترب من مبادئك وطموحك ورغباتك وتطلعاتك لمستقبل كويتي أفضل لك وللأجيال القادمة، والذي بالضرورة تشعرين بانه يتبنى قضاياك الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتثقين بطرحه وصدقه ونزاهته، مقترباً من المصلحة العامة، مبتعداً عن مصلحته الشخصية .

***

    البعض يشكك في الصوت النسائي في حالة اختيار المرأة من يمثلها تحت قبة عبدالله السالم، مستنداً الى ان تبعية المرأة للرجل، البعض الآخر يؤكد سطوة هذه التبعية، هناك من يتساءل: هل العادات والتقاليد أو المعتقدات الدينية، أو أمور أخرى طارئة، هي التي ستتحكم في صوت المرأة؟! وهل هناك فرق بين المرأة المثقفة والأخرى البسيطة؟ وهل باستطاعة الرجل ان يؤثر في المرأة فارضاً رأيه الانتخابي ؟

***

    لنعِ ان المجتمع الكويتي، كأي مجتمع آخر، يتكون من شرائح متعددة، وأطياف مختلفة في العادات والتقاليد الاجتماعية وفي أسلوب الحياة، وفي المستوى الفكري والعلمي والثقافي، وبالتالي فالاشكالية هنا ليست في التبعية للرجل أو عدمها، إنما الاشكالية الأكثر أهمية، هي ما مدى وعي المرأة الكويتية لحقها الانتخابي الذي كفله لها الدستور الكويتي؟ فإذا انتبهت الى هذا الحق فانها حتماً لن تتنازل عنه، بل ستسعى الى تحقيقه وتفعيله بكل حرية، وهو الذي سيكفل لها ممارسة حقوقها السياسية/الانتخابية، بقدر عال من المساواة والاطمئنان، من دون ضغوط ذكورية، أو ضغوط داخلية أو خارجية .

***

    إذاً، على المرأة الواعية المثقفة، ألا تتأثر برأي الرجل (أب، أخ، زوج، ابن) مهما كانت حجته مقنعة، أما فرض رأيه بالقوة الذكورية، فانه أمر مرفوض بكل المقاييس الإنسانية، لأنه يلغي حق المرأة الدستوري، وحرية الرأي الآخر واحترامه، كما يلغي إنسانية المرأة، فهل ترضى المرأة الكويتية ان تكون تابعاً للرجل في هذا اليوم التاريخي المميز الذي يشعرها بوجودها الإنساني، ويحسسها بقيمتها وحريتها الشخصية؟!

نعتقد ان كرامة المرأة وإنسانيتها ترفضان بشدة تلك التبعية، ما دامت متمسكة بحقها الدستوري، وما دامت ترفض بوعي وشجاعة الوصاية والتبعية، وسلب حقوقها السياسية، فلا خوف على المرأة الكويتية، ما دامت ستختار نائبها - من الجنسين - عن قناعة شخصية.

 
منى الشافعي

Tuesday, November 20, 2012

أختي المرشحة .. تحية !




القبس 20 نوفمبر2012

أختي المرشحة .. تحية !

كتبت منى الشافعي

****

    اختي المرشحة، لأن تجربتك قصيرة مقارنة بتجربة الرجل الذي سبقك بأربعة عقود، اليك هذه الأفكار البسيطة، التي ربما تفيد حملتك الانتخابية: ماذا تفعلين عندما تريدين تهيئة الرأي العام لتقبل ما توجهينه اليه من رسائل حول برنامجك الانتخابي، الذي سيشتمل بالضرورة على النهوض بالمجتمع وتنميته، وتحسين أوضاع الحياة العامة بشموليتها وتنوعها؟ وليس فقط تلك المواضيع والطروحات التي تهم المرأة.. وما تطلعاتك لمستقبل أفضل وأرحب، وما أغراضك السياسية ضمن هذا الموقع الجديد الفاعل في الحياة البرلمانية، ان حصلت عليه، ان شاء الله ؟

 

    من قراءاتي العامة اختي المرشحة حول هذا الموضوع الحيوي، اتضح ان أفضل طريقة، وأكثرها نجاحاً ان تجعلي غيرك يؤمن بما تطرحينه من أفكار هادفة، واصلاحات وقوانين مطلوبة، وتوجهات واضحة وغيرها. فالإيمان بالشيء هو سيد الموقف في هذه الحالة الحساسة. لكن كيف تحققين هذا الهدف، بعيداً عن النفوذ الاقتصادي والمالي، كمعيار لجذب الضعفاء نحوك، وهي وسيلة خائبة ومرفوضة ؟

 

    أما الوسيلة المشروعة، الشريفة، الحضارية، الراقية فهي التي تعتمد على ما يسمى منطق الاقناع والتأثير في الآخر من خلال وسائل اتصال مقبولة، علنية وواضحة أمام الجميع، وما أكثرها هذه الأيام بفضل التكنولوجيا الحديثة، ومنها وسائط التواصل الاجتماعي، ولكن الأهم: القاء المحاضرات، إقامة ندوات، فتح باب المناقشة للتعريف ببرنامجك الانتخابي، القيام بزيارات للتجمعات الأخرى، مثل جمعيات النفع العام، الدواوين وغيرها، للتعريف بنفسك وطرح أفكارك، ولتكون حركتك هذه مثل الدائرة لا تنتهي حتى تحصلي على مرادك .

 

    كمرشحة، عليك ان تحببي برنامجك للآخرين - الناخبين - وتقربي وجهة نظرك منهم.. وترغبيهم في أفكارك، على ان تكون أفكاراً مدروسة، معقولة، منطقية وواقعية، بحيث يسهل تصديق تحقيقها وتنفيذها، وعليك ان تقنعيهم بالأسلوب البسيط المهذب، الذي يخرج بصدق من القلب ليستقر في قلوب الحاضرين والمتابعين قبل عقولهم، بحيث يشعرون بمصداقية هذا الطرح. كما عليك ان تقدمي حجج الاقناع التي تمتلكينها، والأهم ان تستمعي بجد الى مداخلات الجمهور واستفساراتهم وأسئلتهم، على ان تجيبي عنها بمنطق وهدوء، وروح رياضية، بعيداً عن التشنجات والانفعالات، والمزايدات، والمراهنات والوعود الخيالية، لأن المواطن الكويتي، قد مل، وشبع من الوعود والشعارات غير المجدية، وغير الفاعلة في حياته لأكثر من عقد، وبالتالي لا يريد المزيد من دغدغة المشاعر والأحاسيس !

 

     كمرشحة، من الأفضل ان تقومي ببعض الأفعال التي تظهر وتبين للآخرين، بطرق غير مباشرة، مدى اهتمامك بجمهورك - «بناسك»- ومدى رغبتك في خدمتهم وتحقيق المنفعة والمصلحة العامة قبل مصلحتك الشخصية، وتبرهني لهم رغبتك وقدرتك على تحمل مسؤولية عضو / نائب، في البرلمان، وكيف انك ستؤدين هذا الواجب الوطني بروح وطنية شفافة وسطية، خلاّقة ومبدعة في حالة نجاحك، بعون الله تعالى .

 

     أختي المرشحة، اذا حققت هذه المعادلات - على صعوبتها - ضمن قناعة الناخبات والناخبين من خلال شخصك الواثق الصادق، وبرنامجك العقلاني المطروح، فلنبارك لأنفسنا ولك بضمان مقعد نيابي تحت قبة عبدالله السالم ضمن مجلس 2012، والتوفيق من الله سبحانه وتعالى .

 

 

Friday, November 16, 2012

التحدي .. والأيام المضيئة






  
ريشة منى الشافعي
 
*****

التحدي .. والأيام المضيئة !

كتبت منى الشافعي

القبس 16 نوفمبر 2012

*******

هذي الكويت... صل على النبي »

نتفق.. نختلف.. الجميل اننا ككويتيين، في اوقات الفرح والمسرات معا، في الحزن والشدائد معا، على الحلوة والمرة يد واحدة، وصوت واحد .

***

بالامس شهدت الكويت احتفالية جماهيرية، بمناسبة الذكرى الخمسين للدستور الكويتي 1962 - 2012، ولقد كانت احتفالية متفردة بجماهيرها الحاشدة، وفعالياتها الرائعة الجميلة، تليق بهذه المناسبة الغالية على قلوب الشعب الكويتي .

     شارك واستمتع في هذه الاحتفالية الصغير والكبير من الجنسين، المتحمس والمتلهف والمتعطش للفرح والوناسة، وكانت اعلام الكويت بألوانها الزاهية ترفرف بين الايادي، الطرية والخشنة، اما صور بابا صباح، عسى الله يحفظه ويخليه ذخرا وعزوة، فقد كانت في القلوب المحبة، قبل الايادي التي تلوح بها مع هتافات: عاش الأمير.. عاشت الكويت، التي كانت تنطلق من قلوب الجماهير، قبل حناجرهم، بنفس واحد، من منطقة الجزيرة الخضراء الى ابراج الكويت المضاءة بالانوار والالوان، كما القلوب والعقول المشتعلة بحب بابا صباح واسرة الصباح الكرام .

***

    رائعة كانت تلك الامسية / الليلةالمميزة، والمشاركة الوجدانية للشعب الكويتي بكل اطيافه، التي اثارتها وحركتها الاحتفالية الخمسينية للدستور الكويتي .

لقد تذكر المواطن الكويتي كم هو رائع وجميل ذلك التكاتف والتلاحم .. التشارك والتماسك.. التقارب والترابط بين ابناء الوطن الواحد، والاجمل الالتفاف حول رموزه الغالين عليه، خصوصا في السراء والضراء .

المهم، ان الشعب الكويتي اثبت لنفسه، وللآخرين، ان المواطن الكويتي لم ولن يتخلى عن اخيه الآخر، وإن اختلف معه، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، والكويتيون «جسد واحد اذا مرض عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى>>.»

     حقا كانت تجربة ثرية، اكدت مجددا وحدة اهل الديرة في ذلك اليوم التاريخي الجميل، متحدِّين بوجودهم الحاشد، واشتراكهم الفاعل، في هذه الاحتفالية، كل التوقعات، الداخلية والخارجية، ليثبتوا للعالم انهم للكويت، والكويت لهم، وستظل ارض خير ونعمة، وارض امن وامان، دولة دستورية، قانونية، مدنية، ديموقراطية، مستقرة، ذات سيادة، حاكمها وعلى رأسها اميرها المحبوب بابا صباح، الله يطول عمره ويحفظه للكويت واهلها .

      ما دام الشيء بالشيء يذكر، فقد اضاء هذا اليوم التاريخي بنهاره ومسائه وليله، على ذكريات ايام وليالي الغزو الظالم، والاحتلال الصدامي الغاشم عام 1990، فقد كنا كصامدين، نتقاسم نصف رغيف الخبز في الداخل، اما اهل الشتات، فقد كانوا يتقاسمون نصفه الآخر.. وبالتالي، فمتعة هذه الاحتفالية بألعابها النارية المبهرة التي دخلت موسوعة غينيس العالمية، وابعادها الاجتماعية ، والسياسية ونجاحها داخليا وخارجيا، لهي صورة متفردة حققها الشعب الكويتي لديرته الحبيبة.. وليعرف الجميع ان هذه هي الاخلاق الكويتية، التي كانت ولا تزال صفة سائدة واصيلة من ميزات وعادات الشعب الكويتي وجزءا مشرفا من ثقافته الوطنية.. حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه قد يدنو صوبها .

 

Sunday, November 11, 2012

منى الشافعي في رقصة كاملة !



نشرت هذه القراءة في مجلة البيان التي تصدر عن رابطة الأدباء الكويتيين عدد نوفمبر 2012

منى الشافعي في رقصة كاملة

تماهي الضحية والجلاد
******


الغربي عمران روائي وناقد يمني .

ملاحظة
****

سأتعامل مع الرواية كما لو كان عنوانها (يطالبني ...بالقبلة كاملة).. والسبب أنني في الرواية لم أجد أي رقصة.. مقابل الكم الكبير من القبل المتناثرة على صفحاتها الجميلة.

عتبة الدخول :

قبل الولوج في قارورة عطر الحكاية ..أحب أن أتذكر بأني التقيت بالمبدعة الكويتية منى الشافعي في الشارقة .. باقة من أدباء الجزيرة العربية - أفضل هذا التسمية بدل الخليج...- والعراق في (ملتقى الإمارات للإبداع) ديسمبر2011 .. وكانت الأستاذة أسماء الزرعوني القاصة والمبدعة الإماراتية غيمة من ياسمين تظلل الجميع طيلة أيام الملتقى .


ما لفت نظري وبقية المشاركين شخصية الروائي والإعلامي السعودي محمد المزيني والمبدعة الكويتية منى الشافعي .. فما أن يحلا أو يحل أحدهما في قاعة أو على مركبة تنقلاتنا من الفندق إلى قاعات الفعاليات حتى تزداد وتيرة الحركة ويعم الصخب والابتسامات.. لتتغير ملامح الحضور وتتقنع بالمرح التلقائي .. فحضور الشافعي والمزيني يحيل المحيط إلى ربيع ضاحك وجو عابق بالألفة .

وبالطبع يتركان أثرا قويا لا ينمحي في نفوس من التقى بهما وإن على عجالة .. أو هكذا أحمل في نفسي من مشاعر ..

يطالبني


******

وفي هذه الوريقات أحاول اكتشاف الشافعي الفنانة ، بعيدا عن خفة الروح ودماثة الأخلاق وعفوية التعامل.. هنا بين يدي شخصية أخرى لمنى المتمثلة برواية (يطالبني بالقبلة كاملة) ويطالبني هو الإصدار العاشر المتمثل بروايتين وسبع مجاميع قصصية وإصدار جمعت فيه بعض مقالاتها الصحفية .

الرواية في 224 صفحة توزعت إلى ثلاثة فصول .. وزعت الكاتبة تلك الفصول على شخصياتها الرئيسة: فوزية.. يوسف.. نورة .

الرواية

******

تبدأ الرواية بحديث بين نوف ابنة نورة المستلقية على سرير المرض في غيبوبة دامت خمسة عشر سنة وفوزية الزوجة الثانية للأب وصديقة الأم .

الفصل الأول ..أو فصل فوزية التي تدخل القارئ إلى عالم أسرة يتصارع أفرادها عاطفيا.. بعد أن تحول ذلك المنزل إلى منزل أشباح والسبب أن يوسف تزوج بفوزية صديقة زوجته... في البدء التبس الأمر ولم أستطع تمييز الصلات والعلاقة بين أفراد ذلك المنزل.. لكن فوزية وبعد تناولها سرد ذكرياتها طرحت القارئ على الطريق الصحيح لفهم تلك العلاقات .

الكاتبة استخدمت أكثر من راوي .. فبالإضافة إلى الراوي العليم أشركت شخصيات الرواية في رواية ذكرياتهم مع بعض.. بل أننا نكتشف أن الراوي العليم قد اقتصر دوره كما لو كان مذيع ربط إذاعي أو تلفزيوني بين فقرات البرامج والمنوعات.. أو كعريف الحفلة..وهذا الأسلوب يحسب للكاتبة إذ أنها جعلتنا نتصورها وهي تنسج حكايتها بشكل فني بديع موزعة أدوار الحكي بين الراوي العليم وشخصياتها الثلاث..تظفر هنا وتدخل خيطا جديدا هناك وتعقد ثالث بعد قصة.. بل أنها قدمت لنا عملا فيما يشبه الجدارية التشكيلية مستخدمة ألوان الفرشة تارة ، وضربات السكين تارة أخرى لتنجز لوحة مبهرة متناغمة الألوان .. متجانسة الإيقاع .

لم تكن الجملة في (يطالبني ...) جملة مطاطة أو مملة بل أنها قلقة الإيقاع ..مقتضبة وقصيرة مما أعطى القارئ جوا عاما حول ما تعيشه تلك الأسرة من خلافات وصراع .

الحوارات سريعة ومكثفة بين شخصيات الرواية .. وقد استخدمت الكاتبة الحديث إلى النفس بين شخصياتها.. وذلك هو جوهر (يطالبني...) .. فقد أجادت الكاتبة في استخدام الذاكرة والعودة إلى الماضي طوال عملها بفنية ووعي .. مما جعلت القارئ يغوص في عوالم الشخصيات ويتلمس همومها.. حتى لكأنها أرادت أن تشركه في هموم شخصياتها وأوجاعها.. بل وأن يتمثل القارئ تلك الشخصيات.. ليخرج في نهاية صفحات الرواية في حيرة يسأل نفسه من على حق ؟.. ومن هو الظالم ومن هو المظلوم ؟ ليجد الجميع ضحايا دون استثناء .. نتيجة للفهم خاطئ للدين .. حين نقر بمفهوم حق الرجل في الولاية .. وحقه في أكثر من واحدة .. وحقه ..... ولم نعمل في النصوص الدينية بالتحليل والتأويل لنعدل من ذلك الظلم. بل اكتفينا بظاهر المعني ، وابتعدنا عن مقاصد شريعتنا الغراء .. وأسلمنا رقابنا لنفر من الجهلة يتفيقهون بنا وبديننا كما يحلوا لهم وكأننا في غيبوبة كما هي نورة في غيبوبتها .

( يطالبني...) تعالج مسألة الزواج بأكثر من واحدة في مجتمعاتنا الإسلامية.. وقد وضعت لنا الكاتبة مبررات الصداقة والمحبة والتربية والآمال المشتركة بين المرأتين.. إلى الحد أنهما تعاهدا أو تمنيا ألا يفترقا.. ولذلك حلما برجل واحد.. وفي النهاية يكتشف القارئ أننا نتمسك بثقافة التبرير.. لتقبل كل ما هو قبيح وأعوج .. فها هي نورة رغم تذكرها بما كان بينها وبين صديقتها فوزية تنكر على نفسها تقبل الشراكة في رجل واحد.. وسبقتها فوزيه برفضها لكلمة شريكتك ، حين سمعتها من صديقة أخرى .. لقد تفوقت منى بشكل ملفت في معالجة هذه القضية التي يرفضها الذوق والأخلاق رغم كل المبررات .. ولم نشعر بأن أرائها كأنثى كانت ظاهرة بل أننا تعاطفنا مع ضحايا هذه القضية الشائكة حتى أخر كلمة في الرواية .

فوزية كانت أكثر الشخصيات فاعلية وصدق العاطفة.. وتكاد تستحوذ على تعاطف القارئ.. ثم نورة تأتي بعدها رغم الغدر بغيبوبتها.. لكنه يوسف كان مدان ونصف جلاد.. وإن كان ضحية التشريع .

سيطرت على أجواء الرواية الأنثى المتعددة .. وبهت دور الرجل على قلته في الرواية .. إلا أن فوز ونور أعطت يوسف أكثر مما يستحق .. فالاثنتين تقدمانه كرجل مثال"ي سوبر مان " ومع ذلك تنتهي الرواية لينتصر القارئ للأنثى كضحية رقم واحد (1)..أو هذا ما خطط له مكر الروائية

وأنا اسأل الروائية .. ماذا أردت من اختيارك لهذه القضية التي تمس كل كائن مسلم .. وبالذات المرأة..؟ لقد تميزت في اختيارك لهذا الموضوع وأحسنت في معالجته.. وفي حثنا على تغيير واقعنا

وقد تميز الوصف في هذه الرواية بقدرة فائقة في نقل القارئ إلى داخل ذلك البيت من غرف النوم ، الى غرفة المكتب ، إلى حديقة المنزل ، حيث طاولة الشاي والقهوة .. وتناول الإفطار ، إلى الصالة والدرج ، والشرفات المطلة على الليل .. هكذا وكأن الشافعي تحمل كامرة سينمائية تنقلنا بشكل حي إلى حياة أشخاص متباعدين نفسيا متصارعين وجدانيا .. بيت بأدواره لا يزال بوصف الكاتبة أراه أمامي .

وما زاد الرواية قربا من قارئها تلك اللهجات والكلمات المكسرة بين اللهجة الكويتية والمصرية للمصففة ميرفت ، وكلمات السائق كومار وغيرهما .

إن رواية ( يطالبني... ) حلم وذكريات وآمال يجسد مقولة "من لا يحلم لا يعيش حياة ممتعة ".. والحياة سلسلة من الأحلام .. وهي دعوة لأن نتعاطى الأحلام في حياتنا..رواية تفيض بالصدق الوجداني والفني . من خلال أسلوب نسجها لهذه الحكاية كما ينسج النساج سجادة عجمي أو كلوحة أجاد فيها الفنان استخدام الخطوط والألوان.. بل أن الكاتبة أرادت أن تقربنا من شخصيات الرواية حين جعلتها تعج بأسما فنانين ، وكتاب وعناوين كتب ، وأسماء صحف ، ومقاطع من أغاني نشدو بها دوما

وسؤال ثاني للكاتبة : أي قدرة تلك التي تمتلكينها في ضفر كل تلك الخيوط المتشعبة.. ونسج كل تلك الضفائر في نسيج بديع مدهش ؟!

تذكرني نورة وغيبوتها ببولا في رواية لإيزابلا اللندي .. وتذكرني شخصيات رواية (يطالبني...) بشخصيات ماركيز حبيباتي الحزينات ،إلا أن فكرة رواية الشافعي من الأهمية بحيث تعلق كل تفاصيلها في ذاكرة القارئ لأهميتها ، وللأسلوب الذي استخدمته الكاتبة .

الرواية في مجملها رسالة حب طويلة تمس القارئ بعذوبة مشاعر شخصياتها .. فلا يوجد كيد .. ولا يوجد إجرام .. رسالة حب وعتب للمجتمع و للفقهاء . ا

فقط هو الرجل ذلك الضحية الجلاد.. وهي المرأة نهر العطاء المتجدد .. المرأة التي تفوح أريج رائحة قلبها حتى من تحت رحى المعاناة.. أو هكذا أرادت الكاتبة أن تصل إلى القارئ لتنتصر لعين وتدين عين في وجه واحد.

في النهاية يدرك القارئ بعد إكمال قراءة (يطالبني...) أن عاطفته تميل لفوز .. تلك الحالمة الفاقدة للحنان حتى مع عدم وجود ذرية ..وتظل هي شمس تمثل الكائن الكامل بحبه .. وتظل نور هي المجروحة المغدورة .. لكن تأتي عاطفتي كقارئ باهتة تجاهها .. ربما لأن منى قدمت فوز أكثر سمو.. ويظل يوسف رغم رمزية اسمه ذلك الكائن الأناني .. وإن ظهر بموقف سلبي ومحايد بين المرأتين .. ولن يبرر لدي عودته للخمر ، والسيجارة ، بل حتى لو انتحر.. فسيظل الجلاد المقيت.. وأن حاولت منى إضفاء رتوش خادع ..أو بشكل أكثر مثالية.. لكنه يظل الجاني .. كونه الرجل الفقيه وحارس الفضيلة.. ومبرر كل أعوجاج ، وفي الوقت نفسه هو ضحية لغيره من الرجال.

عتبة الخروج

*******

أعترف بأني لم أستطع التفريق بين منى ذلك الكائن بخفته وروعة روحه .. وبين الرواية أثناء قراءتها .. وكذلك بين أسطري وبينها .. وأعترف بأني وبحكم تجربتي السردية المتواضعة.. لا أفرق بين الكاتب وعمله ، بين الكاتب وشخوصه .. وشخصيات أعماله تأخذ منه الشيء ولو قليل.. وأن من ينكر ذلك هروبا لا يستطيع أن يمحو الحقيقة ..فأعمالنا هي من أرواحنا .. ولذلك رأيت أن فوز تحمل روح منى ..
وأن يوسف يحمل الكثير منها .. وكذا نور.. وفرح ونوف.. حتى كومار .. وبقية الشخصيات .

هي تحية لكاتبة مبدعة متألقة بأعمالها..وأهمس في أذنها " ننتظر المزيد من جديدك ."

Friday, November 09, 2012

12/1 شأشارك



القبس 1 نوفمبر 2012

12/1 سأشارك

كتبت منى الشافعي


     ليكن هذا الشعار «12/1 سأشارك» شعار كل مواطن كويتي غيور على ديرته وناسه من اللحظة، وحتى يوم الانتخاب في 2012/12/1 .


    إذاً.. لنشارك جميعاً في الانتخابات المقبلة بكل فخر واعتزاز، وبكثير من الحماس، لممارسة حقنا الانتخابي، والادلاء بأصواتنا الحرة، لاختيار مَنْ يمثلنا تحت قبة البرلمان الكويتي.. «صوت واحد لمرشح واحد» - من الجنسين-.

***

     في يوم الانتخاب، لنتذكر، ونعي كمواطنين، أن الصوت أمانة، وأننا أمام مسؤولية تاريخية، ولحظة مفصلية، صعبة، لأننا بهذا الصوت، وذاك الاختيار، سنرسم ملامح جديدة لمستقبل الكويت الحرة الجميلة الغالية على قلوبنا.. وبالتالي نتمنى علينا جميعاً بكل اطيافنا ان نُحسن الاختيار، بعيدا عن الانتماءات الطائفية او المذهبية، الحزبية او القبلية، العائلية او تلك الضغوطات الخارجية او الداخلية.. قريباً من الولاء للوطن، لأن الكويت تستحق هذا الحق، فمستقبلها ومستقبل ابنائنا واحفادنا والاجيال القادمة امانة في اعناقنا.. لذا يجب ان نبحث بدقة وتأن عن المرشح - من الجنسين - النظيف، الصادق، المستقيم، الذي يتحلى بالنزاهة والسمعة الذهبية البراقة.. الذي يحترم العقول، ويقدّر الوجود الإنساني، ويستطيع ان يعبّر عن افكارنا وطموحاتنا، وتطلعاتنا، ورغباتنا، ويطالب بتحقيق اولوياتنا الحياتية التي تجمّد معظمها اكثر من عقدين، بحيث يركز جل اهتمامه على احياء مشاريع التنمية التي توقفت عجلتها عن الدوران منذ زمن ليس بقصير، والالتفات الى التطوير والاصلاح، ومحاربة الفساد الذي استشرى في جسد المجتمع، وتجذّر وعشش، ليقتلعه من جذوره، وليخرّب عشه، بالحق والعدل والقانون.. وليتطلع دائما الى الاحسن والافضل لصنع حياة كريمة مريحة للأسرة الكويتية على امتداد أجيالها القادمة، وذلك بقدرته على تشريع قوانين جديدة تصب في المصلحة العامة، والرقابة بعين ذكية فاحصة .

***

     ومن المهم أن نختار عن قناعة ودراية من يتمتع بصفات تبتعد عن التفكير بالنفوذ الاقتصادي، أو السياسي.. شخص صاحب مبدأ، يحمل قضايا الكويت على راحة يده.. مثل هذا الإنسان موجود بيننا، يقول المثل «إذا خليت خرِبت>>.

      الأهم .. نتمنى أن نبتعد عن اصحاب الخطابات الجوفاء، الضحلة، والشعارات الخادعة الزائفة، كما هو حاصل بكثرة هذه الأيام العجاف، في ساحة المزايدات على صوت المواطن.. تلك الخطابات التي تستغل براءة الشباب وعقولهم الطرية، وقلوب الناس البسطاء وعواطفهم الطيبة.. فلنتجاوز تلك الطروحات، والخطابات النارية، اللامسؤولة.. غير متناسين مقولة «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».. ويبدو اننا مع الاسف لدغنا أكثر من مرتين.

***

     يا جماعة.. الإنسان الكويتي لا ينقصه الوعي ولا الإدراك، ولا الفطنة، ولا الثقافة، وقد زادته تلك التجارب الانتخابية ذات الحراك المتغيّر والمتبدّل وعياً، وحذراً، التي مرت عليه خلال العقد الماضي.. وبالتالي كلنا ثقة بأنه يستطيع بذكائه وحتى بفطرته الكويتية، ان يؤكد كفاءة مَنْ سينتخبه.. وحتما سيختار الأصلح، والأكفأ عن اقتناع وإيمان قويين.. بعون الله تعالى.

m_alshafei@hotmail.com