برنسيس إيكاروس

Saturday, November 28, 2009

قراءة في كتاب أشياء غريبة تحدث

غلاف المجموعة


صورة المرأة في نصوص منى الشافعي


صعوبة إمساك الحد الفاصل بين الكتابة والحياة



بقلم : سمير أحمد الشريف من الأردن



هل نوافق ما ذهب إليه علم النفس، أن الأدب وسيلة لتحقيق رغبات أحبطها الواقع؟ وهل الإبداع مرآة تمكّننا من سبر نفسية المبدع؟هل علينا أن نغرف من تجاربنا حتى ننجح، انطلاقا من عبارة:أن الواقع الأكثر حقيقية هو ما يتجذر في دواخلنا؟


مع نصوص منى الشافعي، نقف إزاء شخصيات تعبّر بصدق عن اشتعالاتها ودفء بوحها، باختزال متقن لأوجاعنا.بضمير الأنا هذا العذب الذي يبرعم فينا حميمية، لها مذاق الوجد، ويقربنا من نبض السارد ويدفعنا للإحساس بالتلاحم بين الكاتب وبطله، ويضطر ظنوننا أن ترحل بعيدا، مخيلين البوح مرتداً عن تجارب محض شخصية.


في هذه النصوص، مست الكاتبة كل ما هو جوهري في أعماقنا، وجعلتنا نعايش خصوصية التجربة من خلال أحلام اليقظة التي انعجنت بها، الحب، الثيمة التي فردت أجنحتها على فضاءات النصوص، هذا الغامض الشرس، الذي يلفحنا بلا استئذان، يأتي عابثا ويغادرنا بلا وداع، يتركنا نهبا لآلام ودوامات واحتراقات كبري.في هذه النصوص، نطل على تلافيف الوعي، نصافح، ونستجلي مخزون الذاكرة ببوح مخاضات إنسانية، تهرب منها بطلات القصص، عذاب، لا يمكّنك من إمساك الحد الفاصل بين الكتابة والحياة. تتسلل إلينا مفردات منى الشافعي وعباراتها المكثفة القصيرة المعبّرة، من بين الوعي واللاوعي والذاكرة. تهرب بنا إلى بوحها، تاركة ضمير المتكلم يبسط لنا اعترافات بطلاتها بصدق وتوحد وعفوية وكشف مواجع، ينبش ذاكرتنا، ويشركنا لنتواصل مع فضاءاتها. بلغة سهلة محكمة، تغوص أعماق شخصياتها، تنفذ إلى جواهر مكنوناتهم، إلى تلك التفاصيل الصغيرة في حيواتهم وأشيائهم المهملة، فلا نجد مسافة بينها وبين أشخاصها، بتلاحم بين السرد والحوار وتوظيف متناغم لتقنيات القص، البعيد عن الذهنية والتجريد، تشخّص دقائق المشاعر وأغوار الحالة النفسية وعنف صراعاتها، كاشفة تداخل الحرمان بالاستلاب."أشياء غريبة تحدث" القصة التي أعطت المجموعة اسمها، وأبرزت الكاتبة مقاطع منها على غلاف المجموعة الخارجي، رحلة في أعماق امرأة تعيش وجد الحب حلما، واللهفة على امتلاك أدواته بحثاً ومعاناة، أوصلتها درجة الانفصام، جنباً إلى جنب مع الرجل الذي يمنحها الثقة بنفسها، ويقدر كينونتها، ويأخذ بيدها، وتهرب به ومعه إلى آفا ق حلمية متنائية، تنضح سعادة وزهواً وأملا، في مستقبل باسم، ومشروعات لا يحدها خيال. هذه الأنثى، تعيش الحلم كابوسا، يختلط عليها، برغم مرورها بتجارب وجدانية/ حلمية/ لا واعية كثيرة، أشركت معها بائع الآيس كريم،وموج البحر، وغروب الشمس، وألوان الشفق، والشارع، والكاميرا، وجميعها موحيات، تتكئ عليها الأنثى، تأكيدا لذاتها من أنها تعيش الحلم،حقيقة، غير بعيد التحقق، فتصحو على كابوس أشد فظاعة: إنها وحيدة... لا أثر لكل الصور الجميلة في واقعها. تصحو وتترك لنا المشهد مفتوحاً على نهايات لا تقولها الكلمات، بل يترجمها الجرح البشري الذي طُعن بالخذلان والصد والإهمال والزيف.. "أشياء غريبة تحدث"، تحكي قصة خذلان المرأة أمام الرجل، الذي مارس الخداع زمناً، وارتضي لنفسه أن ينسحب من المشهد وهو ينظر نزف الجرح، دون أن يقدّم حلاً، مكتفياً بمقولة، لا تعيد كرامة، ولا تبني ما انهدم داخل الأنثى، رغم مكابرتها التي تحول دون إعلان انهيارها الجسدي، يهيؤها لقراره غير المسؤول. "تذكري دائما أن هناك أشياء غريبة تحدث.."، انسحبوا جميعا من مسرح أحلامها وتركوها نهبا للهواجس والكوابيس، سواء ذلك الذي لبس قناع الشهامة وتبرع لوالدها بدمه وقدّم المساعدة لاصلاح عطل السيارة، أم الذي وقف بجانبها حتى أصبحت محامية يشار لها، هم نسخة واحدة، بلقطات مختلفة الزوايا ويصدرون عن منهج واحد:القسوة ، بتلقائية ليس فيها ما عهدناه في كتابات المرأة من إدانة صارخة، وندب مولول، وجلد للرجل، تطرح منى الشافعيحالاتها بهدوء معجون بالصبر ومصبوغ بالهمس المجروح. مكتفية بطرح الحالة، بكل وجدها ورتوشها وإنكساراتها، لتظل بطلاتها جميعا، يجّرحهن الفراق والإهمال والتجاوز والهجر."في عيوننا يختبئ الضباب"، قصة من أحبت بإخلاص لكن الحبيب غادرها جرياً وراء طموحه، فتزوج من ابنة رئيس مجلس إدارة الشركة التي يعمل فيها، وعند لحظة المكاشفة، رد ببرود: "أنت دائما حالمة، متى تصبحين واقعية حتى تعرفي الحياة ولو ليوم؟". أمام هذا الفقد، تهرب للماضي وينفتح الوعي والذاكرة على عالم نقي بريء، لم يلوث بعد، عالم الطفولة الذي رصدت من خلاله الأحلام التي كبرت والمدن التي امتدت، والناس الذين تغيّروا، وتنكروا لأبسط شروط وجودهم. ولم تزل هي برغم الوجع الذي ينهش روحها، والأحاسيس المختلطة التي تتضارب في وجدانها قلبها ينبض بحبه يا إلهي لماذا نحب من لا يحبوننا ومن يهربون منا.. ونتمسك بهم في اليقظة والحلم، برغم الإساءات التي سببوها لنا؟؟.


"آخر المساءات"، حكاية الخادمة، صغيرة السن، تصحو على لهاث سيدها، محتاجا لأنبوبة الأكسجين، تحاول تقديم العون والدواء..لكنها تتراجع، بسبب الماضي الذي انفتح على وعيها، وصرخ بها، وذكّرها بالظلم الذي نالها منه كرّ شريط الذكري، توقف أمام لقطات مكبّرة جثم على جسدها الصغير البريء ذات ليلة خرساء، لم يرحم توسلاتها ودموعها، ورائحة الخمر تفوح من فمه عاشت، كسيرة القلب، محتبسة الكلمات، متصدعة القلب، تستر بيدها انتفاخ بطنها، وبالأخرى تتوسله، ويداه تمتدان.. تضغطان بطنها المنتفخ.. تصرخ وأصابعه تنغرز في جسدها البض أكثر.. يزداد الضغط ويتجذر الألم ويتمزق اللحم ويندلق الدم،يغطي بياض السرير بلون أحمر.. مازال يقعي ككلب لاهث، يتدلى لسانه، تتحشرج أنفاسه بانتظار أنبوبة الأكسجين...جحظت عيناه ذاهلة، يتوسل صمتها، لكن قسوة اللحظات التي تجّرعت مرارتها وشلت يدها عن الامتداد للأنبوبة، ربطت قدميها عن الحركة، لتظل ثابتة، مشدوهة ومصدومة بما ترى وما رأت، يتخلل اللقطات المتناوبة، انتظارها المقهور لجسده الضخم، يفترس فتنتها مرة وأخرى... تنهمر دموعها، تفترش قهرها وتتوسد وحدتها وتغفو على وجه أمٍ مبلل بالدموع ودعوات أب عاجز، لا يملك لابنته دفعاً، وضحكات إخوة صغار ينتظرون مبلغا من المال يطفئ فقرهم كل شهر، دون أن يُدركوا كيف. تتنازعها هذه العذابات وتقف مشدوهة، مشدودة إلى ماضٍ لا تستطيع إسقاطه من الذاكرة، ولا إزالته عن مسامات الجسد، تحّدق إلى الضعف البشري، مجسداً في إهاب رجل كان يوماً، رمزاً للقهر والقسوة وغياب الضمير.هل تقدم له ما يمنحه الحياة؟ صراع يشتعل في دمها، تتنازعها نوازع الشفقة والحقد والانتقام، وتغرق في لجج من المشاعر المتضاربة. لم تستطع أن تتخذ خطوة، تحجرت نظراتها ولم تفق إلا على ارتعاش يديها، تسقطان الأنبوبة على رخام الأرضية قبل أن تنفجر.


"تمتلئ به من جديد" قصة المراهقة التي تزوجت وهي تزف عامها السابع عشر من رجل يزحف فوق الأربعين،أغرته طيبته وإغداقه للحنان والمصاريف بلا حساب، صحت على وقع المأساة، وحيدة، ووجدت نفسها بين جدران سجن أربع.. تكومت الأيام حولها ثقيلة، ودموع الوحدة تغسل مقلتيها، يحاصرها وجع التوحد مع الذكريات وخوف يجتاحها من القادم المجهول. تقلّب سني عمرها الباردة التي ذابت مع "هلال"، بعقمه ورجولته الناقصة وأمراضه المزمنة والتقاها "مبارك" صدفة في الطائرة، كان لطيفا، حرارة لذيذة سرت في عروقها الجافة، حرّكت عواطفها....عفويته، أنستها رغوة الحزن التي رانت على صدرها، وطارت بها بعيدا عن روائح أيامها المحترقة أحاسيس جديدة نبتت في بستان أيامها، تؤلمها وتسعدها، مما لم تذق طعمه، وظنت أنها ماتت ولكنها الآن تورق من جديد جاء اللقاء الثاني،أشعل حرارة الجسد البارد، تمرد الجسد وتفجّرت الرغبة وصرخ القلب بألف سؤال!!! أزهر الحب ونسيت "هلال" وتبدّل الحلم، وعاشت لحظات عشق مع الحبيب الذي تلمّس مكامن الأنوثة في الجسد المتمرد الثائر.. عاشت الخيانة بكل جوارحها في حياة الزوج الذي قلب موته حياتها ونظرتها، رأسا على عقب،وقررت أن تضع حدا لخيانتها، ولتقع من ثم في معاناة نفسية أوصلتها تخوم الموت. مات "هلال"، وتقدم "مبارك"، والضمير لا يستريح والتمزق يحرق لحظات الهناء...هل هي الصحوة وعودة الوعي الغائب!!أم تعذيب الذات المتناقضة التي لا تركن إلى قرار؟ يا ضعفنا: نموت إذا لم نجد من يحبنا، فإذا وجدناه نموت بعذابنا النفسي، كم أنت غريب يا أيها الإنسان! مسايرة لإيقاع العصر، ولجت، القصة القصيرة جدا ساحة الإبداع الأدبي، وفرضت نفسها، رغم ما قيل حولها،ويكفيها إيقاعها واختزالها وتكثيفها وشاعريتها، وعلينا ألا نهتم بالشكل على أهميته على حساب المضمون/ الذي تمكنت بعض الأقلام الناضجة من توظيفه باقتدار وأستاذية والشاهد هنا الأديب "زكريا ثامر". امتحنت منى الشافعي ذاتها وذائقتها وأدواتها، وأثبتت براعتها بتوظيف التكثيف لإيصال مضامينها وبأسطر معدودة، بتوازن مدروس متقن.أتوقف هنا مع قصة (وجع!) التي تلخص عذاب من صحا ضميره، بعد أن أدرك فداحة الظلم الذي أوقعه بمن لا يستحق!! وتلك الخادمة التي أخرجتها البطلة من بيتها ظنا أنها سرقت عقدها، في حين كان الزوج/ الحبيب هو الذي اقترف الفعل..


"جليد اللحظة": قصة التباهي الكاذب والجري وراء المظاهر، والتضحية بالغالي لارضاء الآخر..مفارقة مدهشة.. باعت أساورها لتشتري فستانا، يظهرها جميلة في عيون الآخرين، تكثيف وإيحاء وبساطة آسرة، لا تجتمع إلا لفنان...هذه القصة، أعادتني لفضاءات "موباسان" في قصته"العقد" و"أو. هنري" في قصته "الهدايا" وما بين العملين ونص منى الشافعي من تناص جميل، حمل مضمون قصتها لفضاء إنساني رحب، يتجاوز حدود الإقليم ويلامس أحاسيس تنتابنا، مهما تباعدت بنا المسافات ودارت بنا الأزمنة..قصص مجموعة منى الشافعي، ترصد حالة المد والجزر بين المرأة والرجل، وتسجل دقائق عواطف الأنثى غير المستقرة وأزمات القلق التي ترتسم في سماء حياتها، بكل ما يمثله ذلك من أوجاع وأحاسيس متضاربة، تنهش قلب المرأة وعقلها كل هذا أمام رجل متقلب المزاج، غير مستقر القرار والعاطفة، مراوغ، غير مخلص، لا يترك للآخر إلا ذكريات أليمة، ترسم حروفها على شغاف قلبه من يوقع بهن،ليبقين مسكونات بحزنهن الدفين وفجيعتهن الحارقة التي لن يجدن من يستمع لهن،فينكفئن على ذواتهن، يسكبن آلامهن دموعا وآهات وينثرنها قطعاً من ذواتهن على الورق.أما اللون الأحمر الذي يتكرر في اكثر من قصة وموقع، فله دلالاته وإيحاءاته التي تغوص تسبح في الذاكرة بعيدا، قد يمتد في أغوار الطفولة التي ما زالت تختزن خيوطاً من تجارب غير مرضية مرت على نساء تلك القصص.

m_alshafei@hotmail.com




Wednesday, November 25, 2009

قراءة في كتاب الامام الحسن


الدكتور أحمد السيد يعقوب الرفاعي


****






غلاف الكتاب

*******


























كتبت منى الشافعي في صحيفة القبس



**********************



هل كان مزواجاً .. وما قصة صلحه مع معاوية؟



الحسن رجل المواقف الصعبة.. في دراسة جديدة



*****************************


ليس من السهولة الكتابة عن سير الصحابة وعظماء المسلمين، مثل سير الخلفاء الراشدين وأهل البيت (رضي الله عنهم)، لانها تحتاج إلى منهجية علمية سليمة وواضحة، تلتزم الدقة والحيادية، وتتصف بالصدق والموضوعية، والبعد عن العواطف والأهواء، وهذا ما يميز جميع كتابات وأبحاث الدكتور أحمد سيد يعقوب الرفاعي، مع العلم انه يتحدر من سلالة آل البيت الكريمة. كما انه نشأ في بيئة دينية، وتربى في أسرة محبة للخير، والصلاح، وهبت نفسها لخدمة الاسلام والمسلمين، ساعده ذلك ودفعه للاهتمام بكتابة سير الصحابة وآل البيت (رضي الله عنهم).
في كتابه الجديد السادس والأخير في سلسلة الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم)، الموسوم «سيد أهل البيت أمير المؤمنين الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) من ميلاده إلى وفاته».. يواصل أبحاثه التاريخية المتميزة، وكتاباته النيرة في موضوع سيرة عظماء المسلمين، حيث يقول: «ان ما نريد ان نبينه في كتابنا هذا، ما هو الا محاولة للتعرض لسيرة وجهاد الإمام الحسن (رضي الله عنه)، ومعرفة محاولته اتمام مسيرة أبيه الإمام علي (كرم الله وجهه) من قبله، وما حدث له من مآس على يد اولئك القوم الذي خذلوه بعد ان خذلوا أباه الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) من قبل وقتلوه، ومن ثم أخاه الإمام الحسين (رضي الله عنه) من بعده،.
يحتوي الاصدار على عشرة فصول تضمنت دراسة شاملة ومستفيضة لسيرة الإمام الحسن (رضي الله عنه).. أثراها د. الرفاعي بآرائه السديدة الصحيحة، ولم يغفل آراء غيره من المؤرخين الآخرين الذين استشهد بآرائهم المختلفة للموضوعات المطروحة في الكتاب.

ألقابه وخلافته
********

من ألقابه (رضي الله عنه).. هو الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.. ويلتقي هو وأخوه أبو عبدالله الحسين بانهما سيدا شباب أهل الجنة، وهما أحفاد الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم).. وهو خامس الخلفاء الراشدين، وثاني خليفة من بني هاشم.. وم.نْ ألقابه لَقب أمير المؤمنين.
ويضيف: «قد يقول قائل ان الفترة التي تولى فيها الإمام الحسن (رضي الله عنه) قصيرة، فهي لا تتعدى الأشهر الستة، ولكن أقول ان المدة ليست بالمقياس، فالبيعة العامة والأعمال العظيمة التي قام بها هي الأساس لتنصيب الخليفة، وليست الفترة الزمنية».. لذا استعرض لنا د. الرفاعي موضوع الخلافة في الإسلام ليبين بالتالي صحة خلافة الإمام الحسن (رضي الله عنه)، وما أثير من شبهات حولها.. ولقد أكد صحة خلافته، عندما بيّن لنا ان المسلمين كافة سواء من الأنصار بزعامة الصحابي الجليل قيس بن سعد (رضي الله عنه) والمهاجرين وآل البيت (رضوان الله عليهم) بزعامة عبدالله بن العباس (رضي الله عنهما)، قد بايعوا الإمام الحسن (رضي الله عنه) بالخلافة.

إشاعة كثرة زواج الحسن
***************

استعرض د. أحمد كل ما قيل عن كثرة زواج الإمام الحسن (رضي الله عنه) وطلاقه وعدد أولاده، وغيرها من الإشاعات التي لا يمكن ان يقبلها أو يصدقها إنسان.
مما قيل حول هذا الموضوع ان الحسن (رضي الله عنه) كان مطلاقا للنساء.. وأحصى تسعين امرأة.. وهناك مَنْ بالغ في هذا العدد فبلغوا ثلاثمائة.. وقيل، كان الحسن يتزوج ويطلق.
أما رأي د. الرفاعي في ذلك فنقتطف منه الآتي:
«إذن، يُفهَمْ مما تقدم بان الإمام الحسن (رضي الله عنه)، كان مزواجا، اشتهر بكثرة الزواج، وقد بالغ البعض حتى عدّ ما لا يقل عن سبعين زوجة في المعدل الذي ذكر اضافة لاحتفاظه بأربع حرائر. لذلك فإن المنطق يتطلب ان يكون لديه كم من الذرية لا تقل بأي حال من الأحوال عن الخمسين إلى السبعين، ما بين الذكور والإناث».
ويضيف:‍ «إذن أين أولاده هؤلاء من تلك الزيجات الكثيرة؟ ولماذا لم يزد أحد الرواة فيذكر ان له على الأقل ما بين الخمسين إلى الستين من الأبناء؟» ويختم رأيه بقوله: «نعم قد يكون مزواجا ولكن ليس بهذا العدد من النساء، فهؤلاء العظماء لا يجرون خلف الدنيا ومتاعها.

الصلح
****

ركز د. الرفاعي على موضوع خطير قد يكون حيّر بعض المؤرخين، ألا وهو صلح الإمام الحسن (رضي الله عنه) مع الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه).. وهل كان الإمام الحسن (رضي الله عنه) على حق عندما وقّع على صحيفة الصلح.
وقد استعرض العوامل التي ساعدت في تعجيل اتخاذ قرار الصلح.. ثم بيّن هل كان الإمام الحسن (رضي الله عنه)، ذا طبيعة سمحة أم كان فعلا سياسيا ذا خبرة؟
أما رأيه الشخصي فيقول: «وخلاصة القول ان الإمام الحسن (رضي الله عنه) - في رأيي - مجبور على هذا الصلح الذي لم تكن تتوافر فيه خيارات أو وسائل أخرى كان يستطيع من خلال استعراضها ان يختار أحسنها وأفضلها.

خلاصة
ورأي
********

هكذا استعرض د. الرقاعي في هذا الكتاب، حياة الحسن (رضي الله عنه) ورسالته وكفاحه.
كما بيّن، كيف ان الحسن (رضي الله عنه) كان يحب السلام لانه رجل السلام، ولم يكن يحب الظلم، فعندما أحس بالموت وبفكرة ان هناك من سََمّهُ، لم يخبر أحدا بها حتى لا يظلم بريء.. كان فعلا رجل المواقف الصعبة.. وقد أثبت بحق انه الخليفة الراشدي الخامس الذي ظلمه التاريخ .
مهما كتبنا عن هذا الإصدار القيّم، فلا يمكن ان نوفيه حقه من خلال تلك الومضات المختصرة والفلاشات القليلة.. لكننا على الأقل حاولنا ان نبرز أهم القضايا والاشكالات الواردة بين دفتيه عن حياة الإمام الحسن (رضي الله عنه)، والتي تشكل أهمية الكتاب وخصوصيته.
وان أهم ما حققه د. أحمد الرفاعي في هذا الكتاب، هو طرح لقضايا واشكالات كانت تحمل أكثر من رأي عن حياة الحسن (رضي الله عنه).. وتعزيز الحقائق المنطقية التي لها أيضا أكثر من رأي، اضافة إلى رأيه الشخصي المحايد. كما يعتبر الكتاب دراسة كافية ووافية وشاملة، مزودا بالمراجع والمصادر والهوامش التوضيحية التي تثري الموضوع وتعززه.. وهو عمل قيّم أثرى المكتبتين الكويتية والعربية، حول هذه السيرة العطرة.
كما يعتبر الكتاب مرجعا مهما جديرا بالقراءة والاقتناء، كما انه يستحق الصدارة مع قائمة الكتب الإسلامية والتاريخية، لمصداقيته وحياديته.


************


m_alshafei@hotmail.com

















Tuesday, November 17, 2009

ثقافة العمل التطوعي


يعتبر العمل التطوعي نوعا من العطاء الاجتماعي في شتى مجالات الحياة ومتطلباتها اليومية، وذلك من المتطوع إلى مجتمعه.. وتقديم العون والمساعدة إلى الآخر وتلبية احتياجاته.. وأهم ما في هذا العمل أنه عمل من دون مقابل مادي ولا حتى معنوي، لأنه خدمة إنسانية لمن يحتاجها.. يشعر حيالها المتطوع بنوع من المسؤولية تجاه مجتمعه وناسه، وبلده، وبرغبة ورضا ودافع ذاتي.
***
قامت تلك الحركة الإنسانية في المجتمعات المتحضرة لتأكيد التعاون الاجتماعي في مجتمعاتها، ويوما بعد آخر أخذ مفهومها يتسع ويكبر مع تطور المجتمع وتناميه ليشمل مشاركة هذه الحركة في خطط الدولة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والتوعوية والثقافية.. وأغلبها كانت تقوم بجهود إما أفراد أكفاء أو جماعات ذات إرادة نبيلة، طيبة، بعيدة عن أي مكسب مادي، أو أي طمع لشهرة أو ظهور.
***
مثل هذا المجال الحيوي الحضاري وتلك الحركة الإنسانية، بالضرورة تخدم المجتمع وتنهض به وتساهم في تطوره. ونحن في الكويت في أمسّ الحاجة إلى خلق وتفعيل حركات العمل التطوعي التي نحتاجها في شتي أمورنا الحياتية، لأن الدولة مهما حاولت أن تعمل جاهدة لتأمين الحياة الكريمة والراحة النفسية لمواطنيها، فإنها ستترك بعض النواقص التي تحتاج الى من يكملها.. وهناك أيضا بعض الثغرات التي تتطلب مَنْ يملأها.. حتى يظل جسد المجتمع متعافيا ويتمتع بصحة قوية، وبالتالي، فجميع جمعيات ومؤسسات النفع العام التطوعية تكمل دور مراكز ومؤسسات الحكومة وتدعمها وتقويها.
يخبرنا التاريخ أن العمل التطوعي في الكويت بدأ كفكرة في أوائل القرن العشرين، ومع الوقت تطورت هذه الفكرة واتسعت، وهذا يعني ان الكويت كانت سباقة في هذا المجال الانساني، فلماذا إذاً لا نكثف ونزيد من اتساع هذا العمل، والذي يتطلب منا تحفيز الشباب وتشجيعهم على الإقبال والمشاركة في مختلف مجالاته، وتدريبهم وتأهيلهم كل حسب إمكاناته وقدراته، ثم تطوير طاقاتهم وكفاءاتهم بما يخدم هذا المجال وينميه.. وهذا ايضا يتطلب نشر برامج توعوية حول الموضوع، خصوصا في المدارس والمعاهد والجامعات، لكونها أرضية مناسبة لنمو وتفعيل هذا العمل الإنساني وتقوية روافده وتنويع أنشطته.. غير متناسين دور البيت والمجتمع في نشر التوعية التطوعية، لأن ثقافة العمل التطوعي تحتاج إلى دعم شامل من البيئة المحيطة بالشباب/ بالفرد، وبالتالي على الجميع المشاركة في نشر هذه التوعية للأهمية والفائدة العامة، المتمثلة مثلا في تشجير الساحات الجرداء والارصفة، وصيانة الحدائق العامة والمنتزهات، مساعدة رجال المرور، لا سيما ان الاختناقات المرورية أصبحت على مدار الساعة، وليست في أوقات الذروة فقط، مساعدة البلدية في تكملة مشاريعها الصغيرة، مساعدة الأسرة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الأمور، المساهمة في أعمال جمعية الهلال الأحمر الإنسانية، جمع التبرعات لإنجاز أعمال خيرية تحتاج اليها البلاد، مساعدة العجزة وكبار السن.. حتى عمليات الإطفاء والإخلاء تحتاج إلى تطوع الشباب القادر لأن حرائق الصيف عادة عندنا متعددة الأشكال..، المساعدة في المحافظة على البيئة، خصوصا النظافة العامة.. عدا المشاكل الكبرى الكارثية ــ لا سمح الله ــ لا ننسى أبدا أن الفتاة/ المرأة، كما الشاب/ الرجل، في هذا النشاط الحيوي الإنساني.

Sunday, November 15, 2009

صور أخرى ليلو ستون بارك

*
**
****
هذه صور أخري ليلو ستون ناشيونال بارك
أتمنى أيها القارىء أن تتصفح الموضوع كاملا
المنشور في جريدة القبس
بضغطة بسيطة على اللنك
المنشور أسفل هذا الموضوع
والذي يحمل عنوان
( يلو ستون ناشيونال بارك تناديك)
*****
















يلو ستون ناشيونال بارك .. تناديك