برنسيس إيكاروس

Wednesday, June 24, 2015

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. تحية!


كتب منى الشافعي
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. تحية!
***
      لست هنا لأقيم فعاليات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأنشطته الرائعة المستمرة طوال العام، فمن المعارض الفنية المتنوعة، الى المهرجان المسرحي، والايام الثقافية العالمية، مرورا بالمحاضرات والندوات المختلفة، وغيرها الكثير، فضلا عن مهرجان القرين، ومعرض الكتاب السنوي. لكنني هنا أقدم الشكر وأجمل تحية، على أمسيات مهرجان الموسيقى الدولي، الذي استمرت فعالياته على مدى أسبوع مبهج، والذي حفزني للكتابة هو احدى اجمل الفعاليات التي أبهرتني وأعجبت الحضور، أمسية حفل فرقة ام كلثوم للموسيقى العربية، التي أقيمت مؤخرا على مسرح الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، تلك الفرقة المتكاملة المتناغمة التي أطربت الجمهور الكثيف المتعطش للفرح، فكانت كلمة الله.. الله.. تخرج من القلوب المستمتعة باللحن العذب، وبالأصوات الشابة الطربية، وبالكلمات الراقية، بعفوية وتلقائية، اما التصفيق الحاد، فكان التعبير اللحظي عن الإعجاب بالطرب الأصيل من الزمن الجميل، فشكرا لمن أعادنا اليه على مدار ساعتين. كانت خلالها اكفنا تسبقنا بالتصفيق، وأجسادنا تهتز مع النغم الجميل. فليس عيبا او حراما ان نستمتع بهكذا فن راق. والجميل كان الحضور لافتا لكل أمسيات المهرجان المتنوعة. ***تعتبر الموسيقى عنصرا جميلا رائعا مهما من عناصر الحياة، لأنها تهذب النفوس وتمتع القلوب. قال المؤلف الموسيقي الهنغاري زولتان كوادي: «الانسان من دون موسيقى ناقص وبعيد عن التكامل». كما اعتبر افلاطون الفن الموسيقي احد المحركات الرئيسية السامية للبشر، لان الموسيقى هي الصدق والحقيقة، التي توجد منذ بدء الخليقة، ومن خلالها عرف العالم النظام وتحقق له التوازن.اذاً.. ليع. البعض منا، ان الموسيقى ليست ترفا يمكن الاستغناء عنه، بل هي حاجة حيوية، وثقافة عامة، وعنصر جمالي وترفيهي وتربوي، واحد الفنون التي تغذي النفوس وتهذبها في كل المجتمعات المتحضرة، وهي ككل الجمال الذي يزين الوجود ويحيط بنا لنرتقي به ونتطور. والاجمل ان الموسيقى لغة عالمية تحمل هوية الحب والسلام، فلماذا يرفضها البعض منا ويتحرج منها ويحرمها، كما يحلو له ولتوجهاته وأهوائه؟ ***تحية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على اختياره المميز، واستضافته لمثل هذه الفعاليات الراقية التي نعشق ان نعيش أجواءها، ونتمنى ان نستمتع دائماً بعذوبتها، وجمالها.منى الشافعيm_alshafei@hotmail.com alshafei_ m@
جريدة القبس 16 يونيو 2015
 
 
 
 
 
 
 
 

Saturday, June 13, 2015

.. إذاً لنبدأ من هنا !

كتبت منى الشافعي

.. إذاً لنبدأ من هنا !
***

    هل فكرنا كيف سنخطط للحصول على ثروة وطنية جديدة بعد الثروة النفطية.. وذلك بسبب السياسات العالمية الجديدة التي أخذت تتحكم بأسعار وشؤون الثروة النفطية في الآونة الأخيرة، والصراعات السياسية، والحروب التي تدور حولنا وتحيط بنا؟
***
    يعتبر الإنسان من أهم عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. وبالتالي يحتاج إلى تطوير وتدريب يرافقانه بصورة مستمرة، خصوصاً في التربية والتعليم الحديث المتجدد الذي يشهده العالم المعاصر.
    لذا، ليس أمامنا في الديرة إلا استثمار رأس المال البشري. فماذا أعددنا له، وهو ثروتنا المستقبلية الوحيدة؟.. ولنا في اليابان خير مثال حي.
    يقال إن الظهور الحقيقي لنظرية رأس المال البشري الجديدة كان من خلال مقال «الاستثمار في الرأسمال البشري» الذي نشره الاقتصادي تيودور شولتز، عام 1961.
وبحسب هذه النظرية، أيضاً، يقال إنها تعد الموارد البشرية بمنزلة رأسمال، لها أهمية الموارد المادية الأخرى نفسها، وتسير بالمبادئ نفسها، وإن الاستثمار في العنصر البشري هو كل إنفاق استثماري على التربية والتعليم يؤدي إلى زيادة إنتاجية الفرد الذي حصل على التعليم، وبالتالي زيادة دخله ورفع مستوى معيشته.
***
    نعرف جيداً أنها مهمة صعبة في البداية، لأنها تحتاج إلى الكثير من الوعي والتفكير والتخطيط، والوقت والجهد، ولكن مع هذا يجب ألا نهمل هذا الخيار الحضاري حتى لا نتخلف، فنندم في القادم من الأيام. لأن هذا النوع من الاستثمار بالضرورة سيحل لنا أكثر من مشكلة اجتماعية واقتصادية. فَلَو بدأنا بتغيير جذري في برامج التربية والتعليم، معتبرين التعليم استثماراً وليس استهلاكاً، وأن الاستثمار في الرأسمال البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار في رأس المال الطبيعي، وربطنا مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى قدر كبير من الأيادي العاملة الماهرة المتدربة، والعقول المفكرة، وذلك لزيادة الإنتاجية وجودتها، لنجحنا في التغلب أو الحد من البطالة التي يشكو منها شبابنا. وذلك بإيجاد فرص عمل متنوعة لحملة الشهادات المختلفة بدرجاتها وتخصصاتها الحديثة، وفتح مجالات كثيرة لوظائف متناسبة مع متطلبات العصر التكنولوجي الحديث المتسارع، ولوجدت أفكار حديثة متطورة تساعد في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية بشكل سريع ومستمر.
     وبالتالي، فدور التربية والتعليم الحديث المتطور، ووسائل التدريب والتأهيل، في التنمية البشرية، والاقتصادية والاجتماعية، يشكل أهمية كبيرة في زيادة ثروة المجتمع، والقضاء على أغلبية مشاكله الاقتصادية والاجتماعية، وفي تقدم الأمم والشعوب وتطورها... إذاً، لنبدأ من هنا!

منى الشافعي
m_ alshafei@hotmail.com
@alshafei_m
نشر في جريدة القبس : 13/06/2015

المزيد من مقالات الكاتب

Wednesday, June 03, 2015

شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة للتسامح!

كتبت منى الشافعي

 
شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة للتسامح! 

***

ها هو شهر رمضان المبارك يدق الابواب. ايام قليلة تفصلنا عن نوره البهي. وبما انه شهر الطاعة والإيمان والرحمة والتسامح، فلماذا لا نستغل حضوره الفضيل، ونجعله شهرا بلا كراهية؛ لتنقية قلوبنا، وحماية عقولنا من التلوث الناتج عن الكراهية والحقد والأنانية تجاه الآخر المختلف، ونطهر نفوسنا من الشوائب غير المرغوب فيها التي لا تزال عالقة في أعماقنا؟
***
إذاً.. فلنبسّط الأمور فيما بيننا، ونحاول بكثير من الشفافية والعقلانية، أن نتقبل الآخر، ونعترف بحقه في الوجود الانساني، ومشاركتنا العيش في مكان واحد، ونعطيه الحق في الاختلاف، لأن الاختلاف باق ما بقي الوجود الانساني على الارض. قال الله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».
وبالتالي، فشهر رمضان الفضيل فرصة عظيمة وطيبة للبدء في التسامح، ونبذ الخلافات والصراعات، والتشنجات، التي لا مبرر لها بيننا، والتي اخذت تظهر بصورة لا تشبهنا، في الفترة الاخيرة، من خلال وسائل شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، وذلك حتى نلائم ونتخطى هذه المرحلة العصرية الكونية السريعة بجغرافيتها الجديدة المحيّرة، وتاريخها الحديث، الذي أخذ يتشكل بسرعة لافتة، ناهيك عن فوضى عالم اليوم ورماديته، غير متناسين اننا لسنا بمعزل عنه.
لذا.. علينا كمواطنين أن نركز على مصلحة الوطن، ولحمته وتماسكه، ومصلحة الجماعة، متناسين المصلحة الفردية، والإفراط في تضخيم الأنا. ولنكن جميعا صفا واحدا، وصوتا واحدا، في وجه كل من يحاول ان يبث سموم التفرقة، وزرع الطائفية والمذهبية والقبلية وغيرها في جسد ديرتنا السليم المعافى، وفي وجه كل من يحاول ان يؤجج نار الفتنة، وتوسعة ثغرات الخصام بين أطياف مجتمعنا المتحابة المسالمة.
كما يجب علينا كمواطنين ألا ننسى ان ثقافتنا الكويتية، التي تربينا عليها، ترفض بشدة مثل هذه الامور، والسلوكيات غير المألوفة عندنا.. نحن كنا، وما زلنا، وسنظّل، شعب الاسرة الواحدة، وديرتنا على صغر مساحتها، الا انها كانت، ولا تزال، وستظّل تتسع لجميع اطياف المجتمع، وتشكيلاته، محتضنة الجميع بيديها الحانيتين. ولنع جيدا ان كل واحد منا، من دون الآخر لا شيء.
مبارك عليكم شهر رمضان الكريم، وعساكم من عواده، وكل سنة والجميع، مواطنين ومقيمين، بخير وصحة وعافية.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 03/06/2015

المزيد من مقالات الكاتب