برنسيس إيكاروس

Sunday, July 07, 2013

التعايش السلمي !


كتبت منى الشافعي

التعايش السلمي


تم النشر في القبس  2013/07/03
• إذا كانت الأديان، خاصة الإسلام، تدعو الى المحبة والتسامح، فمن الظلم أن تلوث البشرية أصابعها بدماء الأبرياء

******
ظهر مصطلح «التعايش السلمي» كمفهوم جديد في العلاقات الدولية الإنسانية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، يعني هذا المصطلح انتهاج سياسة تقوم على مبدأ قبول فكرة تعدد الأديان، والمذاهب الايديولوجية، والاتجاهات المختلفة والمتعارضة بين الأمم المختلفة، ونظراً الى هذا المفهوم، سيتم تبادل المصالح التجارية والاقتصادية، وتشجيع الحوار، وتبادل الآراء، والتفاهم والتعاون في كل المجالات الحياتية، فيما بينها.
ومنذ تلك الفترة والعالم يتعايش سلمياً على اختلاف أديانه ومذاهبه وعقائده وايديولوجياته ولونه وشكله وتفكيره وغير ذلك من الاختلافات
واذا نظرنا بعجالة الى ديننا الإسلامي السمح، فسنجده لا ينكر الأديان الأخرى، بل يشجع التعايش معها بمحبة وأمن وأمان. أما التاريخ فيخبرنا أيضاً ان الحضارة الإسلامية ذات ثقافة منفتحة على حضارات الأمم والشعوب الأخرى، وثقافاتها المتنوعة، غير متناسين ان جميع هذه الثقافات تنادي، كالإسلام، بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف عنها، سواء بالعقيدة أو اللون أو الشكل أو غير ذلك

***
إذاً، من الظلم ان تتصارع الشعوب وتتبارى في سفك دماء الأبرياء، خاصة الأطفال، بسبب الاختلاف في المعتقدات، فما بالك بين أبناء الشعب الواحد، أبناء الوطن الواحد، أصحاب الأرض الواحدة، والأنكى أصحاب الدين الواحد؟! أليس ما يحدث اليوم بين بعض الأشقاء العرب من صراع وقتال طائفي ومذهبي، هو حالة شاذة بعيدة عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة الحيوية، وتشويه لصورة الإسلام الإنسانية الراقية؟

***
إذا أدركنا ان الأصل في الحياة هو الاختلاف، وان التعدد والتنوع، سواء في العقيدة أو الفكر أو القدرات أو الإمكانات وحتى اللون والشكل، أمر طبيعي، ومن سنن الله تعالى الفطرية، وان الاختلاف لا يعني التفرقة، واذا اقتنعنا بان الاختلاف بكل صوره يثري الحياة الإنسانية وينميها فكرياً وعلمياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.. واذا انتبهنا الى ان الإنسان كائن اجتماعي من الصعب ان يعيش بمعزل عن الآخر المختلف عنه، وان هناك ضرورات حياتية مشتركة تستدعي هذا الاختلاط.. واذا عرفنا ان الاختلاف ظاهرة إنسانية عالمية، يجب علينا التعايش معها وتقبل وجودها بيننا، وبالتالي يجب علينا أن نتقبل الآخر، خاصة الأخ الشقيق، ونحترم اختلافه ونبدي رغبة أخوية صادقة في التسامح والتعاون معه لمصلحة الإنسانية جميعاً، من دون ان نتأثر بالبعض الحاقد، الذي يشعل نار الفتنة، ويؤجج أساليب التفرقة بين الأشقاء خاصة، وبين الناس عامة، متخذاً الأديان والمذاهب مادة حيوية لخططه اللاإنسانية، ولمصالحه الشخصية، «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» الحجرات: 13


منى الشافعي
 alshafei_m@

الإشاعة.. كلاكيت مجدداً!


كتبت منى الشافعي

الإشاعة.. كلاكيت مجدداً

القبس 25 يونيو 2013

******

 تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم لبقاء الأمن والأمان والاستقرار، خاصة ان المنطقة حولنا تغلي .

********************************************************************************************

كتبت عن الإشاعة أكثر من مقال، في ظل ظروف تستدعي ذلك، محذرة من بث الإشاعات البشعة وترويجها.. وها أنا تضطرني ظروف اليوم أن أكتب مرة أخرى عن الإشاعات التي بدل أن تتوقف لتختفي، تصاعدت حدتها بشكل قوي، لتساهم في قلقنا، وتزيد من توجسنا وتوترنا مما هو آت!

***

مع تسارع الأحداث السياسية المختلفة، والمتغيرات المضطربة في منطقة الشرق الأوسط، والتي لسنا بمعزل عنها.. بل أخذت تقترب منا قليلا.. وفي ظل هذا الاقتراب، والحالة السياسية والاجتماعية التي نعيشها في الداخل بأجوائها المحتقنة.. واستمرار الصراعات الخارجية المتصاعدة، وربيعها الذي لم ينته.. ونظرا لوجود تقنية وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة، التي يعرفها الجميع، ويستخدمها أغلبنا، مثل تويتر، فيسبوك، واتس آب، انستغرام وغيرها، عدا الدواوين المحلية، والملتقيات الخاصة والعامة في الديرة، فقد ازدادت فورة الإشاعة، وتطورت، لتجد لها مكانا خصبا في عقول الناس ونفوسهم.

***

أما مَنْ يبث هذه الإشاعات السمجة ويروج لها، فهم أصحاب النفوس الضعيفة، والوطنية المعدومة، والضمائر الميتة.. ومثل هؤلاء يتصيدون الوقت المناسب، حسب أجنداتهم التخريبية لبث الإشاعات لمصلحة الجماعات التي ينتمون إليها، التي تهدف من وراء هذه الأفعال الفاشلة، الى إشعال جذوة الفتنة، والتفرقة بين المواطنين، وزعزعة الثقة في ما بينهم، والهدف الأساسي تفكيك الجبهة الداخلية، ليصبح كل فرد منّا يخشى أخاه، ويتربص به، جراء تلك الإشاعات الكاذبة.. هذا ما يريدونه ويتمنون حدوثه.. فهل نساعدهم على تحقيق هدفهم؟!

 
*** 

عاش أهل الكويت سنوات طويلة، داخل السور وخارجه، كأسرة واحدة، لم يستطع ان يفرق بينهم أحد، بل إن الغزو العراقي عام 1990، عزز هذا التماسك والترابط والتلاحم، وأكد مبدأ الأسرة الواحدة.. فهل بعد هذا تفرق تماسكنا مثل هذه الإشاعات المدسوسة الكاذبة؟ ونحن في أمسّ الحاجة إلى هذا التماسك، وذاك الترابط، الذي كان ولا يزال سمة أهل الكويت، وهذا ما نتمناه ونسعى إليه جميعا، لا سيما والمنطقة من حولنا تمر بظروف حساسة غير مسبوقة، وحالة سياسية متأزمة غير مريحة، مشوبة بشيء من الغموض والضبابية.

نتمنى علينا جميعا، مواطنين ومقيمين، التحلي بضبط النفس، والتصدي بقوة وثقة لمثل هذه الإشاعات المخرّبة، البشعة، الباطلة، والامتناع عن ترويجها، غير متناسين أن تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم لبقاء الأمن والأمان والاستقرار الداخلي، خاصة المنطقة لا تزال تغلي بأجوائها المأزومة من حولنا.

لنتذكر جيدا أن الإشاعة سلاح الجبناء، الضعفاء، الفاشلين الذين يختبئون خلف دخانها! 

منى الشافعي
alshafei_m@

كويت الأسرة الواحدة !


 
كتبت منى الشافعي

كويت الأسرة الواحدة!


تم النشر في 2013/06/19
• الكويت رغم كل التقلّبات والأزمات والأحداث والمصاعب الإقليمية والعالمية، لا تزال تغمرنا بحبها. لنكن نحن القلة من العباد الشاكرين.
*************************************************************************

يا جماعة، لنقدِّم للكويت الحب والولاء، الاخلاص والانتماء، لنقدم لها المواطنة الصالحة، الصادقة، لنصُنْ كرامتها، لنرد لها بعضاً من دينها الجميل، الذي يزين رقابنا، لنَعِ أن الكويت رغم كل التقلبات والازمات والاحداث والمصاعب الإقليمية والعالمية، لا تزال تغمرنا بحبها، وعطاياها بغير حساب.. فلا أقل من ان نتمسك بوحدتنا الوطنية، وذلك بالتقارب والتكاتف والتلاحم، ونبذ الطائفية والفئوية والعرقية، والقبلية.. وغير ذلك، حتى تستطيع الكويت الغالية ان تتحمل صعوبة ما يحدث حولها، والتخفيف من ابعاده وآثاره المتسارعة، وبالتالي لنضع - دائماً - نُصب أعيننا أننا كنا - ولا نزال - «كويت الأسرة الواحدة»، وهذا أقل ما نقدمه لأمنا الكويت الحنون.
***
• تعزيزاً لما ذكرته.. فقد وصلت إليّ عن طريق «الواتس آب»، رسالة رائعة، تقطر محبة للكويت وأهلها، فوجدت من المصلحة العامة ان نقرأها معاً، وهي على شكل تساؤلات وامنيات، لعلنا ندرك ونعي ان كنا غافلين! وهي من مجموعة «أُحِبّ الكويت».. سأقتطف منها ما استطعت، لأنها طويلة:
رغم كل السلبيات، الكويت لا تزال «رقم واحد» في العالم.)
هل جربت الهجرة لأجل البحث عن المال، كالمصري والبنغلادشي وغيرهما، هل جربت الخوف كالفلسطيني، هل جربت الجوع كالصومالي، هل جربت ان تمنع او تحرق لأجل دينك وصلاتك كمسلمي بورما، هل جربت الضرائب يوماً كالإنكليزي والفرنسي والاميركي، والاسترالي وغيرهم، هل جربت ان بلدك كان آمنا يوماً، واستيقظت بلا بيت او مؤونة كالعراقي والسوري، هل فكرت أن تكون الدراسة الجامعية مكلفة مادياً بدلاً من مجانيتها، ومع مجانيتها حصولك على مكافأة شهرية؟ فانكلترا تكلف الدراسة فيها حوالي 14 الف دولار سنوياً، كما هي فرنسا واليونان واسبانيا وغيرها من الدول الاخرى!
هل جربت ان تسير في الطرقات وتدفع رسوماً لذلك، كمعظم دول اوروبا واميركا وغيرها من دول العالم الاخرى؟!
***
سبحان الله، مساجدنا في كل مكان، نصلي بأمان، بيوتنا آمنة، لا نعاني مشكلة في حجاب نسائنا وبناتنا، ننعم بالأمن والأمان، سياراتنا فارهة، غذاؤنا يأتينا من كل مكان في العالم، نشرب الماء بأقل التكاليف، البنزين اقل من تكلفة الماء، الكهرباء بأقل التكاليف، مقارنة بدول العالم المتقدمة، علاجنا بالمجان.. صحة وستر لله الحمد.
«وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها».
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، هذه الكويت وطني، بلادي، احبها بكل ما فيها.. لا بد من تذكير الناس بالنعمة التي يعيشونها، ليس بالضرورة ان يتحقق لنا كل شيء، فحتى الدول التي تنادي بحقوق الانسان والديموقراطية وغير ذلك، لم تحقق لمواطنيها كل شيء.. لا يوجد احد كاملا، فالكمال لله وحده، عز وجل!
نحن بخير، والحمد لله، فلنحمد الله على الايجابيات، ولنعمل على تصحيح السلبيات، جعلنا الله من الشاكرين على النعم، الصابرين على البلاء، قال تعالى: «وقليل من عبادي الشكور».. أعان الله الجميع لما يحب ويرضى .
(انتهى).
***
يا أهل الكويت الطيبين، يا جماعة الخير، لنكن نحن القلة، من العباد الشاكرين، هل هذا كثير على ديرة، مثل ديرتنا الكويت الحبيبة الرائعة؟!


منى الشافعي
@alshfei_m