برنسيس إيكاروس

Sunday, January 31, 2016

تخفيض الطموحات!


 

تخفيض الطموحات!

منى الشافعي

نشر في : 30/01/2016
آلمني ما قرأته، أخيراً، في جريدة القبس تحت عنوان «تخفيض الابتعاث..»، كما استفزتني هذه العبارة لكتابة هذا التمني «تقليص أعداد الابتعاث من 6 آلاف إلى ألفي مقعد أو أقل»، وذلك ضمن خطط وزارة التعليم العالي المستقبلية لترشيد الإنفاق في الوزارة.
***
حديثنا عن عيالنا الشباب أصبح هاجسنا اليومي، لأنهم مستقبل ديرتنا. إذاً، الاهتمام بالشباب مطلب وطني، سنظل نتحدث عنه، ولن نغفله أبداً، خصوصاً في ظل وضعنا الاقتصادي المتعثر، لأن الشباب يشكّلون الجزء الأكبر والأهم من نسيج مجتمعنا، بنسبة تقارب %69.
الشباب في كل العالم معطاء لمجتمعه ووطنه بقدرة كبيرة ملموسة. وبالتالي، يجب أن نسعى لخلق وتشكيل إنسان الغد الطموح الواعي المتماسك، الذي يعتمد على نفسه، بعيداً عن دلال الأهل والديرة، والذي يستطيع أن يفرض نفسه ويثبّت أقدامه على أرض الواقع المتحركة السريعة التي لا ولن تهدأ، نظراً للتسارع العالمي ومتغيراته. وعليه، أن يقاوم بثقة وقوة كل التحديات العالمية التي ستحيط به وبمستقبله ومستقبل ديرته، والتعايش معها في الغد القريب والبعيد الذي ما زلنا إلى اللحظة نجهل تفاصيل أبعاده ومتغيراته الجغرافية والتاريخية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
***
وبالتالي، نتمنى على وزارة التعليم العالي أن تذلل كل المعوقات والصعوبات والإحباطات التي تعترض طريق طموح شبابنا المتحمس للدراسة في الخارج، لأننا فعلاً نمتلك والحمد لله طاقات شابة متحمسة جادة وواعدة ترغب بالاطلاع على ثقافات أخرى عالمية متنوعة، واكتساب تجارب تصقلها وتنفعها في المستقبل.
نتمنى أن تنتبه الوزارة إلى هذه الفئة وتوليها العناية الخاصة، لأنها أمل المستقبل وثروة الوطن وكنز الديرة، وذلك إذا أردنا أن نتطور وننتج جيلاً قادراً على البناء التعليمي الحديث والمتطور. ولنا في اليابان أسوة حسنة!

منى الشافعي

حديقة الشهيد.. دهشة وإعجاب!


حديقة الشهيد.. دهشة وإعجاب!

منى الشافعي

نشر في : 22/01/2016

    أسعدتني زيارتي الى حديقة الشهيد، كما أدهشتني لتغريني بقضاء ساعات من المتعة والفرح، في التجوال بين معالمها المتميزة في هذا الجو الربيعي الخلاب.
حديقة الشهيد، ذلك الصرح الحضاري المتفرد من نوعه، أحد مشاريع الديوان الأميري - عساهم عالقوة - قام بافتتاحها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح - حفظه الله ورعاه - يوم الثالث من شهر مارس عام 2015. وتعد الحديقة اكبر معلم حضاري، راق، يقع في قلب العاصمة، في حي شرق تحديداً، بإطلالة جميلة على مباني العاصمة الشاهقة والعمارات المتنوعة باشكالها والوانها.
     ما يبهج العين، ويسر الخاطر، تلك المساحات الخضراء الواسعة، والتلال المزدانة بالاخضر، واشجار الزيتون الوارفة، وانواع من الاشجار الغريبة النادرة العتيقة والتي زرعت حديثاً، وغيرها من الاشجار والنخيل المثمر، والوان من الورد، واشكال من الزهور الفصلية الملونة المشرقة بالبهجة والفرح، والتي اقيمت على مساحة 220 ألف متر مربع، كما تضم الحديقة مجموعة من النوافير، وعددا من الشلالات المتناثرة هنا وهناك، ناهيك عن البحيرات التي اضافت لمسة جمالية انيقة إلى المكان. والاجمل ان هذا الاخضرار المتنوع يرسل دفقات حانية من الاوكسجين النقي لما حوله. وهكذا تعتبر الحديقة رئة العاصمة التي تتنفس منها.
     تتزين الحديقة بأكثر من نصب تذكاري حضاري فخم، نفخر به ونعتز، فنصب الشهيد الرائع، يجسّد ما قدمه شهداء الكويت من بطولات وتضحيات من اجل الوطن الغالي. اما نصب الدستور، فقد شيد بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 50 للمصادقة على الدستور، ويحتوي على 183 مادة نصّ عليها الدستور الكويتي. أما المنحوتات والمجسّمات الاخرى، فمتنوعة بالشكل والجمال. وتضم ايضا متحف الشهيد الذي يحتوي على مادة علمية، تاريخية، توثيقية وغيرها.
كما تحتوي الحديقة على ممشى لهواة التريض، وممشى للدراجات الهوائية، وعدد من المباني، واستراحات، وممرات، ومطاعم ومقاهٍ، ومحال لبيع الهدايا التذكارية، ونفق يؤدي الى بوابة الشعب، واكواريوم، ومنحل حديث، وشباك للطيور، وساحة للاحتفالات الرسمية، ومسرح مفتوح، ومتحف ومختبر للنباتات البرية والنادرة، وتحتوي على اضاءات ملونة جذابة وغيرها، عدا المسجد، ومواقف السيارات، وجميع الخدمات والمرافق العامة المتكاملة، التي تريح الزائر.
***
      نتمنى على القائمين والمسؤولين عن الحديقة مع التحية، ان تستمر فعالياتها وانشطتها الاسبوعية المتنوعة طوال العام، حتى تستقطب القاصي قبل الداني، وان تستمر خضراء مشرقة تنثر الفرح حولها مع بخات الاوكسجين، والاهم تحتاج الحديقة الى وسائل تعريف اكثر، ونوع من الدعاية المستمرة، حتى تصل للجميع، كونها متنفساً شعبياً راقياً، وصرحاً متميزاً!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

Sunday, January 17, 2016

كم زهرة عندنا!


كم زهرة عندنا!

***

       اسمها زهرة، فعلاً هي زهرة، بل أجمل الزهور.. تلك الفتاة الشابة الراقية في كل شيء.. مطار لندن كبير ومعقد، خصوصاً لمن تضطره وجهته إلى تغيير أكثر من طائرة، والوقت بين وصول الطائرة الأولى وإقلاع الثانية قصير، وهذا ما حدث معي، فحين استقللت القطار إلى تيرمنال، محطة B، حيث وجهة سفري، وفوّت/ ضيّعت محطة النزول، كانت هذه الشابة تتحدث إلى أحدهم قربي، وحين سمعت لهجتي الكويتية المرتجفة، وكنت خائفة أن أتخلف عن موعد إقلاع طائرتي لأن الوقت يدركني، وعندي أقل من ساعتين، والمسافرون بالمئات ينتظرون أدوارهم، ولا أدري ما هو التصرف الصحيح، كنت مرتبكة، فجأة التفتت إليّ بكل تواضع، واهتمت بمشكلتي وسألتني عن موعد طائرتي ووجهتها، ثم أخذتني إلى الطريق الصحيح السريع، الذي لم أكن أعرفه أصلاً، وكانت معي في كل خطوة من خطوات الأمور والإجراءات الرسمية المطلوبة، وبمساعدتها الكريمة التي تجاوزت ساعة زمن، اكتملت أمور السفر إلى وجهتي.. تنفست الصعداء.. شعرت بالأمان والامتنان لهذه الإنسانة الرائعة زهرة، التي لم تتركني لحظة، بل إنها أصرّت على أن تحمل حقيبتي الثقيلة لأنها انتبهت إلى ساقي التي تؤلمني، وأخذنا نسرع بحسب مقدرتي، وحين أوصلتني إلى المصعد المؤدي إلى اللاونج/ الاستراحة، بكل أمان واطمئنان، دعتني قائلة: «الدور الثاني وستجدين اللاونج أمامك، وحين تدخلين اسألي أولاً عن موعد إقلاع طائرتك ومكان وقوفها حتى تطمئني، واعتقد أنه قريب جداً من اللاونج، فلا تنزعجي، لا يزال لديك بعض الوقت لتستمتعي بشرب كوب شاي ساخن يريحك قليلاً» وتمنت لي رحلة آمنة وسعيدة، وكأنها تودع والدتها الحبيبة، وكأنني أحضن ابنتي الغالية، كما تمنيت لها، أيضاً، رحلة آمنة وسعيدة - بعد سبع ساعات ستقضيها في المطار، في انتظار طائرتها التي ستقلها إلى وجهتها، تصحبها السلامة.

      بصراحة، حين شكرت هذه الشابة الرائعة، كنت مسكونة بالفخر والاعتزاز بديرتي الكويت التي أنجبتها وأمثالها من شبابنا الحلوين، وقد أشعرني تصرفها الجميل، وعملها الطيب بمبادرتها السريعة لمساعدتي في هذه الحالة المربكة بالبهجة والسرور، كما أضاءت عينيّ بالفرح، والأجمل أنها ذكّرتني بأن مساعدة الآخرين هي أجمل أنواع الحب. أتمنى لكل الشباب أن يكونوا زهرة.
منى الشافعي
نشرت في29 سبتمبر

حتى لا نفقد الصورة الجميلة لديرتنا!


 

حتى لا نفقد الصورة الجميلة لديرتنا!

***
    يتصفح جواز السفر، يضع الختم، يمده إليّ مبتسماً، يفاجئني: «الكويت جميلة، أتمنى أن أعمل وأعيش في الكويت، زرتها مرتين، أحببت طيبة أهلها وكرمهم، الكويت بلد الامن والامان والاستقرار». لم أقاطعه، عدا الدهشة، فقد كنت مسكونة بالفخر والاعتزاز بديرتي الجميلة المرغوبة.. إنه موظف الامن في مدينة سان دييغو، ولاية كاليفورنيا ــ اميركا. قبله، موظف شركة الطيران، الذي استلم حقيبة السفر، وحين نظر الى الجواز الكويتي، أشرقت ابتسامته، يردد: «كم هي جميلة الكويت! ان اختي وزوجها يعملان في الكويت منذ 12 سنة.. كم اتمنى ان اعمل في الكويت الجميلة.. تقول عنكم انكم شعب طيب ومسالم وكريم». ثم فتح جهاز الايفون وأخذ يريني صوراً عن الكويت. وبكل فرحة يقول: «أختي تبعث لي يومياً صوراً عن الكويت، في كل تنقلاتها.. هنيئاً لكم بلدكم الجميل». يبدو انه حتى اميركا لم تحقق لمواطنيها كل ما يرغبون به، ويطمحون إليه.
في ولاية فلوريدا ــ اميركا.. حين عرف سائق التاكسي، الذي أقلّنا من المطار الى الفندق، أننا من الكويت، رحّب بنا مرة أخرى بحرارة، وكأنه يعرفنا من سنين، فسألته: هل تعرف الكويت؟ أجاب: «نعم أعرفها جيداً، وأتابع أخبارها منذ فترتي الغزو العراقي والتحرير وإلى اليوم.. الكويت بلد صغير، لكنه جميل ومسالم وديموقراطي، بلد امن وامان، اهله طيبون ومسالمون، انني معجب به ومتابع جيد لكل ما يدور في منطقتكم وحولكم من تقلبات واحداث، ومصاعب سياسية، واجتماعية، وجغرافية، اتمنى ان تحافظوا على بلدكم من كل هذه التحديات الجديدة». فعلا كان إنساناً مثقفاً، واعياً، ومطلعاً.
     مع انني كنت سعيدة وفخورة ومعتزة بهذه السمعة الذهب، عن ديرتي الجميلة، واهلها الطيبين المسالمين، الا ان كلماته نبهتني الى امور كثيرة، ربما كنت غافلة عنها.. نعم هناك تحديات اقليمية وعالمية، ولسنا بمعزل عنها، ولقد بدأنا بالفعل نفقد بعضا من صفاتنا التي جبلنا عليها وعرفنا بها، وحتى لا نفقد صورة ديرتنا الرائعة الجميلة، التي انطبعت منذ عشرات السنين في عيون وأذهان الآخرين، وحتى نظل فعلا ذلك الشعب المسالم الطيب المسامح والكريم، وحتى تظل ديرتنا بلد الدستور والقانون والأمن والأمان والاستقرار، والحرية والديموقراطية، يجب علينا ان نحب الكويت بكل صدق وامانة، ونبتعد عن الطائفية، القبلية، المذهبية، الفئوية، الفساد، الرشوة، والواسطة، ونقترب من الإحساس بالمسؤولية. وبالتالي نحن بخير، فقط يراد لنا جميعا ــ مواطناً، حكومة، أمة ــ الالتفات الى كثرة سلبياتنا، والاصرار على تصحيحها، حتى لا نفقد جمالنا وجمال ديرتنا!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

نشر في : 15/11/2015

مشغولة.. مشغول.. ما عندي وقت!


 

مشغولة.. مشغول.. ما عندي وقت!

***

    الأسرة هي نواة المجتمع الإنساني. أما الطفل، فهو مستقبل أسرته، مجتمعه، بلده. لذلك، فإن سنوات الطفل الأولى تعد الأساس في تكوين شخصيته وبنائها، ومعرفة ميوله واتجاهاته. وبالتالي، يجب أن نوليها الكثير من العناية والاهتمام، آخذين في الاعتبار أن الطفل يكتسب المبادئ والقيم والعادات، وكل أنماط وأخلاقيات وسلوك وملامح أسرته، وممن حوله في هذه السنوات. لذا، فإن مسؤولية الأسرة كبيرة وفاعلة في غرس المفاهيم الحياتية المعتدلة، والتصرفات السوية، في نفس الطفل وعقله، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حتى تترسخ وتكبر معه هذه العناصر الأخلاقية الجيدة، كي يندمج بعد ذلك في مجتمعه الذي يعيش فيه وينتمي إليه بكل ثقة وبساطة وفاعلية. لذا، على الأسرة الصالحة أن تنشئ أبناءها وتربيهم على ثقافتها، وألا تترك تربية أطفالها لأياد غريبة، وثقافات جديدة، تحمل مفاهيم وقيما وعادات ولغات لا تمت لمجتمعهم، ولا لبيئتهم بأي صلة.
***
     ما دفعني إلى الكتابة حول موضوع الأسرة تلك المشاهد الحية الجميلة التي صادفتني في كل المدن الأميركية التي زرتها أخيراً، ففي الأماكن العامة من حدائق بأنواعها، متاحف، معارض، وأماكن ترفيهية أخرى، ناهيك عن المولات والأسواق والنوادي وغيرها، تجذبك تلك الأسر الصغيرة والكبيرة التي يحتضن بعضها بعضاً بكل الحب والحنان، تلهو وتلعب، تمرح وتضحك، تأكل وتشرب، تدلل وتعتني، تستمتع بقضاء أجمل الأوقات مع صغارها. أحد أجمل ملامح الحياة الاجتماعية، اليومية الأميركية.
بصراحة، هذه المناظر الإنسانية الجميلة، المفتقدة في مجتمعنا الصغير، بقدر ما أسعدتني وأبهجتني إلا أنها تركت في نفسي حسرة. والأجمل والأهم أن هذه الأماكن العامة المختلفة التي ترتادها الأسر للترفيه والمتعة تخلو من المربيات. فروعة هذه الأسر تكمن في أنها لا تعتمد في تربية أبنائها على المربيات إلا فيما ندر. ناهيك عن بيوتهم التي لا تعرف العمالة المنزلية، بل يجدون الوقت الكافي للقيام بجميع شؤون أمورهم الحياتية اليومية بكل بساطة وسهولة. أما أغلبيتنا، فمتى نتخلص من هذه الكلمات التي أخذت تلازمنا كظلنا: «مشغولة، مشغول، مستعجل، ما عندي وقت»، فهل هناك صعوبة في محاكاة هذه الأمور الأسرية المبهجة، المفرحة؟!

***
    ما دام الشيء بالشيء يذكر، فإنه على ما يبدو أغلبنا منزعج، ومتضايق، ويتأفف من التركيبة السكانية في الديرة، التي تغيرت وتبدلت خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي أخذ يطالب بتعديلها وتصحيح مسارها. فهل فكرنا كمواطنين في الاستغناء عن بعض العمالة المنزلية، التي تئن، تغص بها بيوتنا، كخطوة أولى في طريق الإصلاح لتعديل التركيبة السكانية التي باتت تؤرقنا؟!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

 نشر في : 24/11/2015

حتى أوفِّر هذه القطرة لأحفادي !!


 

حتى أوفِّر هذه القطرة لأحفادي !!

***

     منذ أكثر من عقدين ونحن نسمع ونقرأ أن الحروب المقبلة هي حروب المياه، وهذه حقيقة، لأن المياه العذبة أصبحت شحيحة في بعض المناطق من العالم، كما

يحدث هذا أمامنا والعالم محاط بمحيطاته وبحاره، وأنهاره وبحيراته. فكيف هنا في ديرتنا الصغيرة المساحة، والتي لا تملك غير خليجنا الصغير الذي يسقينا، فيمدنا بالحياة، ألا يجب ان نحافظ عليه نظيفا وبعيدا عن التلوث؟ متى نعي انه امن مياهنا العذبة الوحيد، غير متناسين ان كمية الطاقة - نفط - اللازمة لتحويل المياه المالحة الى مياه للشرب مكلفة جداً !

***

     في ندوة «بيئة افضل.. لحياة أفضل»، التي اقيمت مؤخرا، انتقد د. بدر العنزي، ارتفاع معدلات استهلاك المياه من 400 لتر الى 500 لتر للفرد، وهو اعلى معدل لاستهلاك المياه في العالم! واضاف ان الوصول بمعدل استهلاك الفرد الى 300 لتر يوميا، يعني توفير محطتين بالكامل (محطات تحلية).

    معلومة تثير الدهشة والعجب! اين الاحساس بالمسؤولية يا مواطن / يا مقيم؟ ولماذا كل هذا الهدر غير المعقول؟ متى نعي اهمية قطرة المياه العذبة؟! انها ثروة حيوية ونعمة، فلنحافظ عليها. اذن اصبحنا نحتاج الى ثقافة ترشيد مدروسة وسريعة، ووعي خاص لدى الناس، لترشيد استهلاك المياه العذبة، ووقف هذا الهدر، خصوصا في بيوتنا، وفي الاماكن العامة والخاصة، وحتى المؤسسات الحكومية. وذلك حتى نتغلب على تحديات العصر المقبلة، حين تشح المياه العذبة، وتبدأ حروب السيطرة على منابع المياه والتحكم بها. فهل سيحصل الفرد منا على 500 لتر كما حاله اليوم؟!

***

     من المفارقات، والمواقف التي تثير الحسرة لدينا احيانا، وبالصدفة وكنت خارج الديرة، سألت احد المراهقين من الاجانب الذين حولي، وكنا في رحلة بحرية في المحيط الهادي: «لماذا تحافظ على المياه العذبة بهذه الصورة - كان مقتصدا جدا باستخدامه للمياه العذبة - وبلادكم ما شاء الله تحيطها اكبر المحيطات وتزينها البحار، وتكثر بها الانهار والبحيرات؟"." اجابني بعبارة جميلة ابهرتني، واحرجتني في الوقت نفسه: «حتى أوفر هذه القطرة لأحفادي".

     يا جماعة، هذا رد المراهق الصغير، يفكر بأحفاده. اتدرون، انه الوعي الذي تربى عليه، الاحساس بالمسؤولية، الارشاد العام والخاص، البيت، المدرسة والمجتمع، انه التفكير السليم الجميل، بمستقبل الاجيال القادمة عندهم. فهل سنهتم نحن بقيمة هذه القطرة؟.

منى الشافعي

إلى إدارة المرور.. مع التحية!


إلى إدارة المرور.. مع التحية!

***

   نعرف جيداً أن هناك قوانين عالمية ومحلية تسمى «قوانين المرور» وضعت لتتحكم في حركة المرور وتنظم سير السيارات ووسائل النقل الاخرى، والمشاة، وللحفاظ على السلامة العامة، في جميع طرقات البلد وشوارعها السريعة والرئيسية، الخارجية، والداخلية ـــ داخل المناطق السكنية ـــ وإلا اضطربت الشوارع والطرقات، وعمّت الفوضى.
وهذه القوانين لن تكون ذات فاعلية وفائدة اذا لم تجد القبول والتقدير من قائدي المركبات المختلفة، والأهم تعاونهم المستمر وإدراكهم ووعيهم والتزامهم بكل القواعد والقوانين المرورية، لأن القيادة فن وذوق وأخلاق، قبل كل شيء.
* * *
     الحديث عن أزمة المرور في الديرة ومشاكلها، التي باتت تؤرّقنا جميعاً، يطول ويتشعّب، ولكن هناك جزئية مزعجة، يبدو أننا تناسيناها، نود أن نوضحها؛ ففي شوارع وطرقات المناطق السكنية، التي لا تزيد على حارتين، وأحياناً حارة واحدة للاتجاهين، واذا كنت ملتزماً بقوانين المرور، واصول القيادة وفنياتها، هنا تبدأ معاناتك مع بعض المستهترين الذين يتخطون حدود السرعة المطلوبة، كما تبينها اللوحات الإرشادية «طايرين»، ويزعجونك بأبواق سياراتهم، ذلك لأنك ملتزم بالحدود المطلوبة للسرعة. وحين تسنح لهم الفرصة ليتخطوك ويحاذوك، ينظرون اليك بنظرات استهزاء، وكأنك قد أذنبت لأنك سائق ملتزم! ناهيك عن ثقافة «التشفيط» من البعض، خاصة في أضيق الطرقات، مما يتسبب في ازعاج للسكان وببعض الحوادث التي نحن في غنى عنها، وعدم الاهتمام بالخطوط الارضية، وعدم استعمال الاشارة الضوئية للتنبيه وغير ذلك من المخالفات التي يحترفها هؤلاء المتهورون، وكأنهم يملكون هذا الطريق أو ذاك الشارع.. بصراحة الإحساس بالغير مفقود عندهم، كذلك هي المسؤولية، حتى أخذت الشوارع والطرقات تئن وتتوجع تحت عجلات سياراتهم اللعينة، غير متناسين هنا أن المشاة يكثرون في هذه الطرقات، وخاصة من الاطفال، ومن تلامذة المدارس!

* * *
      وبالتالي نتمنى على ادارة المرور النظر بشيء من الاهتمام لهذه الحالة، او الظاهرة التي ازدادت بوجود هذا النوع من المتهورين. وذلك بوضع كاميرات لمراقبة سرعة المرتادين، والأهم وجود دورية مستمرة في التنقل بين شوارع المنطقة السكنية وطرقاتها، والأهم من هذا وذاك تفعيل قوانين المرور، وتطبيقها على هؤلاء بشيء من الحزم والشدة، من دون تفرقة من شخص الى آخر، وليس فقط دفع غرامة مالية، لأن الاغلبية، ان لم يكن الكل، قادرون على دفع قيمة المخالفة. وبذلك نقضي على هذا الاستهتار او على الاقل نحد منه، تفاديا للحوادث المزعجة وغير ذلك من المشاكل الاخرى التي تترتب عليه، وحتى ترتاح شوارعنا من انينها ووجعها.. «وعساكم علقوة»!

منى الشافعي

نشرفي : 10/12/2015  

الحفاظ على البيئة مشروع وطني واجتماعي


الحفاظ على البيئة مشروع وطني واجتماعي

***

      هل نعي أن ديرتنا أمانة في أعناقنا، وبالتالي يجب أن تظل نظيفة جميلة بعيدة عن الملوثات المختلفة، حتى نسلمها نقية، سليمة إلى الأجيال القادمة؟! وهل ندرك أن البيئة هي الحياة، وحين نعتني بها، فنحن نحافظ على الحياة (حياتنا)؟! فالحفاظ على البيئة والاهتمام المستمر بها هو احترام للنفس، كما اصبح المقياس الاول لرقي الشعوب والأمم، وتحضرها.

* * *
لأن الحياة العصرية، وتطورها التكنولوجي، ومتطلباتها الجديدة المتسارعة، أصبحت تشكل الخطر الاول على البيئة عالمياً ومحلياً، كما هي الزيادة الكبيرة لعدد سكان الكرة الارضية؛ لذا أخذت قضية الحفاظ على البيئة من التلوث والتصحر والتشوه، تفرض نفسها بقوة على كل من المجتمع العالمي والمحلي، منذ عقود ليست قليلة، لان اي تلوث بيئي يرتد سلباً على كل مناحي الحياة اليومية، لذا تصاعد الوعي بالمشكلات البيئية في العالم.

* * *
 
قرأت مؤخَّراً في جريدة القبس خبراً محلياً أسعدني، فقد أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة لشؤون الرقابة البيئية د. محمد الأحمد حرص الهيئة على متابعة الاوضاع البيئية في البلاد، بالتعاون مع الجهات المعنية قاطبةً، كاشفاً عن توجّه الهيئة قريباً لانشاء مراكز للرقابة المباشرة على جميع الانشطة بالدولة، بهدف تعزيز وتطبيق القانون البيئي الجديد.. فتحيةً للهيئة.
ولكن، هذا التوجه الجميل يجب ألا يقتصر على الهيئة فقط، لان الحفاظ على البيئة هو وعي (مشروع وطني واجتماعي متكامل)، يحتاج جهوداً مكثّفة، متعاونة، تعتمد على اكثر من جهة: البيت، التنشئة البيئية، المدرسة، المعاهد والجامعات، حركة الاعلام البيئي المستمرة، تفعيل القوانين البيئية بحزم ـــ القوانين موجودة ـــ نشاطات المجتمع المدني ومؤسساته المتنوعة، والأهم، كل اطياف المجتمع وفئاته العمرية المختلفة، كل وفق موقعه وإمكاناته، وقدراته.
كما يجب التشجيع على ثقافة فرز النفايات، واعادة تدويرها (الريسايكل)، وهي إحدى الادوات الناجحة لحماية البيئة من التلوثات العشوائية اليومية، كما وستقلل كميات النفايات المرسلة الى المحارق.
وهكذا.. لو تضافرت كل هذه الجهود مجتمعة فستظل الديرة جميلة، ولن تحتاج الاجيال القادمة من أحفادنا إلى لبس الأقنعة الواقية من التلوث!

منى الشافعي

نشر في : 17/12/2015

بمناسبة عيد الميلاد المجيد



بمناسبة عيد الميلاد المجيد

***

مع كل هذه الأنواع من وسائل التواصل الاجتماعي وأشكالها التكنولوجية السهلة البسيطة، فإن في الدول الغربية تعود حمى الرسائل التقليدية في مواسم الاعياد مثل عيد الميلاد المجيد، عيد الكريسماس، وعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الشكر.. وغيرها من أعيادهم الدينية، يتبادلون خلالها الرسائل الجميلة، وبطاقات المعايدة الملونة، المكتوبة بخط اليد بمشاعر صادقة وأحاسيس شفافة، تفرح القلب، وتنعش الروح، وذلك عبر وسائل البريد العادية. مع أنهم مَن اخترعوا، وصنعوا التكنولوجيا الحديثة التي غزتنا بقوة، عبر الانترنت وتوابعها من الــ«واتس أب»، «تويتر»، «الفيسبوك»، «الانستغرام»، «الهاشتاغ» وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المتسارعة.

* * *
 
هذه الفضاءات الافتراضية، ربما جمدت عندنا الاحاسيس الرقيقة، والمشاعر الانسانية، كما اختفت عندنا لهفة الرسائل الورقية المكتوبة بدفء الحب، وحمى العاطفة، وشغف الانتظار، وضيعت رائحة الورق العطرية والوانه، ذلك لان الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصيرة وسريعة، جامدة بلا روح ولا نكهة، بضغطة زر بسيطة تتبخّر، تتلاشى وتختفي.
وبالتالي نسينا اشكال خطوط احبابنا واصحابنا، وحتى اشكال خطوطنا. فكم من واحد منا لا تزال عادة كتابة الرسائل التقليدية تلازمه وتستهويه؟! وهكذا شيئا فشيئا ستضيع هذه العادة الجميلة من بين أيدينا، وتتسرب من ارواحنا بغفلة منا.
لن ننكر ايضا ان التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي قد أثرّت في اغلب وسائل الحياة التقليدية الاخرى، سواء الثقافة العامة، المعرفة، التدريس.. وغيرها من امور حياتنا الاخرى. والأنكى هناك من يطالب بما يسمى «الكتاب الابداعي الالكتروني»، بمعنى لن نجد في المستقبل القريب كتابا ورقيا ابداعيا ـــ قصة، رواية، شعر ــــ وهكذا سنفقد ايضا متعة القراءة الحقيقية التي لها طقوسها وخصوصيتها التي تتباين من قارئ إلى آخر، ولن نشعر بلذة ما نقرأ، ولا بحميمية هذا الابداع او ذاك، فلا طعم ولا رائحة، ولا أي خربشة على الورق.. كما افتقدنا هذه الايام لذة الكتابة على الورق، فكل شيء أصبح الآن طباعة بواسطة اجهزة التكنولوجيا الحديثة، فأصبحنا جميعا مرسلا، ومستقبلا، وما بينهما من مواضيع مختلفة ابداعية، علمية، معرفية، تجارية وغيرها.
* * *
بمناسبة عيد الميلاد المجيد، عيد الكريسماس، نبارك لاخوتنا المسيحيين داخل الديرة وخارجها، وكل عام والجميع بخير وأمان وصحة وعافية!

منى الشافعي
نشر في : 25/12/2015

لسنة مضت.. لسنة جديدة أقبلت!


لسنة مضت.. لسنة جديدة أقبلت!

***


كبشر، كلنا لدينا مساحة واسعة تسكنها طموحاتنا الممتدة، وتملأها امنياتنا المتجددة التي لا تنتهي، لأن الحياة من حولنا تتجدد، وتتغير بأسرع من الليزر، وتجبرنا على اللحاق بها.
سنة 2015 تغادرنا، فشكرا لما قدمته لنا من افراح على المستويين الشخصي والعام، وحتى من احزان، لان هذه سُنّة الحياة، وهكذا ستظل مجرد ذكرى في عالمنا، فوداعاً 2015.
ولكن هناك من يحمل لها الكثير من العتب واللوم، حين يكتشف ان طموحاته واحلامه، وامنياته ما زالت بعيدة المنال رغم مرور هذه السنة بكل ايامها ولياليها، ورغم محاولاته المستمرة لتحقيق رغباته، وهذا ما يجعله يشعر بالإحباط والفشل، ويستمر بلوم السنة.
***
لهذا الشخص نقول: ان السنة مجرد رقم عدد يضاف الى السنين الفائتات، وبالتالي هي غير مسؤولة عن نجاحك او فشلك او إخفاقك في عدم تحقيق اولوياتك الطموحة، فلا لوم عليها ولا عتب.
يقول الفيلسوف الروماني ابكتيتوس: «حدد اهدافك اولاً، ثم افعل كل ما تستطيع فعله لتحقيقها». فعلاً.. ان تحقيق الطموحات لأي منا، لن يكون ببساطة هكذا، بل يحتاج الى وقفة تصالح مع الذات، ثم وضع خطة مبسطة مرسومة بدقة مع جدول زمني واضح، تحتوي على الأولويات من الاهداف، والاهم التركيز اولاً على هدف واحد يكون له التأثير الكبير/الايجابي في حياتك، وفي الوقت نفسه يكون معقولا، ويمكن تحقيقه في الفترة الزمنية المحددة، وذلك حسب قدراتك الطبيعية، وامكاناتك ومهاراتك ومواهبك، غير متناسٍ تجاربك السابقة في هذا الامر، لان كل شيء في الحياة، وكل تجربة سابقة، مهما كانت بسيطة، ناجحة او فاشلة، لها قيمة ومن الممكن الاستفادة منها بتحقيق اهدافك المؤجلة، وايضا لا تغفل هنا الرغبة والحماس، والثقة بالنفس، والجدية في العمل، والجرأة، والتفاؤل، ووضوح الرؤية لهذا الهدف، والاهم ان تطور ذاتك، وعليك ايضاً ان تتقبل كل المعوقات التي تقف في دربك بروح معنوية عالية، وتسعى الى التغلب عليها، ولا تتوقف ابداً، وتصر على النجاح والوصول الى هدفك. ولتكن بمستوى تحديات الحياة هذه الايام ومستجداتها، كل هذه الامور والعوامل مجتمعة، بالضرورة ستقودك الى النجاح وتحقيق اهدافك. وهذا ما يقوله الكاتب الاميركي إلبرت هوبارد: «الفشل الفعلي هو ان تكف عن المحاولة».
***
اذاً.. ارسم ابتسامتك على تقاطيع وجهك، واستقبل سنة 2016 الجديدة بمحبة وفرح وتفاؤل، ستجدها فاتحة لك ذراعيها، تحتويك بكل طموحاتك المؤجلة، ورغباتك الجديدة، واحلامك الممتدة، وتجاربك السابقة، وحتماً ستساعدك على تحقيقها.
وكل سنة والعالم اجمل وارقى وانقى، خال من الفساد والمفسدين، خال من الصراعات الطائفية والعنصرية، خال من التلوث البشري والبيئي، خال من الارهاب وجماعاته، خال من الحروب العدمية وغيرها، يظلله الأمن، ويحميه الأمان، كي يعيش برخاء وسلام، واجمل تهنئة بالعام الجديد لكم جميعاً.
اهلاً ومرحباً بسنة 2016، وشكرا لسنة 2015 على كل ما قدمته لنا من حلوها ومرها، ولا لوم عليها ولا عتب!

منى الشافعي

نشر في : 01/01/2016

قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية.. تحية!


قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية.. تحية!

***
 التراث هو مجموع الخبرات والانجازات وحصيلة التجارب التي حققتها امة ما على مدى تاريخي طويل، في سائر المعارف والعلوم، كما يمثل التراث عاداتها اليومية وتقاليدها، وذائقتها تجاه مختلف الامور الدنيوية، والقضايا الحياتية الانسانية اليومية.
اذن.. التراث هو الذي يشكّل شخصية الامة ويمنحها هويتها، ويعترف بوجودها التاريخي والاجتماعي، كما يعكس الخلفية الحضارية لهذه الامة، وبالتالي فهو ليس مجرد تراكم ثقافات وخبرات وتجارب ومعارف وغيرها، انما هو اعتراف امام العالم بوجود هذه الامة، او ذلك البلد، او ذاك المجتمع.
***
لأننا شعب ملتصق بتراثه وفخور بماضيه، ويتمنى المحافظة على الشخصية الكويتية وهويتها، ومنعها من ان تذوب او تندمج في كيانات اخرى لا تمت لها بصلة، يجب علينا الاهتمام بتراثنا الحضاري الممتد، والعمل على ترسيخه في اذهان الشباب، والاجيال القادمة، حتى وان غزتنا موجة المدنية والعولمة، لذا نطمح بوجود صرح ثقافي تراثي تاريخي، وهذا ما حققته لنا قرية الشيخ صباح الاحمد التراثية، فقد اسعدني الحظ بقضاء يوم كامل، ربيعي ممتع في القرية بصحبة اعضاء «صالون اليرموك الثقافي».
تحقق هذا المعلم التراثي بفضل ودعم من صاحب السمو اميرنا الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه، وتوجيهاته السامية بابراز التراث الكويتي.
عنيت القرية بموروث الكويت الشعبي، والتراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي الاخرى، كما تعد واجهة حضارية، ومركزا لتراث الآباء والاجداد بمتاحفها التراثية الشخصية المتنوعة بمحتوياتها البرية والبحرية، وبفعالياتها التراثية المختلفة، وتعتبر متنفساً شعبياً تراثياً، يجد الزائر فيه كل سبل الراحة، وجميع الخدمات والمرافق العامة المتكاملة، كما تتميز بوجود بحيرة صناعية كبيرة، أضفت لمسة جمالية على المكان، وفندق «الموروث الشعبي» والقرية ابوابها مفتوحة للزوار حتى يوم 16 مارس 2016.
***
كنا نتمنى ان تظّل القرية مفتوحة للزوار طوال العام، بشكلها الحالي وبكل متاحفها الخاصة ومحتوياتها التراثية، حتى تعم الفائدة، على ان تتطور اكثر، كي تستطيع ان تستقبل زوارها في فصل الصيف الطويل. ولأن القرية بعيدة جدا عن الديرة، نتمنى على الجمعيات التعاونية في كل المناطق والضواحي، ان تخصص اكثر من باص في ايام العطل الرسمية والاسبوعية، لنقل سكان الضواحي الى هذا الصرح الثقافي المميز، وتشجيع الشباب على زيارة هذا المعلم الجميل.
فتحية لقرية الشيخ صباح الاحمد التراثية.. وتحية مضاعفة لكل القائمين عليها، ولكل الشخصيات الكويتية المشاركة بمتاحفها الشخصية، ولكل من رعى وساهم في انجاح هذا المعلم التراثي.. وعساكم على القوة.

منى الشافعي

نشر في : 08/01/2016

 

أحلامهن لهذا العام.. هل...؟!




أحلامهن لهذا العام.. هل...؟!

***

دعوة أنثوية هادئة، جمعتني بمجموعة من سيدات الديرة، من مختلف المستويات الثقافية والتعليمية والاجتماعية، على مدى ثلاث ساعات. ابتعد الحديث عن الاهتمام الأنثوي المعتاد، وانحرف الى الامور المهمة المطروحة على ساحة الأحلام، والطموحات والتمنيات، لسنة جديدة، وعام يخلو من المنغصات.
***
دار الحديث حول أحلامهن وتمنياتهن لهذا العام، فجاء التفاعل السريع من إحدى الأخوات، التي تمنت على حكومتنا الرشيدة الاهتمام بالأوضاع السكنية بشكل جاد وفاعل، وذلك لتوفير سكن لائق للأسر الشابة.. بصراحة العيال كبرت.
الأخت المتقاعدة منذ عقد، بعد أن تنهدت، تمنت على وزارة الصحة، التعجيل بمشروع التأمين الصحي للمتقاعدين، الذي اصبح كعين عذاري، حسب قولها، كما طالبت بتفعيل التنمية الصحية بكل صورها الحديثة والمتطورة، وتساءلت: أين مستشفى جابر، مثل بيض الصعو نسمع عنه وما نشوفه؟!
شاركتهن الأخت مدرّسة العلوم أحلامهن وتمنياتهن بقولها: يا جماعة، هناك غصة، لا تزال المناهج تفتقد التطوير والتحديث، وعناصر التكنولوجيا المهمة المتطورة، فقد باتت مناهجنا لا تواكب هذا العصر التكنولوجي، التنمية التعليمية بطيئة، ولا ترقى الى طموح الشباب، عيال المستقبل، أتمنى أن تتحرك!
الأخت ربة البيت قالت: الله يخليكم، لا أريد أن أقرأ أو أسمع هذا العام عن ظاهرة السرقات المليونية والمليارية التي تفشت في الديرة، ولا عن كل مظاهر الفساد التي طالت الأخضر واليابس. الله يخليكم، أتمنى ان تختفي بقدرة قادر كل هذه المنغصات، يا رب يا كريم ما لنا غيرك.
تردد اخت أخرى بشيء من الألم: أريحوني فقط من نهج سياسة الترقيع التي طالت كل مناحي الحياة في ديرتنا الجميلة.. مثلاً شوارعنا وطرقاتنا التي باتت تئن من الحفر والتكسر والتمزيق، ثم اصبحت تحت رحمة الترقيع التعيس. وغيرها من المباني الحكومية، و، و، و.. والمحزن أن ديرتنا دولة نفطية، فأين التنمية في هذا المجال؟!
أما إحدى الأخوات، فقد تمنت على حكومتنا الرشيدة، إيجاد فرص عمل مهنية وحرفية للشباب، عيال الديرة، بتفعيل حركة المشاريع الصغيرة، وغيرها من المشاريع الأخرى المماثلة حتى يهجر شبابنا الحياة الاستهلاكية، وتعم الفائدة على الديرة وأهلها.
***
هنا، استفزتني كلمة «الاستهلاكية»، فشاركت بالأحلام والتمنيات. قلت: يا جماعة الخير، التنمية عامة، يراد لها مواطن طموح، منتج، متحرك، إيجابي، وحكومة مسؤولة ذات خطط مستقبلية، تنموية ومنهجية، ومجلس أمة يعمل ليشرّع بالحق والعدل، ويراقب بعين قادرة فاحصة حكيمة جادة. وهكذا تتحقق أحلامكن وتمنياتكن.
ولكن لن نغفل هنا، مع كل هذه الأحلام والتمنيات والطموحات، هناك رغبة قوية للأمن والأمان لديرتنا الغالية وأهلها الطيبين، ولكل العوالم من حولنا. ذلك، لأن امامنا تحديات عالمية متسارعة، لسنا بمعزل عنها، فكل يوم تشتعل أزمة من رحم أخرى، حتى أصبحنا في محور الدائرة، فهل نستطيع مقاومتها أولاً؟!.. نتمنى.

منى الشافعي

نشر في : 14/01/2016