برنسيس إيكاروس

Monday, December 22, 2014

الصناعات الثقافية



كتبت منى الشافعي

الصناعات الثقافية

****

تفتقد الصناعة الوطنية أدوات ووسائل إنتاج الثقافة

********

   أعجبني هذا المصطلح «الصناعات الثقافية»، فأخذت أقرأ عنه وأبحث عن المزيد، فعرفت انه يختلف عن مصطلح «صناعة الثقافة»، اي صناعة الانتاج الثقافي، كالكتاب، اللوحة التشكيلية، المنحوتة الفنية، الصورة الفوتوغرافية، الجريدة، اللحن الموسيقي، الفيلم السينمائي، وغيرها من الانتاج الثقافي.

    اما مصطلح «الصناعات الثقافية» فهو مصطلح فني مهني، ويعني الادوات والوسائل الاولية، والاساسية، التي تدخل في انتاج عمل ثقافي/ فني/ ابداعي، مثل الورق، الاحبار، الاقلام، مواد الفنون التشكيلية والمسرحية والسينمائية المتنوعة، الآلات الموسيقية، وغيرها من الاجهزة التكنولوجية الحديثة المتطورة التي دخلت في صناعة الثقافة بقوة.

  وهكذا، اصبحت هذه الصناعة، وخاصة وسائل التقنية الحديثة من الضروريات لانتاج وخدمة وتطوير الثقافة بأنواعها في كل مكان في العالم، لانها من اهم عناصر وعوامل نجاحها ونشرها وتوزيعها، كما اخذت تنافس صناعة المواد الغذائية، والصناعات الاقتصادية الاخرى، ولا تقل عنها شأنا، واصبحت من اهم موارد انعاش الاقتصاد في العالم المتحضر، والاهم اصبحت كعكة تتنافس الدول من اجل الحصول على جزء منها.

    اما اهم الاعمدة التي تقوم عليها الثقافة فهو العنصر الانساني كالمفكر/ المثقف/ الاديب/ الصحافي/ الفنان التشكيلي/ المطرب/ الممثل / الملحن/ المصور، وغيرهم. وهؤلاء ساهموا بقدر جيد ومحسوس في تحريك عجلة الاقتصاد في دولهم، كونهم يحتاجون يومياً الى «الصناعات الثقافية» حتى ترى اعمالهم وابداعاتهم النور.

   في الديرة، تفتقد الصناعة الوطنية ادوات ووسائل انتاج الثقافة، علماً بأنها قد اصبحت حاجة اساسية ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم الامن الثقافي الوطني، واصبح اغلب بل كل اعتمادنا على الاستيراد من الخارج وبأثمان غالية.

    اذاً، فلنفكر جديا في البدء بانتاج الصناعات الثقافية بقوانا الذاتية، على الاقل ابسط هذه الصناعات واكثرها ضرورة، لا سيما اننا نبحث في هذه الايام الصعبة عن موارد اقتصادية جديدة لدعم الدخل الوطني، غير النفط، الذي اخذ يعاني حالة انخفاض سريعة ومستمرة في اسعاره العالمية.

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

alshafei_m@

القبس 22ديسمبر 2014

Saturday, December 13, 2014

شبابنا الرائع وسوق "قوت "


كتبت منى الشافعي

شبابنا الرائع وسوق "قوت "

أفرحني اكتشاف المواهب الشبابية الرائعة والتنوع في الأفكار الجديدة           

يوم السبت الماضي ذهبت الى سوق «قوت»، الذي يقام على سطح مواقف مجمع الراية. والسوق عبارة عن اكشاك صغيرة تضم انواعا مختلفة من البضائع. ما يميز هذا السوق ان جميع المعروضات محلية الصنع، قام بإعدادها وتصنيعها وتسويقها الشباب، فهناك انواع متعددة من المواد الغذائية، كالخبز بأنواعه الصحية، والكيك والبسكويت والحلويات والمشروبات الباردة وغيرها. ناهيك عن اصناف الاطباق البيتية الصنع الشهية. والاجمل تلك المشغولات الحرفية والاعمال اليدوية الجميلة والانيقة المختلفة التصاميم والالوان والاشكال. عدا الاكسسوارات النسائية ذات الاشكال الجذابة المصنوعة بإتقان وحرفنة عالية، وغيرها من الاعمال اليدوية.

***

كان الجو ربيعيا جميلا يشجع على الاستمرار في التجول بين هذه الاكشاك المتوهجة بالمعروضات الجذابة، واكثر ما اسعدني وافرحني اكتشاف هذه المواهب الشبابية الرائعة، وهذا التنوع من الافكار الجديدة، والاعمال الجيدة. وعندما سألت اغلبهم عن موقع محلاتهم، كانت الاجابة «لعدم قدرتنا على استئجار محل لعرض منتجاتنا، لان الايجارات خيالية، كما ان الدورة المستندية صعبة ومعقدة وطويلة، وبالتالي اعتمدنا على الانستغرام والواتس اب».

***

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين المسؤولون والمهتمون من اصحاب تشجيع المشاريع الصغيرة، عن هذه الطاقات الشبابية الخلاقة، الطموحة، المكافحة، الواعدة، الفاعلة، الناجحة؟!

نتمنى على الصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، الالتفات الى هؤلاء الشباب وتذليل جميع الصعوبات والمعوقات والحصول على الدعم المادي لبناء مشاريعهم الصغيرة، ولن نغفل هنا أن نتمنى على القادرين والميسورين والمهتمين بالشباب المتميز، مساعدة هؤلاء الشباب، واحتضانهم وتأهيلهم في ادارة مشاريعهم، حتى تتطور لتصبح مشاريع كبيرة، لانها فعلا تستحق ان تنمو وتكبر لكي نقضي على جزء غير قليل من الركود الاقتصادي في الديرة. غير متناسين ان هذه المشاريع تشكل جزءا من خطة التنمية. وبالتالي «نفك» حكومتنا الرشيدة من بعض التزاماتها تجاه الشباب، الذين ينتظرون الوظيفة الحكومية لاكثر من سنة، والعدد في ازدياد سنويا. لا سيما ونحن نعيش اليوم حالة هبوط اسعار النفط التي تتواصل يوماً بعد آخر.

              جريدة القبس في 13 ديسمبر 2014 m_alshafei@hotmail.com

Wednesday, December 03, 2014

و ضاع دفء الرسائل !


كتبت منى الشافعي

وضاع دفء الرسائل ! ****
افتقدنا حميمية رسائل الماضي ونسينا حتى أشكال خطوط أحبابنا

***
كانت الرسائل، خاصة تلك التي تصلك من الأحباب (الأهل، الأصدقاء، الغيّاب)، تبعث الدفء في داخلك حين تستلمها، تقبلها قبل ان تفتحها بلهفة، وحين تلمسها تخشى عليها من التمزق. تقرأها بشوق يتمدد لأكثر من مرة، لعلك تجد شيئا ما مندسا بين سطورها! حينها يتسلل دفء ألذ، يصل إلى قلبك، ليغزو كل شرايينك، وحين يمتد الى أطرافك يشعرك بفرح وبهجة، وكأنك ترى صاحب الرسالة يبتسم مشرقا من بين حروفها

لن ننكر أن من أحلى الرسائل التي تبعث ذلك الدفء السحري فيك، هي رسائل المغرمين والمحبين. رسائل لها نكهة غير الأخريات، لها جذوة لن تنطفئ في صدور المحبين وذاكرة العشاق. بصراحة مَنْ منا لم يرف قلبه ولو مرة واحدة في احدى محطات حياته؟! مَنْ منا لم يحب ويهف قلبه، خاصة في مرحلتي المراهقة والصبا.. وربما في الكهولة؟! فالحب لا يعترف بالاعمار ولا بتراكم السنين لأنه الحياة.

***
اليوم، وبعد أن غزتنا تكنولوجيا الانترنت وتوابعها من الواتس اب، تويتر، الفيسبوك، الانستغرام وغيرها، ضاعت هذه الأحاسيس الإنسانية، والمشاعر الرقيقة، واختفت لهفة الترقب للرسائل الورقية الملونة بدفء الحب، المعجونة بالعواطف، الموسومة بالفرح. وهكذا سيطرت التكنولوجيا على حياتنا، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سريعة وقصيرة، جامدة، بلا روح طرية، ولا نكهة شهية. وبالتالي افتقدنا حميمية رسائل الماضي، ونسينا حتى أشكال خطوط أحبابنا

على الأقل في الغرب، تعود حمى الرسائل التقليدية عندهم في مواسم اعيادهم المختلفة، فيتبادلون تلك الرسائل المكتوبة بخط اليد

يا جماعة.. شيئا فشيئا ستضيع، لتختفي هذه الأشياء الجميلة من بين أيدينا، وتتسرب من أرواحنا بغفلة منا. وكلما تمر سنوات العمر سريعة، وتتراكم خلف أعمارنا، نشعر بالحنين إلى هذه الأشياء الصغيرة التي كانت تسعدنا وتفرحنا، ويعاودنا الحنين الى الماضي بكل تفاصيله الاجمل.. دعونا على الاقل نتذكر.. فالذكريات حياة أخرى

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m